الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المعرض الإستعادي للرائد حمودي وإبنته عشتار

بواسطة azzaman

معاً على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي

المعرض الإستعادي للرائد حمودي وإبنته عشتار

بغداد-علي ابراهيم الدليمي

 

افتتح مساء الخميس 12/ 10، على قاعة المركز الثقافي الفرنسي، في بغداد، المعرض الإستعادي للفنان الرائد الراحل جميل حمودي، وإبنته الفنانة (عشتار جميل حمودي).والمعرض يضم مجموعة من لوحاته الزيتية والتخطيطات وصور فوتوغرافية وقطع نحتية والمجلات الفنية التي أصدرها، فضلاً عن أعمال الفنانة عشتار التي هي الأخرى تقدم بعض من تجربتها الجديدة.

حركة ثقافية

في يوم 30 من حزيران من العام 2003، طوى الموت، بكل هدوء صفحة الفنان والناقد (جميل حمودي) من الفاعلين المتميزين في حركتنا الثقافية والفنية. الذي كان له دوراً ريادياً فاعلاً في تأسيس روحية خاصة للوحة العراقية المعاصرة المتجددة، كما أنه من المؤسس لجماعة البعد الواحد، مع نخبة من فنانينا الآخرين من أمثال.. شاكر حسن آل سعيد ومديحة عمر وآخرين..  فقد أكتشف، حمودي، مبكراً كيف يمكن من إستلهام الحرف العربي في بناء اللوحة الفنية.. ليصبح أحد رواد الحروفيين العرب.. حيث زاوج مفردات اللوحة الزيتية مع جمالية وأمكانية تطويع طاقة الحرف العربي.ورغم أنه قد قضى أكثر من عقدين من الزمن في فرنسا، إلا أنه كان بحق سفيراً للوحة الفنية العراقية هناك، التي حملت معها سمات وخصوصية تراثنا وفلكلورنا الشعبي الأصيل.فقد سافر حمودي إلى فرنسا العام 1947، بهدف متابعة الدراسة، وبحثاً عن معرفة في مجالات الفكر والفن والإستنارة الجديدة في المشهد التشكيلي العالمي، لا سيما أن باريس كانت في تلك الفترة، بعد الحرب الكونية الثانية، ملتقى ومبعث الحركات التشكيلية الجديدة والمبتكرة، لكنه قبل ذلك كان له نشاطات فنية وثقافية عديدة في بغداد، فقد كان من مؤسسي «جمعية أصدقاء الفن» العام 1941.

كما أصدر العام 1945، مجلة «الفكر الحديث» التي كانت من المجلات الرائدة الأولى في إهتماماتها بالفنون والنقد الفني.. وكان في الوقت نفسه أستاذ في التربية في دار المعلمين ببغداد.وفي باريس تابع الفنان الراحل، دراساته وبحوثه الفنية والأدبية، فقد نشر عدة قصائد في المطبوعات الفرنسية، كما أصدر ديواني شعر باللغة الفرنسية هما: «أحلام من الشرق» العام 1955، و»أفاق» العام 1957، كذلك أسس داراً للنشر، أصدر عنها مجلته «إشتار» بالفرنسية، وكانت تهتم بالثقافة والحضارات والفنون. العام 1949، أشترك في «صالون الحقائق الجديدة» الخاص بالفن التجريدي، إلى جانب الفنانين.. هيرمان وهارتونك وشوفير وغيرهم في متحف الفن الحديث في باريس، وفي العام 1959، أقام أول معرض شخصي له في باريس، وقد كتب الناقد جاك لاسين مقدمة دليل المعرض.. كما شارك في المؤتمر الثاني عن «الحضارات المتوارثة» الذي أقيم العام 1951، في السوربون، بمناسبة مرور ألف سنة على تأسيس مدينة باريس، وكانت مشاركته باسم مدينة بغداد.يتحدث الفنان حمودي، عن بداية مسيرته الطويلة وتجربته الفنية المعمقة، للصحافة: «لقد أفتتنت بالخط العربي منذ طفولتي، وكنت خطاطاً وأنا أعتز بذلك لأسباب قدسية ذات طابع روحي وديني.. وبعدما بلغت مستوى معيناً في تجربتي الفنية، أدخلت الحرف العربي إلى لوحاتي، لا لإضافة قيمة جمالية إليها فحسب، بل لتضمينها معاني مختلفة تسهم في بنائها أيضاً.. الحرف العربي إذن كان يعيش معي منذ الطفولة، وقد توضحت بعدئذ الأدوار التي يمكن أن يلعبها في التكوين التشكيلي.. رسماً وتكويناً ونحتاً وعمارة.. أستفدت من مرحلة «الكتاتيب» حيث تعلمت الخط بالقلم المقطوع من القصب وبالحبر الأسود، وكنت أحاول تكوين أشكال غريبة أو هندسية أو معمارية، مثل أشكال المساجد والمنائر وغيرها.. في الصف الثالث الإبتدائي تحولت من الإبداع العشوائي إلى نقل اللوحات الملونة، وفي العام 1936، نقلت بنجاح صورة الشاعر الإنكليزي «شيلي للرسام كينزبورد».. كما تعلمت في طفولتي الحياكة والتجليد والنقش على القماش «الباتيك التقليدي» والنجارة، وكانت مسألة هامة وجوهرية، حيث أعطتني الفرصة لممارسة فن النحت على الخشب.. تعلقت بالكتابة والأدب، ودفعني هذا التعلق إلى تحرير مجلة بإسم «عشتروت» كنت أكتبها بخط يدي، وساهم فيها جواد سليم وعطا صبري وغيرهم.. وفي بغداد، كان لي في المسرح هوايات عابرة فقمت بإخراج مسرحية «مجنون ليلي».. كما قمت بإخراج مسرحية يابانية بعنوان «هاكورومو – ثوب الريش» على مسرح حدائق مدرسة الفنون الزخرفية في باريس العام 1960. و.. (يظل الفن عندي بلورة تنعكس عبرها الحياة بما فيها من نبض يشمل المادة والروح، وبما فيها من تجليات تتصاعد سموا فتبلغ ارفع القيم، وتتهافت هبوطا فلا تتجاوز حدود ما اراد الله تعالى لنفس الإنسان ان تبلغه من درجات التهافت. ويظل فني، وهو الذي يستوحي الحياة في ثناياها التعبيرية والتجريدية، يتحرك بين القيم الانسانية معتمدا جمالية الحرف العربي تعبيرا عن انتمائيته لحضارتنا وقوميتنا وانطلاقا على طريق زمننا المعاصر).لقد تميز فناننا جميل حمودي باستلهامه المتجدد للحرف العربي في أعماله الزيتية والتخطيطات بالحبر والمائيات، المتلامسة ما بين الإنطباعية تارة والتكعيبية والتجريدية تارة أخرى، فضلاً عن إرتباط الفنان حمودي، بقيمة الحرف كموروث حضاري وشرقي حيث تدل ألوانها الحارة على إقترابها من السجاجيد والبسط الشعبية والفلكلورية العراقية، مما جعله يستثمرها بشكل إبداعي وأصيل على مدى مسيرته الفنية، كما ان لثقافته الواسعة بالفن والأدب العالمي كانت دافعاً فكرياً قوياً ومتمماً بإتجاه نشر الفكر وصنع الخصوصية وطرح الأفكار المبدعة، لقد أوجد، حمودي، أسلوباً خاصاً به تميز عن باقي الفنانين الرواد بموضوعاته وتقنياته في العمل، كما تميزت أعماله بالواقعية التجريدية من مكونات اللوحة وألوانها الزاهية والجريئة، كما تميزت ألوان لوحاته ببريقها الذي يحن الى الماضي العريق والمتجسد بفكر متوارث من البيئة التي كانت لتأثيراتها الواقع الكبير والملموس من خلال أعماله.

رسوم حمودي

وقد مرت التجربة الجمالية لتوظيف الحرف العربي في رسوم حمودي، بعدة مراحل بحثية متواصلة، ففي العقد الخمسيني إتجه أسلوبه نحو التجريدية والإختزالية، إذ أحتوت أغلب أعماله على أشكال هندسية متعددة، ولتظهر حروف الخط الكوفي بشكل واضح وشاخص، وهي لا تخلو من التأثر الواضح بالمدرسة التكعيبية ويظهر ذلك من خلال تكسيره للاشكال التشخيصية وتبسيطها وجعلها على شكل مكعبات صغيرة، فضلاً عن إعتماده على الشكل الدائري أو الهالة السرمدية وحاول تكرارها بألوان مختلفة مختلفة مناسبة.ثم بدأ، حمودي، يقترب من فن العمارة والآثار الشاخصة.. إذ شكل الحرف والزخرفة الآرابسك ثنائية في لوحاته. فان جمالية توظيف الحرف في أعماله نحت نحو التجريد ليصبح الحرف لديه حاملاً لعدة مضامين إجتماعية ودينية من خلال تضمين النص لعدة كلمات مثل (البسملة، وآيات قرآنية).ويتضح المفهوم الجمالي للحرف العربي في لوحات الفنان جميل حمودي، وخصائص أسلوبه. لها مرجعياتها الفكرية والدينية والتاريخية والميثولوجية في العلاقات السائدة بين العناصر التصويرية وتطبيقاتها في التقنية لتكشف الجماليات الموظفة لصورة الحرف العربي، في الشكل الخارجي واللون والفضاء والملمس والحجم والسيادة الأتجاه والتكرار.

اصدقاء الفن

الفنان الراحل جميل حمودي: ولد في بغداد سنة 1924. تخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد. عضو في جمعية أصدقاء الفن وأنتخب سكرتيراً لها سنة 1946. اشترك في جميع المعارض الفنية التي أقيمت في بغداد. أصدر في بغداد سنة 1945 مجلة (الفكر الحديث) ثم أصدر رسائل (ستوديو). عين مدرساً للفن في دار المعلمين ببغداد. سافر إلى باريس لمتابعة دراسته ونشاطاته الفنية ومكث هناك عشرين عاما. أقام معرضا شخصيا في صالة الواسطي ببغداد العام 1965. ساهم في المعارض الفنية وخاصة البعد الواحد (الاول) العام 1970. عمل مديراً في وزارة الثقافة والإعلام ومنتسباً للمركز الثقافي العراقي بباريس حتى العام 1985. أسس قاعة إينانا للفنون في بغداد ومديرها المسؤول. كرم بأعلى وسام للفن التشكيلي في فرنسا- المعهد الثقافي الفرنسي ببغداد العام 2001. أقام معرضا للفنانين الشباب في قاعة إينانا للفنون خصصت لتقديم جائزة جميل حمودي للشباب حيث قام بتوزيع ثلاث من لوحاته للفائزين الثلاثة من الفنانين الشباب 2001.

أما الفنانة عشتار جميل حمودي، مواليد بغداد، فهي فنانة متميزة ومتواصلة، تخرجت من معطف ومدرسة والدها، وكان هو الراعي والداعم الأول والأخير في مسيرتها الفنية، والتي تمخضت عن معارض شخصية عديدة ومشاركات بالعشرات في المعارض التي أقيمت داخل العراق وخارجه.. تشترك تجربة عشتار بكثير من العناصر البصرية والتقنية مع تجربة والدها، وهي تعتز بذلك جداً، ولكنها تحاول بقدر ما أن تضع بصمتها الفنية الخاصة بها، وخصوصاً في تجاربها الأخرى.ولد الكاتب فرانز كافكا في براغ من عام 1883، في زمن الامبراطورية المجرية النمساوية، من أب تشيكي يهودي، وكانت وفاته في النمسا من عام 1924، من عائلة يهودية متدينة، حيث تميزت علاقته بوالده بالتوتر الدائم بسبب اختلافه عنه في العديد من الجوانب الحياتية.

 بدأ كتابة القصص القصيرة والروايات في سن مبكرة، واستمر في الكتابة طوال حياته، ويعد كافكا واحداً من الذين أرسى شهرته الادبية فيما بعد بفترة ليست متأخرة، ليشكل أحد أعمدة الكتّاب في القرن العشرين ونموذج أدبي في فن القصة والرواية بالأدب الحديث، فضلاً عن ذلك فهو يعتبر واحداً من الكتّاب المؤسسيين للمدرسة الواقعية السحرية.

لقد كانت حياة كافكا معقدة ومليئة بالتناقضات، فكان يعاني من الشك والقلق الدائم، وكثيرًا ما كان يعبر عن انعزاله الاجتماعي والتوتر الذي يعيشه مع كتاباته، ولم يكن يعلم الكثير عن نجاح أعماله، إذ لم يكن معروفًا بشكل واسع خلال حياته الكتابية الاولى، واعترف قبل وفاته أنه كان يرغب في نشر أعماله بعد وفاته.

 تأثرت حياته بعلاقته مع والده، والتي اثرت فيما بعد في نصوصه الروائية، فكان والده يتميز بطابع السيطرة المطلقة وعلاقة معقدة معه تشوبها التمرد النفسي، كما تأثر أيضًا بصداقته مع ماكس بروود وفيليسيتاس بواخ، اللذين شجّعاه على مواصلة الكتابة، وهما أقرب صديقاه.

تعاطفت حياته مع القلق، وكثيرًا ما كان يعبرعن مشاعره الشخصية في كتاباته،  وتعرّض لظروف صحية صعبة حيث كان يعاني من مرض السل الذي كانت نهايته عليه، بالاضافة الى  معاناة نفسية من العديد من المشكلات العائلية والاجتماعية، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسيته.

وبالرغم أنه كان مشهورًا في الوسط الأدبي المحدود خلال حياته المتأخرة، إلا أن أعماله لم تحقق شهرة واسعة إلا بعد وفاته، حيث نُشِرت أعماله بناءً على رغبته الصريحة في عدم نشرها.

ادب الحديث

يُعتبر كافكا رمزاً من رموز الأدب الحديث، كما يحظى بتقدير كبير من قبل القراء والنقاد حول العالم، وتُعد أعماله من بين الأعمال الأدبية الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين ولها حافزاً للأدباء والفلاسفة والنقاد بدراستها وتقديم البحوث بما يتعلق بابطال رواياته حتى يومنا هذا، إذ تتسم أعماله بالطابع الاستعاري والتحليل النفسي العميق للشخصية الانسانية، كما يتناول فيها مواضيع العزلة والتوتر النفسي والمشاعر الداخلية. 

لقد أعتبرت كتاباته التي تتناول صراعات الانسان الوجودية وانغماساتها وصراعها بين الذات والواقع، مما شكلت عنده عقدة نفسية للأنزواء والوحدة والعزلة عن الآخرين، والانطواء الذاتي الذي أنعكس في تفاصيل أحداث رواياته وأسلوبه المتوزع بين السريالية والفنتازية في السرد الروائي، ذلك من خلال منظوره بما خلفه الانسان المعاصر في هذا العالم بين قوى الشر والظلام والخير والسلام، ومن جدوى وجوده المتصارع بين الآلة الحديثة والتطور الفلسفي الوجودي للكون.

فالمتابع الى قراءة كافكا يرى في كتاباته وغرائبيتها وسحريتها، بأن لديه حياة مليئة بالتحديات والظروف النفسية والاجتماعية التي أثرت بشكل كبير على نتاجه الابداعي ورواياته، فمن بين الأبعاد والظروف النفسية والاجتماعية الرئيسية التي أثرت على أعماله؛ علاقتة المُعقدة مع والده وطفولته المعذبة، التي كانت علاقتهما متوترة ومُحبطة، فضلاً عن تأثره بشكل كبير بتفكير والده الذي يتعارض مع سلوك كافكا ونمط تفكيره سعياً الى التحرر من القيود المفروضة التي غالباً ما كان يجبرها عليه الى أفكاره المُحدِّدة للنجاح والتحصيل العلمي، هذه الديناميات العائلية والصراعات شكلت مصدرًا للقلق والتوتر المزمن الذي انعكس في كتاباته، كما في رواية (أمام القانون) وهي عبارة عن نص قصير يُعتبر جزءًا من رواية ( القلعة ) التي يتناول فيها موضوع الحق والظلم والمراجعة، كذلك رواية (المسخ) التي شكلت نقطة أهتمام كبيرة من قبل العديد من النقاد ومناقشتها من زوايا متعددة، والتي سلطت الضوء على الزويا النفسية من حياة الانسان .

  كما أنعكس في أغلب كتاباته، خياله الخصب السردي، فنجد إن موضوع العزلة والغربة كان واضح في أعماله، فشخصيته الانطوائية وعزلته كان يشعر بأنه غريب داخل المجتمع، ولا ينتمي إلى أي مكان، هذا المشهد النفسي والاجتماعي الذي تأثر به والذي قاده الى الانعزالية، يظهر في رواياته مثل ( رواية تحويل ) و ( رواية القلعة ) و( رواية العمل )، حيث نجد الشخصيات نفسها محاصرة في أنظمة اجتماعية بيروقراطية غامضة، تعكس دوماً السلوك وأسلوب نمط تفكير الكاتب الذي لا ينفك منها، فهي تلاحقه وتحاصره بين أسطر الرواية مما تملي عليه تفريغ ما يحمل من شحنات شكلت له فيما بعد أسلوباً في البناء السردي الذي يتشعب بين أروقة النص، فتنعكس بشخوص ابطاله.

ويمكن الاشارة، إن كافكا عمل في إحدى مؤسسات الدولة بعد تخرجه من دراسة القانون، وهو مجال كان يتسم بالقواعد المعقدة والسيطرة الإدارية، مما تأثر أيضاً بهذا الجو الآخر المُعقد والقاسي، والذي تجلى في أعماله اللاحقة، حيث يظهر الفرد معزولًا ومحاطًا بموجات من البيروقراطية والتعقيد والسيطرة الفوقية، فتتنازع ذاته نحو التمرد والغليان على القواعد والانظمة، كما تظهر حالة القلق والتوتر النفسي في شخصيات أبطاله، فهي تكون في حالة دائمة من التشتت، وهذا ما يُعكِّر حياتهم ويؤثر على تفاعلهم مع العالم ومَن حولهم، فقراءة أبطالهُ في معظم ما كتبه تجد أن عليها الامتثال لقواعد المجتمع وأدواره المفروضة، حتى لو كان ذلك يتنافى مع رغباتهم وطموحاتهم

كما أتسمت أعمال كافكا بالرمزية والغموض، حيث يشبك أحداثه وشخصياته في سياق غامض يصعب فهمه أحياناً ويلبسها بتفاعل متداخل بين الشخصيات الاخرى في سردية نصه، مما يُضفي طابعًا فنتازياً على قصصه أو رواياته، إذ يستخدم كافكا في كتاباته العناصر الخيالية والرمزية لتصوير واقع مشوه وغريب، يمزج بين الواقع والخيال بطريقة تثير الاستفهام والتساؤل.

لقد كان كافكا قارئاً ومطالعًا جيدًا رغم العيش في بيئة ثقافية ملتبسة، لذلك، تأثرت كتاباته بتيارات أدبية وفلسفية توزعت بين مفاهيم الألم واللذة، مما أثر على تفكيره الابداعي الأدبي ومضمون رواياته.

لقد تناولت رواياته غالبًا صراع الفرد مع النظام والهياكل السلطوية، فأبطاله في ديمومة مواجهة لقوى غامضة تسيطر على حياتهم وتنازعها بين المنطق والوجود.

ورغم إن فرانز كافكا  كان مهتمًا بالأدب الوجداني والفلسفة، وهذا ما يتجلى في أعماله من خلال الأفكار المُحيطة بالوجود والهوية والمعنى، فقد تناول كافكا قضايا الوجود والمعنى والعدم، وهذا ما طبع شخصياته وسلوكها التي تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالهدف الوجودي، ويبحثون عن معنى في عوالم خالية من المعنى، إلا إن رواياته ظلت تتضمن تساؤلات عميقة حول الحياة والموت والإنسانية.

إن الظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي عاش بها فرانز كافكا تُشكِّل إطاراً أساسيًا لفهم أعماله، كما تمثل هذه الأبعاد النفسية والاجتماعية تجربة حياته ومصادر إلهامه، وقد ساهمت في خلق أسلوبه الفريد والمميز في الكتابة، تعكس هذه الأبعاد والظروف النفسية والاجتماعية في حياة كافكا تجربة شخصية معقدة ومتنوعة، وهذا ما جعل أعماله مصدرًا غنيًا للتفسير والدراسة في مجالات مثل الأدب والفلسفة وعلم النفس.


مشاهدات 764
أضيف 2023/10/13 - 10:46 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 94 الشهر 94 الكلي 9362166
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير