إقتصادنا.. بين أيادي الخيرين
عبد الكريم احمد الزيدي
مثلما تمر الأيام ، يخضع اقتصادنا لتقلبات الظروف والأحداث والتنقلات بين الضرورات والموانع التي تتطلب الرؤى والتوقعات المستقبلية وقراءة المتاح والمتوفر من الأمكانات والفرص ، ولعلنا نشهد بين آونة وأخرى أزمات مالية تلحق الضرر في تصويب الحلول المناسبة لها على إفتراض الإستفادة من الخبرات الفعلية لعقول المال وأهله ، وما نريد أن نثيره هنا هو التوصيف العملي للخروج من هذه الأزمات بأقل الخسائر ..
فالشارع العراقي يصحو بين صباح وآخر على أحداث ساخنة بين التظاهر والمناشدة والإعتراض على حالات أنسانية ومطالبات بالتغيير وإعادة النظر في الحقوق والإنصاف والعدالة في التوزيع وفرص العمل وأمور أخرى تتعلق بحياة ومستقبل الناس وظروف معيشتهم ومتطلبات الخدمات الإنسانية والرعاية الصحية وفرص التعايش وتطبيق مبادئ المساواة والحريات .. هذه المعايير تتطلب أياد وعقول قادرة على إحداث التغيرات وإيجاد الحلول المناسبة لها وتضع الممكن في الإتجاه والطريق الصحيح ، وبالمختصر فإننا نشير إلى بعض من هذه الظواهر السلبية التى تطفو بين حين وآخر لحالات تتكرر في احداثها ولا تجد لنفسها حلاً مقبولاً يلبى ربما الحد الأدنى من هذه الحالات وهي متطلبات مشروعة ومباحة كتلك المتعلقة بالخدمات الضرورية وتسوية مشاكل البطالة والتوظيف والرعاية الصحية والتربوية والإلتزام بقوانين الخدمة والتقاعد والإسكان واستثمار الأرض ورفع التجاوزات وقوانين المرور العامة واستخدام الطريق والنقل العام وتوفير فرص العمل ومعالجة حالات التعاطي والمخدرات وتجارة الممنوعات ومحاربة كل المتورطين بحالات الفساد ونهب المال العام وتعكير الأمن والأمان وضبط الحدود والمعابر والموانئ والمطارات وتأمين القضاء العادل في الثواب والعقاب ..
كل هذه الأمور وغيرها لا يمكن معالجتها بدون الأيادي والعقول المؤمنة التي تضع البلد ومصلحته فوق أي إعتبار بعيداً عن المحسوبية ومصلحة الفرد والنظرة القاصرة في الحل والتسويغ ولابد لها أن تكون من الخيرين الذين يضعون المصلحة العامة قبل هوى النفس الأمارة بالسوء والضمير الحي الذي لايموت بالمال الحرام ولا تنال منه شهوات الشيطان وخطواته..