قول في المحاضرة والمحاضر
حميد الحريزي
نحضر ونقرأ ونشاهد العديد من المحضرات التي يتم رعايتها ، وتنسيق مجرياتها ، والدعوة لها من قبل، دور ثقافية، أو مؤسسات أدبية أو علمية، ومنظمات مجتمع مدني ، ويكون الحضور للاستماع والاستمتاع على مستويات مختلفة ، منها ذات معلومة بدائية أنما يحضر للاستزادة من معلومة جاهزة تقدم له خلال هذه الجلسات ، وكذلك لغرضبناء علاقات اجتماعية مع الحضور ، ولتزجية الوقت الفائض لديه ...
ومنهم من يحضر متشوقا الى سماع ماعو جديد لم يتعرفه في موضوع وعنوان المحاضرة ، وهؤلاء غالبا مايكونون من فئة المثقفين ذوي الاطلاع الواسع على مجريات محاضرة المحاضرة ، ظنا منهم إن الباحث أو المحاضر ، لدية أضافة نوعية ، سواء تغني ـ أو تفقر ماهو مطروح في المصادر والكتب حول هذا الموضوع ، وأعتقد هذا النوع هو المطلوب من المحاضرات وعلى من يرتقي النصة ليحاضر ، أما يعيد على السامع ماموجود في بطون الكتب والمجلات ، يعني أن ينقل القول دون أن يقول ، فأرى إنه لايستحق ارتقاء المنصة ، وشغل وقت المتلقي ، وأقصد المتلقي المطلع ، وعلى وجه الخصوص في الجلسات الموصوفة بالعلمية والرصينة ، والجديدة ...
فأحينا كثيرة تكون المحاضرة أشبه بالمحاضرا التدريسية ، أو الخطبة المنبرية ، التي تعيد التعريف بالمعروف ، وتعيد القول ولا تقول ...
كما يفترض بالمحاضر أن يكون ملما بموضوع محاضرته ، وقد رسم لها صورة لمجرياتها، المقدمة ، والبؤرة ، ونتائج البحث وماقيل وما يقال وما يقوله المحاضر كأضافة نوعية تغني معرفة المتلقي ، مستفيدا من وقت سماعه للمحاضرة ، ولايفضل أن يلقي المحاضر محاضرته ممسمكا بورقه يقرأ على المتلقي نصها ، مما يجعلها شبه مملة ، ولا تجذب المتلقي ،مما يفقدها جزءا من قيمتها ، وأحيانا لايكون المحاضر موفقا في تقديم فقرات محاضرته ، وقد يضيع الجزء المهم من المحاضرة مما يفقدها روحها ، والبعض لايملك القدرة على الكلام وايصال معلومته الى المتلقي .
كما نرى أن رسالة بمستوى الماجستير والدكتوراه ، يجب أن لاتجاز أذا لم تأتي بما هو جديد مميز ، سواء يعضد موضوع الرسالة ، ويكون أضافة نوعية لمصادر الرسالة ، أو نفي أو تصحيح ، أوإغناء لها ، وأن تتجاوز الاعادة والتكرار ، والتلقين ....الخ
نعود فنؤكد على ضرورة أن يأتي المحاضر بماهو جديد ، لتستوجب أن يكون لها محاضرة لغرض إشهارها ، ومناقشتها مع الحضورا مستحضرا معه مبررات هذا الجديد وموضوعيته العلمية