إستخدام الفيديو كونفرنس في المحاكم العراقية
انوار داود الخفاجي
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت تقنية الفيديو كونفرنس (Video Conference) وسيلة مبتكرة تُستخدم في العديد من المجالات، ومنها المجال القضائي. في العراق، ومع التحديات التي تواجه النظام القضائي، برزت تقنية الفيديو كونفرنس كحل عملي لتحسين كفاءة المحاكم وضمان استمرارية العمل القضائي، خصوصًا خلال الأزمات مثل جائحة كورونا.
ما هي تقنية الفيديو كونفرنس؟تقنية الفيديو كونفرنس تتيح عقد الاجتماعات والجلسات عن بعد عبر الإنترنت باستخدام الصوت والصورة. تعتمد على أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية المجهزة بالكاميرات والميكروفونات، بالإضافة إلى برامج مخصصة لهذا الغرض، مثل “Zoom” أو “Microsoft Teams”.
أهمية استخدام الفيديو كونفرنس في المحاكم
* استمرارية العمل القضائي:ساعدت تقنية الفيديو كونفرنس في ضمان استمرارية عمل المحاكم العراقية، خاصة أثناء الأزمات مثل جائحة كورونا التي حدّت من التجمعات.
* تقليل التكاليف والوقت:توفر التقنية الوقت والتكاليف المرتبطة بحضور الأطراف إلى المحكمة، خاصة إذا كانوا يقيمون في مناطق بعيدة.
* حماية الأطراف:تُستخدم التقنية لحماية الشهود أو الضحايا في القضايا الحساسة، حيث يمكنهم الإدلاء بشهاداتهم عن بعد دون التعرض لأي تهديد.
* تعزيز العدالة في المناطق النائية: تساعد الفيديو كونفرنس في تقديم الخدمات القضائية للمناطق النائية التي قد يصعب فيها الوصول إلى المحاكم بسهولة.تطبيقات الفيديو كونفرنس في المحاكم العراقية من خلال جلسات الاستماع عن بعد حيث استخدمت المحاكم العراقية هذه التقنية لعقد جلسات استماع بين القضاة، المحامين، والأطراف المعنية عن بعد وايضا للتواصل مع الخبراء والشهود في بعض القضايا،حيث يمكن للشهود أو الخبراء الذين يصعب عليهم الحضور شخصيًا المشاركة عن طريق الفيديو كونفرنس.اضافة الى تقديم الأدلة والمرافعات من خلال تمكين المحامين من تقديم مرافعاتهم أو الأدلة إلكترونيًا خلال الجلسات عن بعد.اما عن ابرزالتحديات التي تواجه استخدام الفيديو كونفرنس هي ضعف البنية التحتية حيث يعاني العراق من ضعف في شبكات الإنترنت وعدم توفر الأجهزة التقنية في بعض المحاكم.اما التحديات القانونية تتطلب هذه التقنية تحديث التشريعات لضمان قبول الجلسات عن بعد والأدلة المقدمة إلكترونيًا والتأهيل والتدريب الذي يحتاجه العاملون في القضاء العراقي إلى تدريب متخصص لاستخدام التقنية بشكل فعال.اضافة الى المخاوف الأمنية بخصوص حماية البيانات وسرية الجلسات .الرؤية المستقبلية:لتعزيز استخدام الفيديو كونفرنس في المحاكم العراقية، ينبغي تطوير البنية التحتية الرقمية و إصدار قوانين وتشريعات تنظم استخدام هذه التقنية وتوفير برامج تدريبية للقضاة والمحامين والكوادر الإدارية.
اضافة الى ضمان حماية البيانات وسرية الجلسات باستخدام أنظمة آمنة.
واخيرا يمثل استخدام تقنية الفيديو كونفرنس في المحاكم العراقية خطوة هامة نحو تحديث النظام القضائي وتحقيق العدالة بكفاءة وسرعة. وعلى الرغم من التحديات، فإن الاستثمار في التكنولوجيا القضائية سيُسهم في تحسين الأداء وضمان وصول العدالة إلى جميع المواطنين، بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي.
محامية