المركز الثقافي يستذّكر تأسيس بغداد ومقاومتها الإحتلال

بغداد - ندى شوكت

أقام المركز الثقافي البغدادي، مجموعة من الفعاليات والنشاطات الادبية والفنية والتاريخية، خلال ندوتين بمناسبة ذكرى تأسيس بغداد، ومقاومة البغداديين للاحتلال البريطاني 1917 - 1920، بحضور نخبوي وثقافي واسع. وتطرق الباحث محسن جبار العارضي، خلال ندوة مقاومة البغداديين للاحتلال البريطاني الى (أساليب المقاومة التي مارسها البغداديون مثل المنشورات و تأسيس الجمعيات السرية كجمعية حرس الاستقلال، وكذلك إلقاء الشعر والقصائد، وتأسيس الصحف المعارضة للاحتلال التي طالبت بالاستقلال، الى جانب إقامة الاحتفالات والفعاليات المشتركة المتضمنة جميع المكونات والاطياف الشعبية)، وأثنى محافظ بغداد الاسبق صلاح عبد الرزاق، خلال مداخلة له، على (جهود الباحث في جمع المعلومات وتبويبها في محاور تخدم مجال البحث)، مشدداً على (ضرورة الاستعانة بمذكرات الشخصيات السياسية التي شاركت وعاصرت تلك الفترة مثل مذكرات أمين المميز (بغداد كما عرفتها)، وموسى  الشابندر (ذكريات بغدادي) وتوفيق السويدي (مذكراتي) وكامل الجادرجي (رسالة أب) ومحمد مهدي البصير (الثورة العراقية 1920) وغيرهم)، وأشار الى (اهمية الوحدة الوطنية بين السنة والشيعة التي كان لها أثراً في تحقيق مطالب جميع العراقيين، بتأسيس الدولة الحديثة التي أعقبت ثورة العشرين)، مبيناً ان (المرجع محمد تقي الشيرازي كان قد أكد في رسالة له لقادة ثورة العشرين على أهمية الوحدة الوطنية وعدم إتاحة الفرضة للمحتل بتفريق الصف العراقي).

إختيار موقع

من جانبه قدم الباحث في المجال التراثي نبيل الحسيناوي، محاضرة عن تأسيس بغداد واختيار موقعها، مسلطاً الضوء على (انشاء بغداد المدورة من قِبل المنصور عام 145 هجري في جانب الكرخ، موقع منطقة العطيفية حالياً)، لافتاً الى تأسيسها تحت الأبنية السكنية والمساجد والأسواق، بموجب الاختلاف القياسي بين جانبي الكرخ والرصافة)، واوضح ان (الكرخ اعلى مسافة بسبعة امتار من جانب الراصافة)، وذكر الحسيناوي، ان (المنصور طلب من ولي عهده المهدي تشييد معسكرات الجيش في الجانب الأخر بعيداً عن دار السلام كما سُميت بغداد، وبذلك نشأ جانب الرصافة وتوسع، وجاءت الحاجة لإقامة سور يحيط بها من ثلاثة جوانب، والرابع منها كان نهر دجلة)، منوهاً الى ان (أمين العاصمة أرشد العمري كان قد أزال الباب الشرقي (باب كلواذة) العباسي لتسهيل حركة المرور في المنطقة).