الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أقبل بنصف فوز أسمعها مني

بواسطة azzaman

أقبل بنصف فوز أسمعها مني

ضرغام الدباغ

 

لا يوجد نجاح، أو فوز تام ساحق، هذه خرافة... لأن هذا يعني أنك تريد أن تتسيد الساحة من عليها ومن فوقها ومن تحتها... لأنك لا تنظر بعيداً أو عميقاً، ولو متعك الله بهذه الصفة، لتعلمت بديهية إلهية خالدة „ لو دامت لغيرك لما وصلت إليك.

الفوز التام الساحق، يعني أنك تريد أن تسحق الجميع... وفي هذا توسع على حساب الغير.. وفيه ظلم واعتداء ويعني أنك تريد البقاء وحيداً في الساحة...  فخصمك الذي يقابلك سيضاعف من قوته ليواجهك، وحتى وستبدو أنت خطراً محدقا على المحايدين..! فأنت تضاعف عدد خصومك بدون قصد، ولكنك تفعل ذلك..!

قد لا يضيف لك الفوز التام الساحق ماديا الشيئ الكثير، ولكنه الشعور بالعظمة... والتقرب من الوحدانية... وإن خدعت نفسك بزيادة المربح، فأعلم أنك ستخسره قريباً، لأن من أخرجتهم من الملعب سيتحالفون، مع الشياطين والأفاعي لإخراجك وسوف تخسر حتى رأسمالك الأصلي.

من قال لك... أنك بطائرتك، بباخرتك، بقطارك، بعربتك، بدراجتك... وبفريقك هذا ستبلغ آخر الأشواط كلها..؟ يبالغ في تقديره وقد يغشك.. لماذا لا تحتمل أن خطأ صغيراً فتنحدر الطائرة في المحيط الهندي ولا يعثر حتى على الصندوق الأسود لك.. أو تنقطع الطاقة عن قطارك، وأن عطبا مفاجئاً يوقف عربتك (ما لم يقلبها..!).. أو ريحاً صرصراً تطيح بك وبدراجتك.

حين أنك تقر وتثبت وترسخ مبدأ الساحة لي وحدي، فسيأتي من يخرجك من الساحة وفق نفس المبدأ... الذي فرضته بنفسك على الملعب.

أسمعها مني... أطرح نفسك طرفاً معقولاً... مقبولاً، لست متعصباً أو متطرفاً، لا تسعى إلى محق وسحق الآخرين، نصف الفوز هو أكثر من التعادل، وهو أنك لم تخسر، وعدم الخسارة هو فوز.. وهو أنك ما تزال في الملعب، تلعب وتحرز أهدافاً ويعلو رصيدك.. ويكثر محبيك والمعجبين بك... ومن يودون التحالف معك..!

الفوز التام الساحق مجازفة قد تخسرك آخر فلس تملكه..!

 

 

 


مشاهدات 93
الكاتب ضرغام الدباغ
أضيف 2025/01/25 - 12:17 AM
آخر تحديث 2025/01/27 - 2:15 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 354 الشهر 13024 الكلي 10292989
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير