2025 ..نجحنا في الاقتراب من الشمس

أكرم ســالم

 ذهل العالم في اقتراب مسبار باركر سولار بروب التابع لوكالة ناسا الفضائية الامريكية كل هذه المقاربة الخطيرة من الشمس!!..بتصريح مدير المشروع عالم الفضاء التونسي الاصل نور الدين الروافي بأن فريق العمل الجرار المتألف من الاف المهندسين والخبراء بمختلف التخصصات وعلى مدى 15 عاما قد انجز المهام الموكلة له وحصد نجاحا مبهرا بالاقتراب الرهيب من كوكب الشمس وأن المسبار بصدد تحقيق نجاحات عظيمة بعد انطلاقته من على الارض قبل 6 سنوات ونصف .قد يبدو الحدث مجرد خبر عابر من الاخبار المثيرة ليس الا..غير أن المتتبع يفقه عدة دلالات علمية وتقنية غاية في الاهمية تكمن في بواطنه..اذ ان الشمس هي نافذة الحقيقة وصميم كبدها،فمجموعتنا الشمسية وجوهرتها كوكب الارض تستقي حركتها وتوازنها وألقها وحياتها وحضارتها و إستدامتها ودورانها في افلاكها من خلال تعلقها وانجذابها لهذا الكوكب الدرّي..به وفي ثناياه وأحشائه تكمن اعمق الحقائق الوجودية الربانية!! وأهمها وأكثرها خصوبة وثراء ،فالغطاء النباتي الاخضر من غابات وواحات وزروع ومروج وبحار وأنهار يعيش على ضوء الشمس ويديم حيويته ونضارته وغذاءه وثماره منها وبها..وكل الكائنات تستكمل دوراتها الحياتية منذ ملايين السنوات وتنشأ وتترعرع في نطاقات نورها البهي وتستظل بظلاله الوارفة وتنعم بجمالياته الاخاذة التي ليس لها نظير..والشمس تلهمنا كيف تتوالد ذاتيا وتلهب شعلتها السرمدية وتحترق لتضيء لنا الطريق نحو التجدد والبقاء..نعم فقد وجد العلماء ان بتقليد الشمس وآلية تجددها الطاقوية يمكن للحضارة البشرية الاهتداء بها و الارتقاء من خلالها الى جذوة مستدامة لنا ولأجيالنا القادمة بشكل لانهائي والى ما شاء الباريء.. اذ ان الاندماج النووي الكامن بالشمس وليس الانشطار النووي المدمّر!!.. هو الدستور الاسمى لتوليد الطاقة الحرارية والكهربائية وغيرها..وفعلا فالعلماء اخذوا في نموذج محاكاة ميكانزم الدمج النووي للشمس مقاربة للبناء عليه وتطويره بهدف اللقاء مع امنا الشمس ..والاستنارة بنورها والاحتماء بظلالها ودفئها دائما وأبدا ..بإذنه تعالى  .