الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كل قلم وصوت وإعلام يحدّد موقفه

بواسطة azzaman

كل قلم وصوت وإعلام يحدّد موقفه

جاسم مراد

 

لم تعد هناك قيمة للوسطية ولا للمجاملات ولا لإمكانية الفهم المغلوط لديمقراطية الغرب ولا لسياسات الرضوخ والعجز السياسي باسم التعاون ، فهناك طرفان لاثالث لهما أما أن تكون مع وطنك وشعبك وأبناء امتك أو تقرر بشكل واضح من انك مع الفهم والعقلية الغربية الإسرائيلية في الاستباحة للجسد العربي وغزة خير شاهد على ذلك .ففي هذه اللحظات والأيام التاريخية وبعد هزيمة إسرائيل في حرب طوفان القدس ، استنفرت أوروبا وامريكا كل طاقاتها العسكرية والسياسية والمالية لمساندة هذا الكيان الغاصب العنصري المهزوم ، ظناً منهم بأن الوضع بعد هذه المساعدات المدمرة يمكنها أن ترمم النفس الإسرائيلية المهزومة ، واعتقدوا بأن هزيمة الانسان العربية بعد القتل الجماعي ممكنة .هم يعرفون بأن الشعوب إذا قررت خوض معارك التحرير والكفاح المسلح ليس بامكان الطائرات والدبابات وقتل الأطفال يغير من معادلات الصراع ، وهذه فيتنام التي أحرقت ارضها بكل أنواع الأسلحة المحرمة وملايين الشهداء والجرحى وبالنتيجة انتصرت فيتنام وانهزمت أمريكا وكل أسلحتها وتلك أفغانستان بعد عشرين عاما من التدمير والقتل وتنصيب الأدوات بالنتيجة انهزم الناتو وامريكا ، وتلك أمريكا اللاتينية وكوبا حددت اتجاهات سياساتها بعد مؤمرات وغزوات وحصارات ، وهذه ايران بعد حصار – 40- عاما ومحاولات زرع الفتنة انتصرت هي ايضاً وأصبحت اكثر قوة ، وهذه إسرائيل التي تم زرعها قبل – 75- في ارض فلسطين ومارست أنواع الحروب والقتل لكنها في معركة واحدة ومن غزة وحدها انهزمت جيوشها ومستوطناتها في معركة طوفان الأقصى ، إذن قوة الدول والكيانات السياسية لم تبقى على حالها إذا ما قررت الشعوب خوض معارك التحرير الوطني .غزة الان وفلسطين قبل الان تتعرض لا قسى هجوم بربري تشارك فيه دول كبرى وإسرائيل بكل قوتها وتستهدف كل ماهو حي وبالخصوص الطفولة والنساء والمدارس ومراكز العبادة إسلامية ومسيحية ، ولكن كل ذلك لم ولن يغير من الصياغة الجديدة لمعادلة الصراع ، فبات العدو المدجج بكل أنواع الأسلحة الامريكية والغربية مهزوماً نفسيا ومحاصراً بالكثير من الأسئلة من الانسان الإسرائيلي نفسه ، ويريد هذا الانسان مغادرة حكومة نتنياهو التي تسببت له الهزيمة الرحيل ، في المقابل يشعر الانسان الفلسطيني رغم المعاناة والتضحيات البشرية الضخمة أنه المنتصر بعدما تمكنت مجموعة من المقاتلين هزيمته واسر العديد من جنوده .في ظل هذا الوضع بات من الضرورة كل المعنيين من الكتاب والإعلاميين والنخب تحديد المواقف والالتحام بالكلمة والصورة والصوت مع حركة التحرر العربية بقيادة المقاومة المسلحة وفضح المواقف المخزية لدعاة الحرية والسلام .انظروا انهم يكممون افواه ومواقف كتابهم واعلامهم ولايسمحون حتى الحديث عن غزة ، فالاحرى بنا جميعا سيما أصحاب الكلمة البليغة والصوت القوي إيصال مواقفهم لكل البشرية ، فالعالم الان منقسم الى اكثر من جبهة ولم تعد جبهة الغرب هي الوحيدة وعلينا الانحياز لمن يقف معنا ، وهناك محورين دوليين في هذه المعمورة وعلينا أن نحدد اتجاهات مواقفنا ، فالمعركة خطيرة جداً ومنها وبها تتحدد استقلاليتنا وانتماءاتنا ، فبات من الضرورة بمكان أن لانتصور بان العرب أنظمة وشعوب تاريخا وحاضراً من انه خارج خطر العدوان الإسرائيلي أو الاستغلال الغربي الأمريكي لمواقفه ، فالكل في دائرة الخطر ، وهنا يجب على الجميع الوقوف أخلاقيا ووطنياً مع غزة المذبوحة وفلسطين السليبة ، فبدون ذلك نكون شهود زور لمواقفنا أمام التاريخ العربي اذا ما سؤلنا في لحظة الحساب ، فأنتم أيها الكتاب والاعلاميون والادباء والفنانون معنيون باتخاذ المواقف الشجاعة وانتم بوصلة النهوض الشعبي ليدرك العالم كل العالم ليس هناك شعبا عربيا يقتل واخر ينظر ويتفرج .


مشاهدات 531
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2023/10/28 - 12:28 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 10:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير