الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التنمر شرارة تشعل نيران الجريمة

بواسطة azzaman

التنمر شرارة تشعل نيران الجريمة

نور عدنان داخل الشمري

 

    التنمر من الظواهر السلبية التي تعاني منها المجتمعات ، فهو سلوك يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد تجاه أحد الأشخاص بقصد إيذائه بدنياً أو نفسياً ، مما يترك أثراً سلبياً على الضحية ، مما يدفعه في الغالب إلى ارتكاب الجرائم بدافع الانتقام والتمرد على المجتمع.   إن الأسرة تمثل النواة الأساسية التي تصقل شخصية الفرد وتحدد مساره في الحياة . فالتنمر  يرتبط بالتنشئة الغير سوية للمتنمر الذي غالباً ما ينشأ في بيئة تتميز بالعدوانية وتفتقر إلى القيم العليا التي ينبغي أن ينشأ عليها الفرد. كما تلعب الاضطرابات النفسية التي يعيشها في داخل اسرته بسبب تعنيفه والتي تنعكس سلباً عليه ، مما يدفعه إلى محاولة أثبات ذاته من خلال التنمر والانتقاص من الغير. كما تسهم الظروف المعيشية الصعبة التي تحيط به دوراً في خلق هذه الشخصية المتنمرة التي  تنتقص من الآخرين ، وتسبب لهم معاناة نفسية تعزلهم عن محيطهم وتفقدهم الثقة بأنفسهم وبالآخرين.     يعد التنمر سبب مباشر من الأسباب التي تدفع بعض ضحاياه إلى مخالفة القوانين والاخلال بالنظام العام في المجتمع من خلال ارتكاب الجرائم المختلفة التي تهدد الأمن العام وتزعزع أحساس المواطنين بالأمان والاستقرار .كجرائم القتل والاعتداء والتخريب التي أرتكبها بعض ضحايا التنمر في مدارسهم بغية الانتقام من المتنمرين عليهم  ومحاولة استعادة الثقة بأنفسهم وأثبات ذواتهم وقوتهم وسيطرتهم والتخلص من أحساس الخوف والضعف. كحادثة القتل التي أرتكبها طالب مراهق في أحدى المدارس في الولايات المتحدة في عام 2018 ، والذي كان يتعرض للتنمر اللفظي والجسدي من بعض زملائه ، مما تسبب له ذلك بحالة من الاكتئاب الشديد الذي دفعه إلى أطلاق النار على أحد المتنمرين، مما أدى ذلك إلى وفاته .

هل يمكن الحد من التنمر ؟  تلعب القوانين الوضعية دوراً مهماً في تنظيم السلوك الاجتماعي للأفراد في المجتمع. فعندما يشهد الأخير تفشي ظاهرة سلبية تخل بالنظام العام وتزعزع أمن المواطنين، يأتي دور المشرع في تنظيم هذه الظاهرة ودراسة حدودها وتأثيراتها،  ووضع الضوابط والعقوبات التي تشكل رادعاً لكل فرد ينتهك أحكام القانون . والتنمر كأحد تلك الظواهر التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بارتكاب العديد من الجرائم على مستوى العالم . فينبغي أن يشرع قانون يناهض التنمر ويحد من آثاره السلبية على استقرار المجتمعات، وتشدد فيه العقوبات على مرتكبي تلك السلوكيات . كما يجب أن تتظافر جهود الأسرة والمدرسة في التوعية بمخاطر التنمر من خلال حملات التوعية المستمرة التي تقيمها إدارات المدارس للأسر والتلاميذ على حد السواء، ومساعدة ضحاياه ودعمهم نفسياً من خلال مراكز العلاج المتخصصة . ختاماً..إن الجرائم ترتبط ارتباطاَ مباشراً بالتنمر، وبالتالي لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا بوجود قوانين صارمة تشدد فيها العقوبات الرادعة وتعزيز دور المدارس في التوعية المجتمعية وتقبل الاختلافات بين الأفراد سواء كانت جسمانية أو عقلية ، وتوفير دور متخصصة للرعاية والدعم النفسي لضحاياه من أجل خلق بيئة سليمة يعيش فيها الأفراد .

 الجامعة التقنية الوسطى

 

 

 


مشاهدات 120
الكاتب نور عدنان داخل الشمري
أضيف 2025/01/25 - 12:13 AM
آخر تحديث 2025/02/06 - 3:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 69 الشهر 2786 الكلي 10398157
الوقت الآن
الخميس 2025/2/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير