الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يسوع الذي سبَقنا إلى النهر

بواسطة azzaman

يسوع الذي سبَقنا إلى النهر

عبدالمنعم الاعسم

 

في كل عام، منذ نيف والفين، نعيد قراءة حكمة الطفل النبي، ونشوف منها احوالنا وامتعتنا وسجلاتنا، ونستشرف منها طالعنا وايامنا المقبلة، فنتساءل أي عالم عجيب حل بنا ؟ واية سنوات ضارية اغارت علينا؟ وماذا ينتظرنا من عالم واعوام ؟ ثم نتواكل على غريزة البقاء بمواجهة قوى الفناء والردة لنعطي صاحب هذه المناسبة، يسوع، بعض دين في رقابنا يوم حضنا على المسرات، وان يكون خبزنا كفافا “وعلى الارض السلام” إذْ ارتبط هذا اليوم، الفيصل بين عامين، بالتمنيات ان يحل يوم غد بالمحبة، فليس ثمة امنية موضوعة على توقيت الماضي الذي استنفذ اماني كثيرة كنا قد اطلقناها عشية اعوام سقطت من التقويم.

وما دمنا عراقيين في لحظة حرجة من التاريخ، تهددنا الانواء المضطربة من كل جانب، فان امنياتنا تتخذ شكل الخوف النبيل حيال المستقبل: نقف بين الموت والحياة، بين ان نستأنف مشوارنا على الخارطة، او ان نستقيل منها، فيما تشارف اللعبة على الانتهاء، وتستنفذ الاباطيل قطع غيارها، ثم، نكتشف اننا وجها لوجه مع بعضنا. متعددون في الانتماء والعقائد والاديان والملل، وموحدون في الجغرافيا وفصيل الدم وحنفيات الماء. نقبل بذلك لنربح الحياة، او نرفضه لنخسر كل شيء.

الطفل يسوع، الذي سبَقَنا الى نهر الاهوال، كان قد شقّ الرحم، في مثل هذا اليوم، الى حوافي النهر، وصوت رعد وبشارة، ومنه الى اغصان زيتون كثيرة، ورطب وتحذيرات لبشرية كانت تتقاتل وتكيد لنفسها، ثم الى خشبة بمقاس قامة واحدة، وتضحية اسطورية، ثم الى رسالة محبة وسلام، لا نزال نجددها ونتجدد فيها، بوصفها العلامة الدالة على اننا مخلوقات مسالمة، او على وجه الدقة، اننا ولدنا مسالمين قبل ان نتوزع الى اقدار متناحرة: ملائكة وشريرين، مثلما توزع اصحاب يسوع الى قديسين وغادرين.

سوى اننا نحتاج الى لوازم العيش الآمن: الخبز والحرية.. نداء برنارد شو المدوي.


مشاهدات 564
الكاتب عبدالمنعم الاعسم
أضيف 2023/12/24 - 5:48 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 3:29 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 258 الشهر 7826 الكلي 9369898
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير