(وين رايحين) خطوة متقدمة في ترصين المسرح الشعبي
رحلة درامية كوميدية دون وجهة لثلاث شخصيات على متن حافلة
بغداد - ياسين ياس - محمد اسماعيل
(العبخانه) و(فلوس الدوة) و(آنه أمك يا شاكر) و(خيط البريسم) و(مملكة الشحاذين) وسواها كثير من إرث المسرح الشعبي، تكاثفت متجلية في (وين رايحين) التي ضيف مسرح الرشيد الخميس الماضي اولى عروضها وهي لفرقة المسرحيين العراقيين، تأليف واخراج حيدر منعثر: تمثيل لمياء بدن ،زهرة بدن، وكاظم القريشي ولؤي احمد، طلال هادي وامير احسان والتي ستعرض أيام مساء الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع على مسرح الرشيد،وهي من إنتاج دائرة السينما والمسرح وشركة الثقافة العراقية.
وقال وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار للشؤون الثقافية فاضل البدراني عن المسرحية (ان فرقة المسرحيين العراقيين قدمت مسرحية اعادت للاذهان المسرح الجاد الذي انتقد المراحل الزمنية التي مر بها العراق وانها محاولة نوعية لإيجاد منطقة حوار جمالي حر مع الجمهور، بلغة فنية عالية المعاني.. بسيطة الإيقاع)، موضحا ان (المسرحية التراجيدية وين رايحين تناولت الاحداث والمراحل الزمنية من تاريخ العراق وما تعرض له الشعب العراقي حيث مثلت المسرحية رحلة درامية كوميدية دون وجهة لثلاث شخصيات على متن حافلة، يقودهم سائق غامض نحو محطات من الأمل والبحث عن محطة كل منهم فأحداث المسرحية تمزج بين المسرح والسينما والموسيقى والتقنيات الحديثة، ليكون الجمهور جزءًا حيّاً من التجربة).
وعن المسرحية تحدث المخرج حيدر منعثر قائلا(تناولت المسرحية رحلة العراق مع الحرب والحصار وماخلفته من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية.وصولا لمرحلة مابعد 2003 من خلال قصة حافلة لنقل الركاب ظلت الطريق واضاع المسافرين الزمان والمكان ليواجهوا مسلحين ملثمين، يسألون الركاب عن مذهبهم ،ثم يختفون عن منصة العرض.تأتي بعدهم مرحلة داعش ومافعلته بالعراقيين خصوصا سبي الازيديات. وتكاتف ركاب الرحلة لحماية امرأة ازيدية قتل الدواعش اهلها وهربت منهم مع المسافرين في حافلة الركاب التائه). وأشار الى أن (المسرح خطاب مفتوح على الجمهور، يوصل قضايا شائكة الى الجمهور بلغة فنية سهلة)، مبيناً (وين رايحين.. تدعو الشعب الى مؤازرة قواته الأمنية في التصدي لداعش لكن صغناها بلغة مسرحية عالية).
مقاطع وثائقية
وقال الناقد والتدريسي في كلية الفنون الجميلة كاظم العمران (استخدم منعثر شاشة عرض من خلال تقديم مقاطع وثائقية تشكل شهادة حية على ماتطرحه مسرحية (وين رايحين ) وعمل المخرج على مفردة الانارة والازياء والديكور المتحرك لتقديم منجز بصري يساهم في تقديم عمل مسرحي،يتفاعل مع المتلقي ر غم مرارة الواقع العراقي الحافل بالصبر والعنف والحرب الا ان المسرحية لم تخلو من المواقف الكوميدية مما إثار تفاعل الجمهور معها ، وفي هذه المسرحية سجل المخرج حيدر صرخة حرية وادانة بطريقة ذكية من خلال ورقة المشهد المفقود ليؤكد ان المسرح العراقي مؤثر من خلال المنصة الحرة التي مازالت تقاوم العنف والتطرف والفساد وتجمع العراقيين تحت سقف واحد). وأكد نقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح جبار جودي العبودي ان (المسرح الشعبي طاقة إيجابية ينشرها الفن بين صفوف المجتمع كي يترصن إيمان فئاته بالحياة المثلى)، وأضاف (حقق الفنان حيدر منعثر، خطوة متقدمة في ترصين المسرح الشعبي الهادف، ذي الرسائل الإنسانية القويمة، من خلال «وين رايحين» وما سبقها من أعمال عالقة في ذاكرة الثقافة العراقية)، فيما أفاد النائب حسين عرب (شاهدنا عملاً يؤكد أن المسرح يصنع خطاباً جماهيرياً مهماً يمكننا من خلاله إيصـــال المراد بأجمــــل وسائل الحوار).
ولفتت الممثلة إيناس طالب، الى أن (بهجة الجمهور، التي تحمل في طياتها معنى قيمياً أمثل، تعد منجزاً تفخر به الثقافة العراقية)، وواصل المخرج كاظم النصار (حيدر منعثر، من أصحاب المشاريع المسرحية المهمة الصامدة منذ عقود.. صاحب علامات عرضية فارقة)، وتابع الفنان علاوي حسين (المهم هو الخطاب.. ســــواء أكان شعــــــــبياً أم فصيحــاً، لكن الشـعبي أكثر حضــوراً في ذائقــة الجمهور وأشــد جاذبية).وأوضحت بطلة العمل زهرة بــدن ( لم أمثل معانـــاة الأيزيديــــــــــات جراء لا إنسانية «داعش» إنمــــا عشتها علـــــــى المسرح، متماهية مع مأســــــاتهن بصدق).