سرقات مكشوفة
كمال مصطفى صالح
بين الاونة والثانية تظهر لنا سرقة من سرقات التي نعيش بسببها صدمة لتبدأ بعدها الاقلام بالكتابة عنها وتنطلق البرامج التلفزيونية للحديث عنها وتكون ترند في مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم تنسى ولا احد يعرف اين صار الموضوع وكيف تم حله بل نتفاجأ بان السارق يظهر في التلفاز يتكلم عن الفاسدين والسارقين ويطالب بمحاسبة اللصوص وعدم التهاون معهم، والامثلة كثيرة تبدأ بسرقة الاموال مثل سرقة القرن وسرقة المليارات الدنانير من هذه المؤسسة او تلك الدائرة، وكذلك نجد سرقة الاراضي والبيوت والاملاك اذ يجد صاحب الملك نفسه بليلة وضحاها بان داره او ارضه ليس له، وهناك نوع ثالث وهو سرقة الاعمال الثقافية والعلمية حيث نسمع بين فينة والاخرى ببحث علمي سرق او مقال ثقافي نسب لغير صاحبه او لحن اغنية يضع لاغنية ثانية ، ويكون اسوأ السرقات، سرقة مجهود وتعب بصورة فاضحة وواضحة والسارق لا ينردع فمن ياخذ المقال كاملا ويغير فقط الاسم ومن ياخذ بحثا علميا بكل تفاصيله ولا يتعب نفسه باي تعديل غير تغيير اسم الباحث ومكان عمله، ومن ياخذ صفحات الجرائد ويضعها في منشور واحد ويسميها صحيفة يومية من غير ان يتعب نفسه حتى بسحب المواد وينشرها كما هي بتصميمها، والمضحك المبكي ان نجد في مواضيع الصحيفة المسروقة بتصاميمها مقالات واخبار ودعوات محاسبة السارقين واللصوص، والادهى ان الجريدة التي يرأس تحريرها السارق تحمل اسم مجلة تراثية عراقية وايضا (.....)، فهنا ابقى في حيرة من امري ماذا يشعر السارق في قرارة نفسه؟ هل انه مثقف او عالم او خبير ؟ وما تفسير الذي يسمح له بالسرقة؟ والباحث الذي يسرق البحث ويقف امام طلابه او بعض الباحثين لشرح البحث ونتائجه.. هل سيقول اني العالم والباحث والخبير؟
لتبدأ اسئلة اهم، ومنها هل سيبقى بلدي مرتع لسارقين المال والارض والفكر والعلم؟ وهل سيبقون من دون محاسبة؟ وهل سيبقى السراق يظهرون لنا في كل مكان يناظرون ويدعون محاسبة اللصوص من دون خجل ولا خوف؟
اسئلة تتنظر اجابة برغم اني لا اتوقع ان هناك من يستطيع ان يجيب عليها.