عين العاصفة
عبدالهادي البابي
بعد أكثر من عشرين سنة مرّت على التغيير نجد بأن وضع العراق اليوم لايزال يدور في دوامة الخطر ...وقد أصبحنا لانستطيع قراءة وأستشراف المستقبل بوضوح لكثرة الضباب السياسي والدخان الطائفي الأسود الذي يتكاثر ويتكاثف يوماً بعد يوم حتى حجب عن بصائرنا كل أمل في الرؤية المتكاملة لهذا الواقع المزري...!
والشيء الغريب في الموضوع أننا نلاحظ أن أكثر أبناء الشعب العراقي يعيشون حالة الإسترخاء كما لو أن الأمور تجري على مايرام ، وكأنه لاتوجد هناك مشاكل كبيرة تهدد وجودنا وبقائنا .. وفي الواقع أننا لانجد في كل مراحل التاريخ مرحلة فاصلة وحاسمة يعيش فيها العراق في وجوده السياسي والإقتصادي والأمني والإجتماعي في خطر فوق العادة كهذه المرحلة ، فيجب أن نشعر بأن واجبنا الحقيقي اليوم هو كيف يجب أن نواجه المشكلة الأساسية التي تعصف بالعراق ، وكيف نواجه الخطر الخارجي المتمثل بالتدخلات السافرة في شؤوننا الداخلية ، وكيف نواجه الخلافات المذهبية الموجودة في الساحة العراقية ، هذه الخلافات التي أصبحت تثار بطريقة أهتياجية وصارت مادةً للغوغاء هنا وهناك ..وإذا كان عندنا حرص واقعي على مستقبلنا ، فعلينا أن نجمد الكثير من خلافاتنا المذهبية وأن نقلل الكلام في الحديث عن النزاعات السياسية ، لكي نتجاوز الأمور الزائدة التي تتواجد وتتحرك في ساحتنا السياسية بدون أن يكون لها دور في حياتنا ، وعلى السياسيين أن يكونوا في خدمة شعبهم المنكوب الذي أرهقته التقلبات وأتعبته المحن والآلام التي عصفت به على مدى عقود طويلة من الزمن .