الأمم المتحدة: الظروف ليست مهيأة لعودة سكان البلدات الحدودية
الجيش اللبناني يعلن إستشهاد جندي وإصابة آخر بنيران إسرائيلية
بيروت (أ ف ب) - أعلن الجيش اللبناني امس الأحد استشهاد أحد عناصره وإصابة آخر بنيران إسرائيلية في جنوب البلاد، مع محاولة مئات الأشخاص دخول بلدات حدودية لم تنسحب منها القوات الإسرائيلية رغم انقضاء مهلة ذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وجاء في بيان للجيش (استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة- صور وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل- مرجعيون نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قبل العدو الإسرائيلي، في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية).
عودة السكان
واعتبرت الأمم المتحدة امس الأحد أن الظروف ليست مهيأة بعد لعودة السكان الى البلدات الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان، مع استمرار تواجد قوات الدولة العبرية فيها رغم انقضاء مهلة انسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.وجاء في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ورئيس بعثة قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) (كما رأينا بشكل مأساوي هذا الصباح، فإن الظروف ليست مهيأة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى قراهم الواقعة على طول الخط الأزرق. وبالتالي فإن المجتمعات النازحة، التي تواجه طريقاً طويلاً للتعافي وإعادة الإعمار، مدعوة مرة أخرى إلى توخي الحذر). وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بنيران القوات الإسرائيلية، مع محاولة مئات الأشخاص دخول بلدات لم تنسحب منها.
الى ذلك اندفع مئات اللبنانيين منذ صباح الأحد محاولين على متن مركبات أو مشيا، دخول بلدات وقرى حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النار تجاههم وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة.يأتي ذلك في يوم انقضاء مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب مع حزب الله.
مئات السيارات
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ فجر 27 تشرين الثاني/نوفمبر، حدا لنزاع بين الدولة العبرية والحزب المدعوم من إيران امتد لأكثر من عام.وأكدت الدولة العبرية أن قواتها ستبقى لما بعد المهلة، بينما اتهمها الجانب اللبناني بـ»المماطلة».وشاهد مراسلون لوكالة فرانس برس مواكب من مئات السيارات والدراجات النارية يرفع بعض من ركابها شارات النصر ورايات حزب الله الصفراء وصورا لمقاتلين منه قضوا خلال الحرب، تتجاوز حواجز للجيش اللبناني وتتجه نحو مناطق لا يزال الجيش الإسرائيلي فيها.وأظهرت اللقطات أشخاصا يتقدمون نحو سواتر ترابية تقف خلفها عربات للجيش الإسرائيلي عند مدخل قرية كفركلا. كما تقدمت مواكب سيّارة نحو قرى أخرى منها ميس الجبل وعيتا الشعب وحولا.وفي ميس الجبل، حاول شبان ونساء دخول القرية وتجاوز الساتر الترابي مشيا او على متن دراجات نارية. ورفع بعضهم صورا للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله الذي اغتيل بضربة جوية إسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر.وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الأشخاص «خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة»، ما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة 44 آخرين في حصيلة غير نهائية.وحاول جنود لبنانيون ثني الناس عن التقدم باتجاه مناطق تواجد قوات إسرائيلية، لكن العديد منهم واصلوا طريقهم، بحسب مراسلي فرانس برس.وقال علي حرب (27 عاما) الذي كان يسعى لدخول قرية كفركلا، لفرانس برس «في نهاية المطاف سنعود الى قرانا، كل الناس ستعود الى قراها. العدو الإسرائيلي سيرحل، غصبا عنه سيرحل حتى لو كلّفنا الأمر شهداء، نحن جاهزون».وأكد الجيش اللبناني أنه «يواكب دخول المواطنين» الى بلدات حدودية، داعيا إياهم الى «ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظا على سلامتهم».وأظهرت لقطات بثتها قناة «الجديد» المحلية، جنودا لبنانيين وأشخاصا حملوا رايات لحزب الله وحليفته حركة أمل، على بعد أمتار من دبابة ميركافا يحيط بها عدد من الجنود الإسرائيليين.