كيان مزعوم وتطوّر خطير

ضياء السعدي

تدخل المقاومة الفلسطينية في حربها المقدسة ضد اليهود الصهاينة وكيانهم المزعوم المؤسس على الخرافة وتزويرالحقائق التأريخية الثابته يومها الثالث عشر  بكل الاقتدار  والتحدي والانقضاض على المواقع العسكرية والاستيراتيجية وعلى طول الأرض العربية وعرضها في صولة وطنية شعبية مسلحة لم يشهدها الكيان الصهيوني منذ زرعه في قلب الوطن العربي سنة 1948 بعد وعد بالفورالذي اطلقه وزير الخارجية البريطانية .

لقد خلق طوفان الأقصى حالةً متفاقمة من الرعب والخوف على مصير الكيان الصهيونى واستمرار وجوده بعد السقوط الفعلي لنظرية امناسرائيل والذي اصبح ولأول مرة وبعد مرور خمسة وسبعون عاما في مهب الرياح الفلسطينية القوية العاتية وقدرتها الجبارة في زعزعتها  لهذا الكيان الغاصب للأرض العربية وهو بهذا الوهن والضعف الذي اصبح واضحا والتي كشفت عنه ضربات المقاومة  الوطنية الباسلة مما حدى به وكالعادة إلى الاستقواء بالإدارة الأمريكية  وأساطيلها الحربية وحليفاتها الدول الغربية وكذلك إلى التصعيد في الانتقام الدموي وارتكابه جرائم الحرب والإبادة الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني كرد فعل لهزيمته أمام المقاومة الوطنية .

وفي السياق ذاته يأتي القصف الصاروخي لمبنى المستشفى العربي الاهلي المعمداني وبقصد القتل والإجهاز  النهائي على المصابين والجرحى بما فيهم من الأطفال والنساء من الفلسطينيين .

طبيعة اجرامية

الحقائق تشير وتوكّد إلى الطبيعة الاجرامية لهذا المخطط العدواني الذي يعتمده  الكيان الصهيوني وتنفذه الالة العسكرية الشريرة  والمدعوم مباشرة من الإدارة الأمريكية بما يضمن قيامه بأوسع حملات التهجير القسري العنصري لسكان مدينة غزة والدفع بهم خارج حدود فلسطين المحتلة وإعادة احتلال مدينة غزة والمباشرة بخطوة متسارعة باتجاه بسط نفوذ الكيان الصهيوني اوليا على بعض الدول العربية المجاورة في الوقت الحاضر .

وامام هذا الانعطاف من التطور الخطير فان مواقف  اغلب حكومات الدول العربية  لا تخرج اوتتجاوز الظاهرة الصوتية القائمة على استخدام عبارات ( استنكار  ادانة  بيانات  عقد مؤتمرات  ) ان لم تكن هي مشاركة ومتواطئة بفعل التطبيع أو الاتفاقات  السياسية والأمنية والاقتصادية أو التواجد العسكري لأمريكا وحلف الناتو بالقواعد العسكرية في منطقتنا العربية والشرق الأوسط ومنها قاعدتي عين الأسد وحرير في العراق رغم ان الشعوب العربية ودولها هي المستهدفة بالصفحات التالية لهذا المخطط الرهيب والمعبر عنه أمريكيا وغربيا بمشروع الشرق الأوسط الكبير والذي بدأ باحتلال العراق .

ان المطلوب إنجاز ه وعيا وتيقضا لمخاطر هذا المشروع على الأمة العربية الإسلامية ومستقبلها يتكفل بخلق سياسات استيراتيجية توفر الحد الادنى لتضامن ووحدة الأقطار العربية ازاء هذا المشروع وإحباطه وتحمل المسؤولية الوطنية والعربية من خلال برامج وخطط وسياسات واضحة المعالم والتطبيق  والاهداف لمجابهة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يستهدف تكريس وجود اسراءيل وتوسيع نفوذها وسيطرتها على الوطن العربي واحكام السيطرة على مصادر الطاقة النفط والغاز المتواجد فيها والتصرف به .

ليكن طوفان الأقصى والموقف منه منطلقا ومعيارا في تاكيد عروبتنا ومصيرنا المشترك ومواجهة التحديات لامتنا العربية في هذه المرحلة الخطيرة من حياتها.

  الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب