مسيّرات تقصف جنة كردستان

نوزاد حسن

هل اصبح اقليم كردستان مزعجا للبعض بحيث انهم يوجهون اليه رسائل على شكل مسيرات تستهدف حقوله النفطية.؟

ومع ان الاقليم ممثل في الحكومة الاتحادية من خلال وزراء ونواب,كما انه لم يسع الى تبني لغة تصعيدية ازاء بعض المشاكل العالقة بينه وبين الحكومة الاتحادية,اضف لذلك ان الاقليم يتصرف بواقعية سياسية حافظت على الوضع الامني والاجتماعي والسياسي..اقول على الرغم من كل ذلك فان هناك من يعتقد ان وجود الاقليم بوضعه الحالي هو حالة مزعجة.

نعم اقليم كردستان هذا المكان النموذجي قياسا بمناطق العراق الاخرى يعد في نظر العراقيين جميعا ومن مختلف الطوائف والمحافظات على انه ارض وصلت الى درجة عالية من الانسجام الذي تفتقده اماكن كثيرة في العالم.. لا تكمن قوة الاقليم في طبيعته الخلابة,وانما في تلك الوحدة بين الناس هناك.ولابد ان يبقى الاقليم على هذه الدرجة من الوعي.وعلى كل فرد في جنة الكورد تلك ان يعي المحاطر التي تحيط بالاقليم.

احيانا اتساءل لماذا يشعر الزائر لاقليم كردستان انه منبهر بكل شيء من حوله.الانبهار هنا  ليس نشوة عابرة يشعر بها شخص يتناول كأسا من الشاي في كوفيه هاديء.انه اكثر من ذلك.الانبهار هنا ينبع من حاجة الانسان الى بيئة غير متنافرة تتعرض لخطر الموت في اية لحظة.الاقليم وصل الى مرحلة نضج عالية مثل ثمرة تشبعت بعناصر الارض فاكتملت..  شعبيا اثار منظر المسيرات وهي تسقط هناك استياء كل محبي الاقليم.ان التجربة الناجحة تصنع دائما منتقدين وحاسدين لها.لذا احسست وانا اتحدث مع الكثيرين من مدمني قضاء بعض الوقت والسياحة في الاقليم انهم لا يصدقون ما يجري.وانهم يتمنون لو ان العراق كله اصبح قطعة واحدة منسجمة بعيدة عن العداء وتدمير الثروات..  افضل وصف يمكن قوله اذا اردنا ان نعطي الموضوع حقه فهو ان مسيرات مجهولة للاعلام على الاقل تقصف الجنة التي تكاد تكون استثناء رائعا اذا نظرنا الى ما حول تلك الجنة من وضع امني وسياسي هش.