يا آخر الساردين
شوقي كريم حسن
لك المجد يا من مشى في شقوق الطين
حافيَ القلب، يدوّن بالرماد أسماء الشهداء.
مات السارد،
لكن السرد لم ينتهِ…
جمعه اللامي
يا صوتَ الجنوب إذا احتضرَ النهرُ
يا ليلَ العراقِ إذا خانَ الفجرُ
يا طينَ السماوةِ إذا تشقّقَ الحلمُ في وجوه المارينَ إلى المنفى.
أيها العارفُ بالوجعِ كما يُعرفُ الاسمُ بالماء،
مضيتَ بصمتِ الرموز،
كما يليق بمن جعلَ من الحرفِ ملاذًا ومن الحكايةِ محرابًا.
يا ابنَ الأساطيرِ حين تمشي على قدمين،
وتترك للورقِ أن يتنفسك،
أن يتذكرك حين ننسى أنفسنا.
قل لنا،
كيف نكتب بعدك؟
وأنتَ الذي صغتَ الحروفَ من ندى الأرواح،
وخبأتَ في سطورك
ندبة العراق، وابتسامته الوحيدة.
يا من جعلَ من السردِ
وطنًا لا يُحتل
ومن الحنين
ذاكرة لا تُطفأ.
سلامٌ عليكَ
وأنت تُودّع هذا الخراب
بمخطوطة لم تكتمل،
وسؤالٍ ظل معلقًا في الهواء:
هل يُشفى الوطنُ إذا ماتَ رواته؟
سلامٌ عليكَ
يا آخر الساردين.!!.