الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مشاكل التعليم العالي في العراق

بواسطة azzaman

مشاكل التعليم العالي في العراق

عقيل عبد ياسين

 

استكمالا لما نشرناه في الجزء الأول من دراستنا للأسباب التي أدت الى اضعاف هيبة التعليم العالي في العراق بعد ان كان متصدرا كافة الدول العربية وغير العربية في المنطقة وكان التنافس بين الطلبة العرب وغير العرب  للحصول على مقعد للدراسة في الجامعات العراقية على أشده بل كان العرب والأجانب  الحاصلين على شهادة من أحد الجامعات العراقية الأكثر فخرا واعتزازا من زملائهم الذين تخرجوا من جامعات دولهم او حتى من الذين قد تخرجوا من الكثير من الجامعات الأوربية . نعم لقد استطاعت الجامعات العراقية في الماضي من رفد الدول العربية بكبار  الأطباء والقادة والعلماء في مختلف الاختصاصات بل كان خريجي الجامعات العراقية يؤسسوا في دولهم جمعيات تحت عنوان ((خريجي الجامعات العراقية )) للدلالة  على فخرهم واعتزازهم بما حصلوا عليه .وللتاريخ فان واحده من العوامل التي اضرت بالتعليم لعالي هو السماح للجامعات الحكومية في وقتها بافتتاح دراسات مساءيه وفي مختلف الاختصاصات ما عدا اختصاص المجموعة الطبية . لقد كان مبرر الوزارة في حينها هو لتوقير مبالغ ماليه اضافيه للكليات والجامعات من اجل تطوير بناها التحتية وشراء القرطاسية وصيانة الأثاث والمعدات وذلك لضعف الموازنة السنوية العامة المخصصة للجامعات في حينها بسبب الحصار الذي تعرض له العراق . إضافة الى ذلك فلقد كان الهدف الاخر الذي لا يقل أهمية  الى ما ورد أعلاه هو من اجل زيادة رواتب الكادر التدريسي والإداري للكليات والجامعات التي تحتوي على دراسات  مسائية من مبالغ رسوم تسجيل الطلبة اذ كما هو معلوم للجميع بان رواتب الكادر التدريسي والإداري كان لا يسد الرمق مما أدى الى هجرة اعداد كبيره من الكادر التدريسي  الى الكثير من الدول العربية وغير العربية . وفي الحقيقة والواقع فان ضررا كبيرا  قد لحق بالجامعات جراء تنفيذ الدراسات المسائية وربما كان  هذا الضرر اكبر بكثير مما كان متوقعا او كان محسوبا :الضرر الذي الحقته الدراسات المسائية بالتعليم العالي:

1- يتجسد  هذا الضرر بالتأثير المباشر وغير المباشر على الكادر التدريسي للكليات حيث عطل بشكل شبه كامل  الكادر التدريسي  من التفرغ للبحث العلمي او التأليف اذ من المفترض ان يكون  هذا النشاط من أولويات اهتماماتهم  خاصة إذا علمنا بان الدراسات المسائية تبدأ بعد الدراسات الصباحية مباشرة أي بعد الثالثة او الرابعة مساءا وحتى الثامنة او التاسعة مساءا ولك  ان تتصور حجم الجهد والارهاق الذي يصيب التدريسي جراء استمراره في الدوام لهذه  الفترات الطويلة . لقد اثر هذا الجهد على نوعية المحاضرات المعطاة للطلبة سواء كانوا في الدراسات الصباحية او المسائية حيث نادرا ما يستطيع التدريسي من تحديث محاضراته لعدم توفر الوقت الكافي كما اثر هذا الدوام الطويل على متابعة الطلبة من اجل تطوير مهاراتهم او وضع أسئلة امتحانيه يستطيع بها التدريسي من اختبار الطلبة وإعطائهم استحقاقاتهم حسب الكفاءه.

2-  انخفاض معدلات الطلبة الملتحقين بالدراسات المسائية مقارنة بأقرانهم من طلبة الدراسات الصباحية لنفس الاختصاص وكما هو متوقع فانه كلما ضعف معدل الطلبة من خريجي الاعداديات كلما قلة امكانيته الاستيعابية مما يضطر التدريسي بالتساهل مع الطلبة من حيث التدريس او الاختبار وقد ينعكس هذا التساهل على طلبة الدراسات الصباحية مما ينعكس سلبيا على نوعية الخرجين كمحصله نهائية ويخلق تنافس غير متكافئا للحصول على الوظائف .       

3- فرق الاعمار بين طلبة الدراسات الصباحية والمسائية وما لهذا الغرق من تأثير على قدرات الخريجين من حيث استيعاب المحاضرات العلمية .

المعالجات:

لذلك فانا أرى على ضرورة غلق هذا الملف نهائيا من خلال وضع ضوابط أكثر صرامة وكما يلي:

1- تقسيم الكادر التدريسي في القسم العلمي الى قسمين من حيث التدريس والإدارة على مستوى القسم والكلية والجامعة فلا يسمح لكادر الدراسات الصباحية من المساهمة في التدريس بالدراسات المسائية ولا يمنح التدريسي في هذه الحالة أي امتيازات ماديه اضاقيه ويعتبر عمله هو اكمالا للنصاب إذا ما علمنا ان هناك فائض في الجامعات الحكومية بما يزيد على أكثر من ستون بالمائة وتكون الأموال المستحصله جزء من موازنة القسم العلمي

2- لا يسمح للكليات الأهلية بافتتاح دراسات مسائية .

3- حصر الدراسات المسائية بالاختصاصات الإنسانية التي لا تحتاج الى مختبرات ومستلزمات وغلق الدراسات المسائية لكافة الاختصاصات العلمية

4- تحديد معدلات المتقدمين للدراسات المسائية بمعدل يقل 2-5 درجات عن معدلات اقرانهم في الدراسات الصباحية .

وبهذا فانا أرى باننا قد وضعنا بعض الركائز لإعادة التعليم العالي  بعيدا عن المزايدات الى بداية الطريق .

الهيئة الاستشارية العراقية للأعمار والتطوير


مشاهدات 688
الكاتب عقيل عبد ياسين
أضيف 2023/07/31 - 5:09 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 4:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 92 الشهر 92 الكلي 9362164
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير