الصوغة في زمن العولمة
مازن الحيدري
لست اعرف أصلا لكلمة صوغة لكني مازلت استخدمها ومازالت اغلب المدن العراقية ترتبط عندي بالصوغة التي يحملها الزائرين معهم عند عودتهم من تلك المدن !!
فالتمر بانواعه وحلاوة نهر خوز من افضل ما يمكن ان نحظى به من البصرة وكذا الحال بالنسبة للمن والسلوى من السليمانية او كرزات الموصل وراشي بعشيقة وطرشيها، ومن كركوك ليس هناك مايضاهي لبن الغنم الذي ينافس بجودته برتقال ديالى ورمانها الرائعين ولم يكن لنا غنى عن اقراص خبز ابو الشكر صفراء اللون التي كانت تأتي مع زوار كربلاء الذين لن يترددوا عن جلب حلاوة دهينة النجف أو القطب المحشي بالفستق إذا تمكنوا من زيارة المدينتين بنفس اليوم!!
ومن باب الاشادة والعرفان فأن گيمر الحلة كان افضل صوغة ممكن ان تصلني من اصحابي الحليين الذين ينافسون اهل الديوانية دائمة التبختر بعطر عنبرها الذي لا مثيل له.
القائمة طويلة ولن تقف عند البسط والفجج الصوفية من القاسم والحمزه او سمك هور العمارة والطيور البرية او رقي سامراء وعنب وتفاح بلد ،، هذا عدا عن لبن اربيل وبطيخ الصويرة وچمه السماوة والرطبة وباگلة الحويجة في موسمها حين تحتل مطابخنا وتجعلنا نجتمع على تفليسها!!
تفاصيل كثيرة ارتبطت بمدن ونواحي وقرى تميزت كل منها بمنتج صار يحمل اسمها.
ما دفعني إلى استذكار الصوغة هو سفر مجموعة من اخوتي الاعزاء إلى لاس فيجاس قبل فترة ومن بعدهم سافر صديق عزيز آخر الى نيويورك وهذا ما اثار حيرتي حول اي شيء ممكن ان تطلبه او تتوقعه صوغة من هذه المدن؟
تمنيت للجميع قضاء اوقات ممتعة وسعيدة بزيارتهم إلى هذه المدن وانا سافرت مع ذاكرتي إلى تلك الارض باحثا عن معنى كلمة صوغة!!