حكاية الطبيب الذي زرع نبتة المرجوانه

قاسم حسين صالح

استضافني البارحة الاعلامي احمد ملا طلال لمعرفة الأسباب التي دفعت هذا الطبيب . ولأن الوقت قد ضايقه،ولم نفي الموضوع حقه، عليه اقتضى توضيح الآتي:

قال الأخ احمد : ان هذا الطبيب عاد الى العراق بعد ان قضى سنوات في دولة اوربية.

والتساؤل هنا: هل يعقل ان يعود طبيب قضى سنوات بدولة اوربية،وهو يعرف ان الطبيب في العراق يهان ويعتدى عليه بالضرب ،ويؤخذ منه (فصل عشائري) حتى لو أخطأ سهوا؟!

طبيب تخدير

وما نرجــوه من الأخ ملا طـــــــــلال أن يتاكد من المعـــــــــلومة التي اوصلوها له.

وعن الأسباب فنحن نرى ان هذا الطبيب من المرجح ان يكون( طبيب تخدير). لأن بعض اطباء التخدير والممرضين ..يستنشقون في غرف عمليات التخدير روائح مواد مخدرة، وان تكرار ذلك يؤدي الى أن يعتاد الجسم فسلجيا عليها. وحين لا تكون هنالك عمليات تخدير لأكثر من اسبوع ، فان ايعازات دماغيه تخبره بحاجة جسمه لها.. وحين تلح عليه هذه الأيعازات (وتضرب برأسه كالمطرقة) فانه يبحث عنها ويحصل عليها.فان تكررت الحالة عندها يتحول الى مدمن. ما يعني ان هذا الطبيب هو طبيب تخدير ..على الأرجح.

وهنالك سبب ثان ..ان هذا الطبيب يعاني من ضغوط نفسية ومشاكل اسرية تدفعه الى تعاطي المخدرات ..تنقله لعالم آخر..فنتازي.

وسبب ثالث ، ان هذا الطبيب قد يعاني من اغتراب نفسي – سياسي ناجم عن الحال المؤسف  الذي وصل اليه العراق وحال الأطباء فيه، سيما اذا قارن نفسه بزملاء له في اميركا وبريطانيا.

والسبب الأخير في استسهاله زرع هذه النبتة المخدرة ، هو ادراكه ان الأمور (فالته) في العراق وان زراعتها شبه شائعة.

وتبقى الحقيقة..في اجراء مقابلة نفسية معه للوصول الى حقيقة الأسباب التي دفعته ، ونحن على استعداد لذلك، وليت الأخ احمد ملا طلال يعمل على تحقيقها..فليس من الصحيح احالته  الى المحاكم دون فحص نفسي  يقدم  للمحكمة ..وهذا ما كنا نفعله في السبعينات.

(علمت لاحقا أنه تم الحكم عليه بالسجن المؤبد).

 مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية