الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفنون تضيّف غداً المعرض الإستعادي لإبراهيم العبدلي : لن أتخّلى عن أسلوبي الواقعي فهو هويتي الفنية

بواسطة azzaman

الفنون تضيّف غداً المعرض الإستعادي لإبراهيم العبدليلن أتخّلى عن أسلوبي الواقعي فهو هويتي الفنية

بغداد-علي إبراهـيم الدليمي

باهتمام بالغ، وحفاوة كبيرة، تحتضن دائرة الفنون العامة، على قاعاتها، غدا  الأربعاء المعرض الشخصي الإستعادي للفنان الرائد المغترب إبراهيم العبدلي، الذي سيضم أخر نتاجاته الفنية الواقعية.وذكر المدير العام لدائرة الفنون علي عويد ( أتخذت الوزارة على عاتقها دعوة فنانينا الرواد المغتربين، والإحتفاء بمنجزاتهم الفنية، وفاءً لهم، وليكون هنالك تلاقح ما بينهم والفنانين الشباب).

والعبدلي ولد في بغداد عام 1944، بكالوريوس رسم - أكاديمية الفنون الجميلة/ بغداد عام 1965، حصل على الماجستير من قسم الديكور والتصميم – مانجستر بولتكنيك العام 1980إنكلترا، أصبح مدرساً في معهد الفنون الجميلة، إنتمى إلى (جماعة بغداد للفن الحديث)، أقام عشرات المعارض الشخصية والمشتركة.. مدرس في المملكة العربية السعودية (1966- 1971)، ومدرس في معهد الفنون الجميلة ومحاضر في كلية الهندسة – القسم المعماري وأكاديمية الفنون (1980- 1991) بغداد، مدرس في جامعة البترا – عمان، حاز الجائزة الأولى لتخليد مئوية ميلاد الشاعر الإسباني (لوركا) التي نظمها المركز الإسباني في عمان عام 1998.. يقيم الآن في عمان.

وللعبدلي إهتمامات أخرى متواصلة بالموسيقى وقارئ ممتاز للمقام العراقي، ومطلع على مدارسه النغمية.. وقد صاحب في حياته كبار الموسيقيين والمطربين منهم: سالم حسين، وسلمان شكر، وغانم حداد، ونصير شمة، وعلي الامام، ومحمد زكي، والفنان الملحن والمطرب عباس جميل، وحسين الأعظمي، وفريدة محمد علي.

وينتمي العبدلي، إلى جيل الستينات، وهو الجيل الثالث والمؤثر بالنسبة للحركة التشكيلية المعاصرة، التي أبرزت عشرات التشكيليين العراقيين المبدعين، والذين آثروا المشهد التشكيلي بالكثير من الأعمال المتميزة، التي لها حضور شاخص اليوم في جميع متاحف العالم.

شارك العبدلي بمشروع لمنظمة إنسانية تعنى بالأطفال والمراهقين العراقيين المصابين بأمراض نفسية جراء أعمال العنف، التي طالت المجتمع العراقي، وكان نصيبهم الأكبر منه بالمشاهدة العينية أو من خلال نقلها عبر وسائل الإعلام، فتبرع بتقديم دروس في الرسم لهؤلاء الاطفال والمراهقين، ووجد أنهم أحبوا الألوان التي ساعدتهم على تخطي العديد من حالات الحزن والإكتئاب التي تصيبهم.تخصص العبدلي بالرسم الواقعي منذ بداية مسيرته الفنية، فالواقعية هي أقرب إلى خوالجه وأحاسيسه.

   مسيرة ابداعية

وإذ أقتبس بعض من مقولاته الصحفية المتنوعة التي ترسخ مسيرته الإبداعية، قائلاً: «أنا فنان واقعي، وبقيت وما زلت وفياً للمدرسة الواقعية الحديثة منذ أن تخرجت في أكاديمية الفنون الجميلة العام 1965 وحتى الآن»، و»أنا أعتز بالبقاء على مدرسة أو أسلوب واحد ولم أغير من أسلوبي، وأستطعت الصمود وعدم الإنجراف إلى أساليب أو تيارات أخرى، لكنني أجدد في الموضوع واللون وأكون مجددا ضمن مدرستي الواقعية، وغالبية أبناء جيلي، جيل الستينات، أبقوا على أساليبهم، سواء كانت تجريدية أو إنطباعية أو غيرها من الأساليب»، «وأنا تمسكت بالأسلوب الواقعي، كون الفن بالنسبة لي هو رسالة موجهة للمتلقي، وأنا أريد لهذه الرسالة أن تصل وأن يستوعب المتلقي مضمونها، بينما التجريديون، مع إحترامي لهم، لا يستطيعون إيصال أي رسالة، الموضوع عندهم مبهم، كما أن أعمالهم لا تستطيع أن تعبر عن الواقع الراهن أو تناقش هموم الناس، فأنا مثلا جسدت في أعمال واقعية موضوعات الحرب مثل الحرب العراقية - الإيرانية، وذلك من خلال لوحة تجسد عادة شعبية عراقية، وهي أن الأم أو الزوجة عادة تلقي بالقليل من الماء خلف إبنها أو زوجها عندما يخرج مسافراً أو في مهمة، والماء هنا تفاؤلاً بعودته سالما، لهذا رسمت جندياً عراقياً يحمل حقيبته ويخرج من البيت للإلتحاق بجبهات القتال بينما أمه تلقي الماء خلفه، وفي تجسيدي للحرب الأخيرة 2003، رسمت دراجة هوائية وضع صاحبها عليها صندوقا من التمر العراقي الطازج بينما اختفى راكبها، وهناك عن قرب توجد عربات هامر أميركية، في إشارة مني إلى أن صاحب الدراجة المفقود في اللوحة ضحية قوات الإحتلال، قد يكون ألقي القبض عليه من قبل القوات الأمريكية أو ربما قد قتل من غير أن نشاهد آثار دم، فأنا أكره مشاهد القتل والدماء بشدة. أما عما مر به العراق من خراب، فقد شبهته بعربة محطمة، لكن الحصان العراقي الذي يجرها رسمته واقفا بشموخ وبقوة، في دلالة على أن العراق قوي وأن ما حدث له مجرد مرحلة وسيعود بعدها البلد معافى، هذا لا يستطيع الرسام التجريدي تجسيده، فالتجريد يمكن أن يخدم اتجاهات في تصميم الديكور أو الأزياء»، «والأصالة التي يتمتع بها الفنان، فعندما يتعرف المتلقي على الفنان من خلال اللوحة بسبب الأسلوب واللون ومن غير أن يقرأ التوقيع، فهذا يعني أن الفنان أصيل»، «وأنا أرسم ما ترصده عيني وذاكرتي من مشاهد حياتية، مثل لوحة الجندي الذاهب إلى الجبهة، على الرغم من أن هذا الموضوع تراثي شعبي إلا أني شاهدته في أحد أحياء بغداد ورسمته، لأني أردت أن أرسم الجندي بعين متفائلة»، «ولن أتخلى عن أسلوبي الواقعي فهو هويتي الفنية»، «وانا ارسم ما ترصده عيني وذاكرتي من مشاهد حياتية».


مشاهدات 812
أضيف 2023/11/20 - 3:33 PM
آخر تحديث 2024/12/25 - 1:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 363 الشهر 10945 الكلي 10067040
الوقت الآن
الأربعاء 2024/12/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير