الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنقلاب 17-30 تموز/ 1968

بواسطة azzaman

إنقلاب 17-30 تموز/ 1968

حسين الصدر

 

-1-

لستُ مبالغاً اذا قلت :

ان انقلاب العفالقة في 17 تموز 1968 على الرئيس عبد الرحمن عارف وسيطرتهم على مقاليد الحكم في العراق  كان  الفترةَ الاسوأَ في تاريخ العراق، حيث استبيحت الحرمات والحريات والحقوق والكرامات ، وشنت الحروب على الجيران والاشقاء ، ولم يسلم من البطش والطغيان حتى اعضاء القيادتين القومية والقطرية للحزب ..!!

-2-

لقد ائتمن " عبد الرحمن عارف " مَنْ خَانَهُ وانقلب عليه، مع أنّه كان قد حُذِّر منهم فاكتفى منهم بالقَسَم على ولائهم له ..

وكان ( عبد الرحمن عارف ) رجلاً مسالما وادِعَاً، وهو الى السذاجة والعفوية أقرب منه الى اي شيء آخر .

واين هو من الذئاب المحيطة به من كل جانب ؟

من داخل القصر الجمهوري ومن خارجه ؟

-3-

ولقد مَثَّل ( صدّام حسين ) دورَ الابن البار المطيع السميع للرئيس البكر ، واستطاع عبر هذه المسرحية البارعة أنْ يصل الى ما يريد.

وهذا يعني انّ ( البكر ) هو المسؤول الأول عن كل ما انتهى اليه الجبّار العنيد مِنْ عُتوٍ وطغيان ومظالم وجرائم ،

وقد دفع بالتالي حياتَه ثمناً لما اجترحه من الخطأ القائل ..

-4-

ما أشد الشبه بين شخصيته (ستالين) في جبروته وعنفوانِه وبين (صدام) في بطشه وطغيانِه .

انه ملأ العراق بالمقابر الجماعية التي ضمّت الاطفال والنساء الابرياء وعمليات اكتشاف تلك المقابر مستمرة حتى الان .

وانّه حكم بالحديد والنار وفرض على العراقيين جميعا أنْ يكونوا طوع أمره ونهيه من دون خلاف والاّ فأحواض التيزاب بانتظارهم

وانه تجاوز في ظُلمِهِ الحدودَ المعرفة فاغتال كبار المراجع والعلماء والمبدعين الذين يفخر بهم العراق بل تفخر بهم الأمة جمعاء .

وتكفينا الاشارة هنا الى اغتيال القيمة الحضارية الكبرى المتمثلة بالامام الشهيد نابغة الفقهاء وعظيم المراجع آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر – رضوان الله عليه – وشقيقته العالمة المجاهدة المظلومة الشهيدة آمنة الصدر ، والى القافلة الطويلة من عيون الاحرار والحرائر الذين لم يركعوا للطاغوت .

-5-

كانت الفتاة العراقية تُنتزع مِنْ يديْ أبويها الى مكان مجهول ولا يسمح لوالديها أنْ يسألا عن مصيرها ..!!

-6-

ولقد صدق من قال :

ان صدام كان عادلاً في ظُلْمِهِ ، بمعنى أن ظلمه شمل الشرائح الاجتماعية كلها فذاق العرب والكرد والتركمان والمسلمون والمسيحيون والصابئة والأقليات  من ظلمه ونكاله مالم يذقه شعب من الشعوب في العالم .

-7-

ومع كل هذه الجرائم والمظالم ينبري بعض باعة العقل والضمير والشرف للتغني بتلك الأيام الداكنة التي سوّدت صحائف التاريخ بفظائعها.

نسأل الله العلي القدير أنْ يحشر هذه الزعانف الخبيثة مع كبيرهم المقبور في الدرك الأسفل من النار .

-8-

ان مرحلة ما بعد سقوط الصنم - بكل ما فيها من ثغرات وأزمات ومشكلات - لا تُقاس بتلك الحقبة الدامية السوداء التي سرقت البسمة من شفاه الأطفال وأدخلت الفجيعة الى كل دار في العراق .


مشاهدات 599
أضيف 2023/07/16 - 4:22 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 10:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 334 الشهر 7902 الكلي 9369974
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير