الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حينما يتساقط الرماد

بواسطة azzaman

حينما يتساقط الرماد

ثامر مراد

 

ها هو الرماد يتساقط، كاشفًا عن الوجوه التي اختبأت طويلًا خلف الظلال. تتساقط الأوراق اليابسة، وتبقى الأرواح وحيدة في مواجهة الريح العاتية، حيث يهمس صوت الحقيقة: “لا تخف، فما زال الأمل يتنفس تحت الركام.”يتلاشى الزيف في بحر النسيان، وتظهر الحياة بلا أقنعة، بلا خداع. تشرق الشمس من جديد رغم الغيوم التي حاولت حجب نورها، وتتكشف الجراح القديمة، تبحث الروح عن سلامها وسط العاصفة. يهمس الليل: “كل شيء يمر، وكل جرح يشفى.”

تنهض الأرض من تحت غبار الحروب، وتعود القلوب إلى فطرتها، إلى النقاء والبراءة. الحب ينتصر على الكراهية، والسلام يبسط جناحيه على العالم. فالنهاية ليست إلا بداية أخرى، وكل ما يموت يعود ليولد من جديد.ترفع السماء غطاءها، يتجلى نورها الصافي، وتردد الروح بصوت خافت: “شكرًا، لأن النور لا يموت، ولأن الحياة تستمر رغم كل شيء.” يولد الأمل من لهب الصبر، وتتكشف الأسرار بين أنقاض اللهب، بينما تعيد الرياح سرد الأوجاع في هدأة السحر.

أتساءل: هل كنت أبحث في الرماد عن وطن؟ أم كنت أنبش في الجراح عن أثر؟ خطواتي تتبع ظلًّا من الغبار، وصوتي يتلاشى بين صمت المنتظر. الوجوه مبعثرة كقطع زجاج منكسر، تحمل في شقوقها حكايات لا تموت، وعيونها، رغم أنها نار، تبحث عن قبس وسط الظلام.حين يسقط الرماد، نرى الحقيقة عارية، بلا زيف، بلا مجاملات. هل نحتمل قسوتها، أم نعود لنغطيها بأكوام الكلمات؟ يتهاوى الزمن كأوراق الخريف، وتظل الذكريات تصارع الريح في عتمة الليل.الرماد لا يحمل إلا صدى النار، صوتًا يتلاشى في الفراغ، كحلم لم يكتمل، أو جرح لم يندمل. نرى وجوهنا في مرآة الفقد، نلامس جمر الأيام التي رحلت، ونحمل رماد ما كان، سائرين في دروب لا تنتهي، مثقلين بعبق الماضي ورائحة الأيام التي لن تعود.لكن الرماد ليس إلا مرحلة، والنار ليست إلا بداية، فالحياة تمضي، والأمل يولد من بين الرماد، ليكتب حكايات جديدة، وأحلامًا تنتظر أن تبصر النور من جديد.

 

 


مشاهدات 105
الكاتب ثامر مراد
أضيف 2025/02/08 - 12:05 AM
آخر تحديث 2025/02/12 - 1:56 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 118 الشهر 6222 الكلي 10401593
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير