الجيل الخامس والتهديدات السيبرانية

علي موسى الكناني

تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) هي تطور في مجال الاتصالات اللاسلكية تعتمد على تقنيات متطورة لنقل البيانات بسرعات عالية وباستجابة سريعة. ومع ذلك، فإنها تواجه أيضًا تحديات أمنية سيبرانية. ومن بين التهديدات السيبرانية المحتملة لتكنولوجيا 5G:هجمات الاختراق التي قد تستهدف أجهزة الشبكة والبنية التحتية للـ 5G بهدف الوصول إلى البيانات أو تعطيل الخدمة.

و يمكن استخدام شبكات 5G لتسهيل أنشطة التجسس والتنصت من خلال اختراق أجهزة الاتصال واستغلال الثغرات في الأمان.

ومن الممكن أن تتعرض شبكات 5G لهجمات ضخمة من نوع “الامتناع عن الخدمة” (DDoS) تهدف إلى إرباك الخدمة وتقليل أداءها.

كذلك يمكن استخدام أجهزة مزيفة للتلاعب بشبكات 5G وتوجيه حركة المرور إلى أماكن غير مرغوب فيها.

و تستهدف الهجمات السيبرانية الصناعية الأمور مثل مصانع الإنتاج والبنية التحتية الحيوية، مما يؤثر على العمليات والأمان.

لمواجهة هذه التهديدات، يجب على مقدمي خدمات الـ 5G والمنظمات تعزيز أمان شبكاتهم والاستثمار في التقنيات السيبرانية المتقدمة مثل اكتشاف التهديدات وحماية البيانات.

 والدول لها دور حاسم في الحفاظ على أمانها من تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)، وذلك من خلال عدة إجراءات وسياسات من أبرزها ينبغي على الدول وضع تشريعات ولوائح :تنظم استخدام تكنولوجيا 5G وتضمن أمان شبكات الاتصالات. يمكن أن تتضمن هذه التشريعات متطلبات لأمان الشبكات ومعايير لمراقبة وفحص مزودي الخدمة.

ويجب على الدول تقييم المخاطر الأمنية المحتملة لتكنولوجيا 5G وتحديد الجوانب الحساسة التي يمكن استهدافها.

و من المهم أن تتعاون الدول مع بعضها البعض لمشاركة المعلومات حول التهديدات السيبرانية وتطوير استراتيجيات مشتركة للتصدي لها.

و يمكن للدول تطبيق اختبارات الأمان والتحقق من أمان معدات الشبكات والبرمجيات المستخدمة في تكنولوجيا 5G.

كما يمكن للدول دعم البحث والتطوير في مجال أمان تكنولوجيا 5G لتطوير حلول متقدمة للتصدي للتهديدات السيبرانية.

ويجب على الدول حماية المعلومات الحساسة والحكومية من التسريب والوصول غير المصرح به.

باعتبار تكنولوجيا 5G جزءًا حيويًا من البنية التحتية الحديثة، يعتمد الأمان على تعاون وتنسيق دولي فعّال بين الدول والمنظمات لضمان حماية البنية التحـــــتية والمعلومات والمستخدمين.