مصائب تأتي ليست في البال

نبيل يونس دمان

ببالغ الأسى والحزن تلقينا هذا اليوم الخبر القاسي وغير المتوقع في ترك الصديق والزميل المهندس باسم بلو عائلته وبلدته ونينوى الى دار الخلود التي استعجل الذهاب اليها، هناك سيخرج لاستقباله جوق الملائكة بالصنج والتسابيح لطيبة قلبه وتفانيه في خدمة شعبه في زمن قياسي كان احوجه اليه، يشهد أهالي قضاء تلكيف والنواحي والقرى التابعة لها إنجازاته ومشاريعه وتسييره أمور القضاء متعدد الأعراق وفي احلك الظروف، عرفناه من خلال متابعاتنا الدقيقة لسنوات وهو بهذه الهمّة العالية والنشاط المتميز، تبارك اسم الرب في ما حصل، ونحن بني البشر نستكبر المصيبة ونحتار في إيجاد الجواب لها. عرفت هذا الانسان في مطلع شبابه ثم عرفته بشكل جيد اعتبارا من عام 2010 فصاعداً، فترسخت بيننا علاقة الزمالة والمحبة والتقينا مراراً وتكراراً في البلدة الحبيبة القوش وفي تلكيف وفي زيارته لمدينتنا سان دييغو قبل حوالي 15 سنة، وشاركنا معاً مناسبات كثيرة، كانت اخرها التي لن انساها حضوره توقيع كتابي في حزيران الماضي عن القائد الانصاري البارز توما توماس، وقبلها أيضا حرص على حضور توقيع كتابي الاخر بعنوان (القوش حصن نينوى المنيع) عام 2016 في نادي القوش العائلي، حين كانت داعش تحتل تلكيف وكان يتخذ مركزه كقائمقام القضاء في مبنى محكمة القوش.

بعد كل تلك الجهود المضنية وصل الى سن التقاعد ليسعد فيها ويزور احبته في أماكن الشتات التي وجدوا أنفسهم فيها، ولكن القدر عاجله وبلغ بنا الأسف والحزن مبلغه، ونظرنا الى تشييعه المهيب في بلدته التي ولد ومات فيها تاركاً زوجة اصيلة وطيبة وسمعة جيدة واولاداً يحملون اسمه ويقتدون بسيرته العلمية والإدارية.  اذهب يا صديقي رابي باسم مودعا بالحسرات والآهات، فلست الأول ولا الأخير في ارض الشقاء هذه وكما قال الشاعر:

كل شيء ما خلا الله باطل.. وكل نعيم لا محالة زائل

عزائي لزوجته ريم هرمز قاشا وأولاده نيشا، شلاما، ونشرا واخوانه الأصدقاء الأحبة سامي ولويس، وشقيقاته وعوائلهم جميعاً، وكل بيت بلو المعروف في الوطن والمهجر، وأصدقائه الكثيرين في كل مكان، ليصبرهم الرب على هذا المصاب الجلل الذي عصف بهم.