رسالة إلى إتحاد الأدباء
عبد الكريم احمد الزيدي
ونحن نشهد مهرجان الاسبوع الأدبي الذي يقيمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في مقره قرب ساحة الأندلس في بغداد ، لم أشهد تنظيماً للنتاج الأدبي يليق بالعراق وأدبائه وهذا السفر العميق الذي ولد في بغداد وتألق في العهد العباسي وصاغه بما أحسن صناعته شاعرنا الكبير المتنبي وجاز لمن بعده أن يبعثوا من جديد أرث حضارة عرفها العالم وظلت قائمة في بغداد ألى أيامنا الآن..
أقول بأني لم أشهد ما يليق بالعراق وتاريخه وهو بلد الشعر والأدب والثقافة لملامح نهضة فكرية أو رسالة تعيد لمجده ما يستحق ، ولعلي ابدأ بأسم عنوان الأتحاد الذي أضاف لعنوانه الأدباء والكتاب في العراق وهذا لا أجده مناسبا في اللغة حتى ، وكان المفترض الإكتفاء بالأدباء وهو الجامع للأدب وأجناسه فالكاتب هو أديب وكفى ، كما إن الأتحاد الذي يضم في أركانه خيرة الأدباء والباحثين والنقاد وأعلام اللغة تغيّب فيه من معالم إقامة الدعوات والمناسبات الأدبية وصور الأمسيات والجلسات النقدية التي تسعى لتقييم أعضاءه وتقويم أعمال الباحثين ونتاجات الأدب التي تغزو مكتبات شارع المتنبي وتأسيس نخبة أدبية لأقامة الدورات الأدبية التي تزيد من قدرات أدبائنا وتسهم في تطوير ابداعاتهم وتضيف طاقات متجددة من الحس الفكري الشمولي والأدب المقارن وكل ما يسهم في إعادة ثقة القارئ بالأدب والتوجه الصحيح لما هو نافع ومفيد .
ليس هذا وحسب وإنما على القائمين بإدارة الأتحاد دوراً رقابياً على نتاج الأدب في دور الطبع والنشر وتقويم ما أمكن من هذه النتاجات التي لا تخلو من تخبط وقصور وأحياناً إساءة للغة وتاريخها ، ولكي لا أقف عند هذا الحد بل وأضيف تقديم الدعم والمعونة المادية والمعنوية للطاقات الجديدة والمتجددة وإسنادها بالتوجيه والإرشاد ووضع مقاييس ومعايير تحفظ للأدب واللغة مكانتها وترفع من مستوى حملة عناوينها وتطور ادائهم وتحسّن في إعدادهم وقابليتهم ..
إن إقامة المهرجانات الأدبية والجلسات الأدبية ودعم الطاقات المتواجدة خارج هذا الأتحاد ودعوتهم وتسهيل تواجدهم مع اخوانهم أعلام الأتحاد لها مردود إيجابي لنهضة أدبية وإسهام في تثبيت قدرة العراق على الثبات في موقعه الأول للثقافة والأدب والفن ونجاح للأتحاد ودوره القيادي لأضافة طاقات أدبية وزيادة الوعي الجماهيري للقراءة والإبداع .
كل التوفيق والنجاح لأتحادنا العام للأدب والثقافة ومزيدا من الوقفات المعنوية لنصرة لغتنا العريقة وبلدنا العظيم .