إعتراف باريس بفلسطين يلاقي ترحيباً عربياً ويثير قلق تل أبيب
السيستاني: صمت المجتمع الدولي عن مجازر غزة جريمة إنسانية
بغداد - ابتهال العربي
عد المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، صمت المجتمع الدولي تجاه المجازر المستمرة في قطاع غزة يشكل جريمة بشعة بحق الإنسانية، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين، مع تفشي المجاعة وانتشار المعاناة بين الأطفال والمرضى وكبار السن. ونقل بيان عن المرجع قوله أمس إنه (بعد ما يقرب من عامين من القتل والتدمير المتواصلين وما خلّف ذلك من مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وهدم مدن ومجمعات سكنية بكاملها، يعاني في هذه الايام الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة من ظروف حياتية بالغة السوء، ولا سيما بسبب ندرة المواد الغذائية التي تسببت في مجاعة واسعة النطاق لم يسلم منها حتى الأطفال والمرضى وكبار السن)، وأضاف (إذا لم يكن المتوقع من قوات الاحتلال إلا ممارسة هذا التوحش الفظيع في إطار محاولاتها المتواصلة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، فإن المتوقع من دول العالم ولا سيما الدول العربية والإسلامية أن لا تسمح باستمرار هذه المأساة الإنسانية الكبرى بل تكثف جهودها في سبيل وضع حد لها وتمارس أقصى ما تستطيع لإلزام كيان الاحتلال وحماته لفسح المجال لايصال المواد الغذائية وسائر المستلزمات المعيشية إلى المدنيين الأبرياء في أقرب وقت ممكن)، مؤكداً إن (المشاهد المروعة للمجاعة المستشرية في القطاع التي تتناقلها وسائل الإعلام لا تسمح لأي إنسان ذي ضمير أن يهنأ بطعام أو شراب، بل وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بشأن الاعتداء على إمرأة في بلاد الإسلام: لو أن امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً). ورصدت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت الوزارة في بيان أمس (استشهاد مواطن لم تعرف هويته بعد، برصاص الاحتلال قرب بلدة بيت فجار، واحتجاز جثمانه)، وأضاف إن (الطفل محمد خالد حسن مبروك، استشهد ايضاً، متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها برصاص الاحتلال في مخيم العين بنابلس). من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن (أحد عناصر قوات الأمن أطلق النار على مسلح، كان قد رشق الحجارة باتجاه مستوطنة مجدال عوز الإسرائيلية قرب بيت فجار). على صعيد متصل، اعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين ابراهيم طه، عن ترحيبه بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانوبل ماكرون، عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين في ايلول المقبل. واكد في بيان أمس إن (هذه الخطوة مهمة وتنسجم مع القانون الدولي وتجسد امتدادا لمواقف وجهود فرنسا الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها لقدس الشرقية). وكشف ماكرون، في وقت سابق، عن إن بلاده ستعترف بفلسطين كدولة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر أيلول المقبل. وقال ماكرون عبر منصتَي إكس وإنستغرام (وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين، وسأُعلن ذلك رسمياً امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل)، مؤكداً إن (الحاجة مُلحّة لإنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين، وعلينا في نهاية المطاف بناء دولة فلسطين وضمان قابليتها للبقاء والسماح لها، بموافقتها على أن تكون منزوعة السلاح واعترافها الكامل بإسرائيل، بأن تسهم في أمن الجميع في الشرق الأوسط)، وتابع ماكرون في رسالة موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن (فرنسا باتخاذها خطوة الاعتراف، تنوي تقديم مساهمة حاسمة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وستجمع كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة). وأثار هذا الإعلان، غضباً في إسرائيل، إذ انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القرار، واصفاً إياه بإنه (مكافأة للمقاومين ويُشكل خطراً بظهور وكيل إيراني جديد). وتباينت الآراء وردود الفعل بين الفلسطينيين، بعد إعلان ماكرون، أن فرنسا ستعترف قريبا بدولة فلسطين. وقال فلسطينيون أمس (نأمل بأن ينفذ هذا القرار، وأن تحذو معظم دول العالم حذو فرنسا في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة)، مؤكدين إن (كل هذه القرارات لا تؤكد فقط حق الشعب الفلسطيني، إنما هي قرارات تسهم في تغيير الواقع العنيف في المنطقة وتؤدي إلى المزيد من الاستقرار). وتعترف 142 دولة على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.