الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأكراد في مواقع الحدث

بواسطة azzaman

الأكراد في مواقع الحدث

لطيف دلو

 

قد سمعت مرارا بالخطة الخمسية لتطوير البلدان ولكن لم اسمع بالميزانية الثلاثية كما قررت في هذه الايام ولربما كان حدثا جليلا للابتعاد عن الازمات التي تفتعل خلالها كما حدثت فيها مشاحنات ومشادات كلامية ليست للصالح العام بل فرض الاكثرية على الاقلية وصلت الى ارسال إشارات او تهديدات مغلفة الى كتل كردية معينة للتقليل من حجم الاقليم وتصفيد الحركة العمرانية فيها.

السواد الاعظم

إن شأنا ام ابينا تلك الكتل تمثل السواد الاعظم لامتها وبعد العتاب واللوم جرى تقديم الاعتذار بأنه كان مزاحا والمزاح مرهون بين شخصين متقابلين أثناء اللهو والمرح وليس في وقت مشحون بالتجاذبات السياسية وفي قصر يقرر فيه مستقبل البلاد ويقول المثل الكردي ( جرح السيف في الجسم يطيب وجرح الكلام في القلب يصيب ) ولم تكن هذه سابقة لاوانها للكرد بل حدثت لهم في برلمانات الدول االثلاث الاخرى فيها التعددية تعاني من التهميش وعدم المساواة ومن خلالها نصطدم بتساؤلات كثيرة ونحن اليوم في عهد استطاعت عقلية الانسان السليم ان تجعل من الجماد يتكلم ويسمع ويخزن ويسير ويطير مايعجز عنه الانسان نفسه ويتنبأ به باشياء خارج التصور ولكنها عجزت في هذه الرقعة الجغرافية عن حلول منصفة للتعدية منها القضية الكردية ابقتها معلقة مصفدة بحبل الكراهية ولنكون صادقين مع انفسنا دون بغيض ، لم يكن الكرد راغبين الانفصال بل طالبوا ممارسة ثقافتهم القومية واشراكهم في ادارة السلطة وصناعة القرار ومن ثم بدأت فكرة القومية لديهم بعد ان اتخذت السلطات العثمانية وايرانية نهج القومية في سياسة الحكم وصهر القوميات الاخرى في بوتقة قوميتيهما وعلى شاكلتيهما وبفعل اشدز الدول التي شكلت بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى واقسمت عليها كوردستان وقد ادى الغبن والاجحاف الى إقتتال وسفك دماء وهدر اموال لاتعد ولا تحصى خلال اكثر من قرن لان الحكام لم تكن لديهم إلا وسيلة العنف لحل القضية وارتكبوا فيها جرائم فاضحة تقشعر منها الضمائر وفي العراق بالانفال والاسلحة المحرمة وايران بالنصر وتركيا بالفتح وسوريا بخطة الهلال وجميع العناوين تعني التعامل معهم كما كان مع الكفار في عصر الغزوات لصهرهم في بوتقة قومياتهم والسواد الاعظم من الكرد هم مسلمين ومؤمنين بالتاخي والعيش مع الاخر كما في العصور الماضية تحت راية الاسلام التي تقر بان لافرق بين عباد الله الا بالتقوى .كانت كردستان غير مجزأة وإن جرت عليها عبر العصوراحداث ووقائع عديدة بحثا للنفوذ وتامين العيش وتجزأت بعد معركة جندران 1514بين ايران والدولة العثمانية.

 دون فاصل لتحديد الحركة بينهما ومن ثم الفاجعة الكبرى في ضراوة الحرب العالمية الاولى وقبل انتهاءها بسنتين اقدمت بريطانيا وفرنسا وبمراقبة روسية على اصدار معاهدة سايكس بيكو 1916 باعطاء العرب دولة او دويلات لهم ومن ثم تخلوا عن احتلال تركيا عدوتهم وتقسيم كردستان على ثلاث دول معروفة لديهم بانها مبنية على الغطرسة القومية للانتقام من الكرد بالنيابة عنهم بأسلوب ان يدفع الاحفاد ثمن ما فعله الاجداد بهم في الصليبية بقيادة صلاح الدين الايوبي الذي طردهم إلى غير رجعة بوثيقة منهم عندما احتلت القوات الفرنسية سوريا اقدم احد قادتهم مع جنوده بالوقوف حول ضريحه وقال يا صلاح الدين لقد عدنا ولم يستوعب أي حاكم في الدول الاربع الى يومنا هذا مفاد تلك العبارة  بحصر الكرد في قوقعة بينهم دون منفذ ، للانتقام منهم بالنيابة   .

لم تكن للحكام في الارجاء الاربعة النوايا في تطبيق الشرائع السماوية ولا الثقافة الديمقراطية في المساواة و   اشراك جميع المكونات في ادارة البلاد وصناعة القرار بجعل التعددية رمزا وقوة عسكرية وإقتصادية عمقا لبلدانهم بالتاخي والمساوات بهوية وطنية والشخص المناسب في المكان المناسب دون فضل فرد على الاخر إلا بما قدمه من الخدمات للبلاد  . من كبائر الاخطاء ان يقدموا الحكام بانهاء او امحاء قضية أي شعب او امة بالعنف او القتال كما حدثت محاولات كثيرة من قبل هتلر وستالين وغيرهما وما جرت من محاولات خرجت حتى عن الاساليب المعتادة من قبل الدول الاربع على شعبهم الكردي وصلت الى الاسلحة المحرمة واسلوب غزوات الازمنة الغابرة  ومنها فضائح لا احبذ ذكرها وبعد خراب ودمارعادت القضية الى الواجهة باعتى من السابق وإن التكهن بإنهاء القضايا بهذا الاسلوب ليس إلا ضؤ اخضر للتدخلات الخارجية لاشعال سفك الدماء وهدر المال العالم لصالح المتدخل دون ان تكلفه عود ثقاب ومن امثلها اتفاقية الجزائر 1975 بنقل سيادة نصف شط العرب ومناطق حدودية الى شاه ايران والاحداث المتعاقبة لها تنهش جسد الدولة ، مقابل عدم الصياع لمطالب الكرد بالحكم الذاتي داخل العراق وهذه كتذكرة ان نفعت الذكرى .

لا توجد فئة من مكونات أي دولة تطالب الانفصال في عالم مليء بالتناقضات إلا حكامها مستبدين وعنصريين خارجين عن مباديء الشرائع السماوية او الثقافة الديمقراطية في التعامل مع فئاة شعبهم لان الانسان بطبيعته الغريزية يميل الى الامن والاستقرار وتامين العيش بكرامة وسيادة ويمارس طقوسه الدينية وثقافته القومية بحرية دون التقليل من شانه لصالح الاخرين وان تكون هويته وطنية وليس باسم يستفز مشاعره ، وإن توزع ثروات البلاد بالتساوي وعانى الكرد الحرمان من جميعها وحصيلته منها التهجير والترحيل والتطهير العرقي وإن كان الحكام يتجاهلون ذللك ومشغوفين بالثراء والمناصب فهو كارثة وان كانوا يعرفون ذلك وملهوفين بالغطرسة القومية والاستعلاء على الاخرين فهو اعتى واشد من الكارثة ويضعون بلدانهم على كف عفريت ولقمة سائغة لالد اعداءهم .والحصيلة النهائية هم السبب عن كل ما يجرى ويدور من خراب ودمار في بلدانهم .


مشاهدات 825
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2023/09/25 - 4:38 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 2:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 219 الشهر 8208 الكلي 9370280
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير