بعيدا عن شبح الحروب وويلاتها.. السلام رسالة إنسانية
صبحي الجبوري
السلم ركيزة أساسيه وأمر حيوي وضروي لإستقرار وتقدم الشعوب والمجتمعات، فهو مفهوم شامل يشير إلى عدم وجود حاجة إلى النزاع والصراع المسلح وهوتعبير حي عن التوازن والتفاهم بين المجتمعات والأفراد والجماعات لتحقيق العدالة والإستقرار والتعايش السلمي ولذا نرى ان للسلمية قيمة أساسيه في بناء العلاقات الإنسانيه والتعاون بين الشعوب وتحقيق التنميه الشامله، ولهذا يعد وجود السلام أمرا مهما بشكل كبير
في المجتمعات إذ ان البيئة الآمنة السليمه تؤثر تأثيرا إيجابيا بالغا على جميع جوانب الحياة، كما أن أي دولة لايمكن لها ان تتقدم وتتطور إلا من خلال التعايش السلمي.
وعليه يمكن أن يتحقق السلم من خلال الوسائل السلميه والحوار والتفاهم بموجب الاتفاقيات الدوليه والمحليه المتفق عليها والتي تقوم بتنظيم العلاقات بين الأطراف المختلفه وهو هدف مهم لتعزيز الكثير من العلاقات والثقافات التي تسهم في تحقيق الطمأنينة والإستقرار والتنمية الشاملة.
فالسلام إذن هو امر ضروري لبناء المجتمعات المستقرة المتطوره وهو أساس كل تقدم ورقي لضمان الإستقرار في جميع جوانبه مما يسهم في تحقيق العدالة والازدهار فضلا عن تعزيز التعاون والتعايش السلمي بين الافراد والجماعات، كما يمكن من خلال إحلال السلام التعلم ونشر الثقافه وبناء المجتمعات والنهوض بها، الحروب كما هو معروف تدمر ولاتبني والبناء لايتم إلا في اوقات السلم، فالسلام يسهم في جعل الناس واعين ومدركين لمغبة الدخول في الحروب التي ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشريه. و لا ننسى ان هناك ركائز اساسية وضرورية لإحلال السلام في اي مجتمع منها التوعية والتعريف بأهمية السلام، مشاركة الدعوات التي تدعو إليه ودعمها، نبذ الإرهاب والعنف، تعليم أفراد المجتمع على بعض الدروس التي تعزز وترسخ عملية ومسيرة السلام والمقاومه، الإعتماد على الشباب في عملية التغيير
وهنا لابد لنا أن نتطرق إلى انواع السلم المتنوعه ولو بآختصار لتعددها فهناك السلم الدولي وهو السلام القائم بين الدول والأمم والذي يبنى على اساس الاتفاقيات الخاصه لإنهاء النزاعات المسلحة والصراعات بينها، أما السلم الداخلي فهو السلام داخل الدولة أو المجتمع من خلال سيادة الإستقرار بجميع جوانبه، كما أن هناك السلام الإجتماعي والذي يركز على السلام بين المجموعات داخل المجتمع الواحد،أما السلام البيئي فهو ما يتعلق بالسلام بين الإنسان والبيئة التي يعيش عليها والذي يهدف للحفاظ عليها من التلوث وتغيير المناخ.
أما المظاهر الأساسيه للسلام في أي مجتمع فيمكن معرفتها وترسيخها من خلال مايلي:-
-التعايش السلمي بين الأفراد والجماعات.
-حل النزاعات بالطرق السلميه.
-إحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسيه.
-الأستقرار وتعزيز السلام.
-تعزيز النظم الإجتماعية والثقافيه.
-الإنعزال عن المجتمعات الغير آمنه.
- تحقيق العداله الإجتماعية والمساواة ومحاربة الفساد.
-نبذ العنف والإرهاب.
وأخيرا وليس آخرا فالسلام هو رسالة إنسانية مرهفة تشيع الأمن والإطمئنان والرفاه وهو الهدوء النفسي والسكينة، وهو الحبل المتين الذي يربط مابين البشر وهو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات وهو التشريع إلإلهي الذي يحاكي الفطرة الإنسانية السليمة للإنسان ، فما احوجنا اليوم الى ان يحل السلام في ربوع العالم اجمع لتسود مبادئ العدالة والحرية والمساواة لبناء مجتمعات مستقرة مزدهرة بعيدة عن شبح الحروب والنزاعات وويلاتها التي تدمر كل شئ و تعود بالضرر على الجميع ولا يتحقق ذلك إلا بتظافر الجهود والعمل الدؤوب بين دول العالم اجمع من خلال الإلتزام بالإتفاقيات الدولية والعمل على تنفيذها لنشهد عالما معافا سليما بعيدا عن ويلات الحروب ودمارها.