الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في 17 تموز 1968.. لماذا إنقلب النايف والداود على الرئيس عبدالرحمن عارف؟

بواسطة azzaman

في 17 تموز 1968.. لماذا إنقلب النايف والداود على الرئيس عبدالرحمن عارف؟

محمد مظفر الادهمي

 

 كان ابراهيم الداود آمر الحرس الجمهوري وعبدالرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية من اقرب الناس الى الرئيس عبدالرحمن عارف الذي تولى الحكم للفترة 1966- 1968 ? وكان يأتمنهم على نفسه،خصوصاً بعد القضاء على محاولة عارف عبد الرزاق الانقلابية الثانية .فاصبحوا قوة مسيطرة على السلطة يتحكمون بها دون خوف او وجل ،وتكونت لهم كتلة من الضباط تتحكم بشؤون القصر الجمهوري ومع ذلك فانهما وبالتعاون مع آمر كتيبة دبابات الحرس الجمهوري سعدون غيدان ، قد بدأوا بالتحرك للانقلاب على الرئيس عبدالرحمن عارف . ويبرر الداوود في مذكراته انقلابه على الرئيس عبد الرحمن عارف بأنه كان ضعيفا ولا يهتم بشؤون الحكم فيقول :

موقع الرئيس

 ((كنت اتحدث مع الرئيس في شؤون البلد ولم اكن أريد سوى أن يشغل فعلياً موقعه كرئيس للجمهورية .كنت اريد تجنيب البلاد ممارسات الحزبيين والتصفيات والثارات .والحقيقة انه كان أضعف من ان يقوم بهذا الدور .وما آلمني انني لم المس لديه على الاقل رغبة في ذلك .فشعرت يومها أن التغيير ضروري .لان عبد الرحمن عارف ضعيف. تعاطى من موقع رئيس الجمهورية كموظف بسيط . وعندما تصبح الساعة الثانية والنصف كان ينظر الى ساعته ويقول :الحمد لله انتهى الدوام ، كما يفعل موظف كسول يترقب موعد مغادرة المكتب .))

 اما عن مدير الاستخبارات عبدالرزاق النايف واسباب انقلابه على الرئيس عبدالرحمن عارف فبينها الرئيس نفسه في تصريح له في اسطنبول في 18 شباط –فبراير 1970 اتهم، عبدالرزاق النايف لوحده بأنه كان الاداة الامريكية التي خانته وتآمرت عليه ، وبرأ في الوقت نفسه ابراهيم الداوود والآخرين من علاقتهم بالمخابرات الامريكية سي اي اي.فقال :(( إن النايف لم يكن إلا أداة حركها إغراء المال من قبل شركات النفط العاملة في العراق، والقوى والدول التي تقف وراءها ، لان السياسة النفطية التي اتبعتها حكومتي قد اضرت بمصالح هذه الشركات ودولها  . فقد منحت حكومتي عقداً لشركة [إيراب] الفرنسية بدلا من الامريكان، وعقدت اتفاقية التفاهم والمساعدة الفنية مع الاتحاد السوفيتي لاستثمار حقل الرميلة الشمالي الذي تم سحبه من شركة نفط العراق، وإلحاقه بشركة النفط الوطنية، وكذلك حجب الحكومة امتياز الكبريت عن شركة [ بان أميركان] الأمريكية واستثماره وطنياً . ولذلك سعت هذه الشركات المتضررة ودولها إلى البحث عن عملاء يعملون على تدمير حكمي، ووجدوا في النهاية أن عبد الرزاق النايف، هو الرجل الذي يحتاجون إليه، واشتروه من خلال الوسيطين الدكتور ناصر الحاني، و بشير الطالب. وأكد الرئيس عبد الرحمن عارف أنه يقول هذا عن معرفة أكيدة، وليس مجرد شكوك)).

ويؤكد  رأي الرئيس عبدالرحمن محمد عارف هذا الدكتور عبدالكريم هاني وزير العمل والشؤون الاجتماعية في وزارة طاهر يحيى الاخيرة، في عهد عارف .كما ان حزب البعث في روايته لأحداث 17 تموز يؤكد هذه المسالة ايضا في تبريره التخلص من عبدالرزاق النايف يوم 30 تموز بإخراجه من رئاسة الوزارة ونفيه خارج العراق . ويقول انه عندما أصبح النايف بعد استلامهم للحكم رئيساً للوزراء بدأ يسعى لإعطاء الامتيازات والاستثمارات النفطية الى الامريكان ، وانهم تحالفوا معه لان عبدالرحمن الداود فرضه عليهم في اللحظات الحرجة والاخيرة عندما كانوا يتهيأون للحركة لإقصاء عبدالرحمن عارف واستلامهم السلطة .

أسباب اخرى

  هناك ايضا تفسيرات أخرى حول أسباب انقلاب عبدالرزاق النايف وعبدالرحمن الداود على الرئيس عبد الرحمن محمد عارف تتعلق بعوامل داخلية غير التي ذكرها الداود في مذكراته .وهي أن هذه المجموعة التي وثق بها الرئيس كانت تخشى من حدوث انقلاب من أطراف أُخرى مما يؤدي الى الاطاحة بهم .فالحركات القومية الناصرية والشيوعيين كانوا يجدون في حكم الرئيس عارف ضعفاً وانه لا يرغب بإصلاح الاوضاع في فترة منحوا فيها الحرية للعمل السياسي في البلاد . لكن الرئيس عبدالرحمن  في الوقت نفسه لم يكن يأخذ او يهتم بما تطالب به تلك القوى  في اقامة حياة برلمانية ودستور دائم ومشاركة في الحكم والابتعاد عن الحكم الفردي للرئيس . كما ان وزارة طاهر يحيى ،وهي الاخيرة في عهد الرئيس عبدالرحمن عارف ، لم تتعامل مع الواقع السياسي بالشكل الصحيح حينما أهملت هي والرئيس عارف النداءات والمطالب التي قدمت لإصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية بإقامة حياة نيابية وتشكيل وزارة ائتلافية ، وفي السنة الاخيرة من حكم الرئيس عبدالرحمن عارف اتبعت حكومة طاهر يحيى اسلوباً قمعياً ضد اضرابات الطلبة وتظاهراتهم، وأممت الصحافة رغم معارضة القوى الوطنية لهذا الاجراء،  ولم تأبه لا هي ولا الرئيس عبد الرحمن عارف لاستقالات الوزراء ولا لسيل المذكرات الاحتجاجية ومقترحات وحلول السياسيين والاقتصاديين بل وحتى العسكريين التي وصفت الحكم بالفردي والفاسد ادارياً واللاديمقراطي. كما ان الرئيس عبدالرحمن عارف لم يابه للتقارير الامنية التي وصلته في الاشهر الاخيرة من حكمه بأن هناك عدة جهات تخطط لقلب نظام الحكم من داخل العراق وخارجه . ولذلك لم تتعامل حكومة طاهر يحيى بحزم مع كثير من المظاهر السلبية، وتركت الحبل على الغارب للقوى السياسية المدنية والعسكرية للتحرك كما تشاء، مما قاد بالنتيجة الى تخطيط هذه القوى لانقلابات عسكرية

ومن الاسباب الأُخرى التي يذكرها الباحثون هو اعفاء الرئيس عبدالرحمن عارف عن عارف عبدالرزاق واخراجه من المعتقل وتعيينه في قيادة القوة الجوية على الجبهة الشرقية خلافا لرغبة النايف والداوود  ، فكان أحد الدوافع لانقلاب النايف وجماعته عليه حسبما يقول هؤلاء الباحثون ، وهم يعتقدون ان أبرز دافع للنايف والداوود للانقلاب على الرئيس عبدالرحمن عارف هو  العفو الذي اصدره عن العميد الركن الطيار عارف عبد الرزاق وجماعته .  ففي 31/5/1967 أصدر الرئيس عبد الرحمن عارف أمراً بالافراج عن عارف عبد الرزاق ومجموعته الذي تزعم المحاولة الانقلابية الفاشلة الثانية في 30 حزيران (يونيو) 1966.  كما أصدر الرئيس عبدالرحمن عارف أمراً آخر بتعيين عارف عبد الرزاق في قيادة القوة الجوية بالجبهة الشرقية مما أثار حفيظة آمر الحرس الجمهوري اللواء بشير الطالب والعقيد عبد الرحمن الداوود والمقدم عبد الرزاق النايف اذ خاطبوا الرئيس عارف قائلين : ان اطلاق سراح عارف وجماعته هو خطأ كبير لأنه من المحتمل ان يقود انقلابا آخر ويكتب له النجاح ويقوم بإعدامنا، الا أن الرئيس عارف لم يستجب لطلبهم، فأصدر أمراً بتعيين بشير الطالب ملحقا عسكرياً في لبنان وحل محله ابراهيم الداوود آمراً للحرس الجمهوري الذي قرر بالتنسيق مع الطالب في بيروت وعبدالرزاق النايف اقصاء الرئيس عبدالرحمن محمد عارف من رئاسة الجمهورية.

تحركات مفضوحة

   ومن الملاحظ ان تحركات كتلة النايف –الداود كانت معروفة حتى من قبل الجمهورية العربية المتحدة،عن طريق التقارير التي كانت ترفعها السفارة المصرية ببغداد .مما دفع القاهرة الى ارسال ضابطين يعملان في مجال الاستخبارات ، في بداية شهر اذار، لتحري الموقف. فأقاما علاقات صداقة متينة وخلال فترة وجيزة مع النايف والداود وعلما بنواياهما واتصالاتهما .  ويذكر صبحي عبد الحميد في مذكراته ان هذان الضابطان ، وهما سوريان يعملان لدى المخابرات المصرية منذ أيام الوحدة المصرية السورية ، قد زاراه في بيته وقالا له :

(( هناك حماران يسرحان في بغداد هما عبدالرزاق النايف وابراهيم الداود ، من استطاع ركوبهما أوصلاه الى القصر الجمهوري ، فاركبهما قبل ان يركبهما غيرك . فرد صبحي عبدالحميد عليهما قائلا : اني أعرف النايف وجماعته لا يمكن ان يرضوا بي لأننا ندعو الى الوحدة العربية والوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة ، كما اننا ندعو الى الاشتراكية وقيادة جمال عبدالناصر ، وان تكتلهم قائم على محاربة هذه الافكار ، فضلا عن أنهم قتلوا أحد ضباطنا القوميين في انقلاب عارف الثاني ، وهم يعلمون اننا لن ننسى ذلك ولابد من اقصائهما ))  ولهذا وفي ضوء الاسباب التي ذكرناها آنفا بدأت كتلة النايف – الداوود تحاول التنسيق مع الضباط المتنفذين داخل القصرالرئاسي  وخارجه لكسب مؤيدين لهم فاتصلوا بالمرافق الاقدم للرئيس عبد الرحمن عارف وهو العميد الركن فاضل محمد علي وعرضوا عليه فكرة الاشتراك معهم في اقصاء الرئيس عبدالرحمن عارف من الحكم ، فرفض . ثم فاتحوا صعب الحردان آمر الانضباط العسكري ورفض ايضاً . وبادر المرافق الاقدم فاضل محمد علي باخبار الرئيس بالموضوع لكن الشيء الغريب ان الرئيس لم يحرك ساكنا ولم يبد أي ردة فعل تجاه النايف والداود.  وعندما اسرع صعب الحردان ليخبر الرئيس عارف بالأمر واجه الموقف نفسه، ولم يكترث الرئيس للأمر بل استغرب جداً من كلام صعب الحردان وحاول تهدأته  لأنه لم يكن يصدق ان النايف والداود يتآمران عليه ، وكان يصدق اقوالهم هم وليس غيرهم .

القسم الكاذب

   عندما دخل صعب الحردان على الرئيس عارف واخبره ان النايف والداود وغيدان يخططون للإطاحة به ، كان موجوداً عند الرئيس مدير الامن العام السابق انور ثامر ، فاقترح عليه ان يستدعيهم ويسألهم ويستوضح منهم . وفعلا استدعى الرئيس عارف ابراهيم الداوود وعبد الرزاق النايف وسعدون غيدان ، فعندما دخلوا المكتب وشاهدوا صعب الحردان ارتبكوا وايقنوا ان الرئيس عارف قد علم بالموضوع , فانهاروا حسبما تذكر المصادر ،حتى انهم نزلوا على قدم الرئيس يطلبون السماح وأحضروا القرآن واقسموا انها غلطة لن تتكرر وعاهدوه على الوفاء والاخلاص . والغريب ان الرئيس صدقهم ولم يتخذ أي اجراء احترازي ضدهم.    ويؤكد هذه الحادثة الغريبة الدكتور عبدالكريم هاني في مقالة كتبها في جريدة الحياة  عام 2003 فقال ، انه في اواخرعام 1967 كان كل من عبدالستار عبدالطيف  ود. خالد الشاوي و د.  ياسين خليل وكاتب السطور، دهاني  يلتقون بصورة دورية في بعض الأمسيات. وقد أخبرهم عبدالستار عبداللطيف في واحدة من تلك الأمسيات عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم وأن العميد صعب الحردان (آمر الانضباط العسكري) أقسم للرئيس على المصحف أن الفرسان الثلاثة قد فاتحوه للتعاون معهم لإقصاء عبدالرحمن عارف وعرضوا عليه مبلغاً من المال لبيع ولائه للرئيس. ويضيف الدكتور هاني عبدالكريم ان صعب الحردان نفسه قد أكد له هذه الرواية حين كانا معتقلين في قصر النهاية عام 1969.

كما ان انور ثامر  الذي كان يشاركه الزنزانة في المعتقل نفسه  قد ذكر له أنه كان في زيارة للرئيس عبدالرحمن عارف الذي يرتبط به بصلة قرابة وثيقة عندما جاء صعب الحردان وقص على الرئيس تلك القصة. وأمام إصرار العميد صعب على روايته اضطر الرئيس لاستدعاء "الفرسان الثلاثة" وقد انهاروا عندما شاهدوا الموجودين وأقروا بذنبهم قبل سؤالهم وهم يرجون الرئيس أن يسامحهم لأنهم قد أخطأوا وأقسموا له على المصحف يمين الولاء مجدداً، وعادوا جميعاً الى مراكزهم السابقة.

  ومع ذلك استمرت كتلة النايف - الداود في تحركاتها واتصالاتها ففاتحوا جلال الطالباني ممثل الحركة الكردية والمتحالف مع حكومة الرئيس عارف ، فاتحوه بالانضمام اليهم والتعاون معهم للاطاحة بالرئيس عبدالرحمن عارف ، فذهب الطالباني الى الرئيس وأخبره بالموضوع ، فكان رد الرئيس عارف عليه بالقول (اصحابك الناصريين اخبروك بذلك وبعثوك لتخبرني ).

الطالباني يشهد

 وفي تصريح  لجلال الطالباني 16/11/1998قال    (( كانت مجموعة من الضباط تخطط للقيام بمحاولة انقلابية ، ومن هؤلاء عبد الرزاق النايف وابراهيم الداوود وبشير الطالب الذي أجري لقاءات في بيروت مع الملحقين العسكريين البريطاني والامريكي والايراني . وذهبت الي الرئيس عبد الرحمن عارف وابلغته بما يجري فقال لي : اصحابك الناصريون اخبروك بذلك. قلت سيادة الرئيس هذه معلوماتي.)).

  تقول د زينب الزهيري في اطروحتها للدكتوراه عن عبدالرحمن عارف ان الرئيس عندما سمع ما قاله الطالباني استدعى النايف والداود مرة اخرى واخبرهما بما قاله له الطالباني , فاقسموا بالقران من جديد على اخلاصهم له .ويبدو ان الرئيس ، وبعد المحاولات الانقلابية للناصريين ضده ومن قبل ضد شقيقه عبدالسلام  بقيادة عارف عبدالرزاق قد جعلته يعتقد ان هناك من يريد ان يزيح عنه حراسه المخلصين له بحجة انهم يتآمرون عليه ، وان الذي يدفع باتجاه هذه الاتهامات هم الناصريون .

وهكذا استمرت كتلة النايف –الداود في اتصالاتها بالضباط والمدنيين أيضا من القيادات السياسية بشكل مكشوف، لدرجة ان الشارع في بغداد خاصة كان يتحدث عن وقوع انقلاب قريب ، وكلنا في حينها كنا نسمع ان هناك انقلاباً قادماً .

وقد ادرك رئيس الوزراء طاهر يحيى خطورة هذا الامر ،لكن صوته لم يعد مسموعاً من قبل الرئيس عبدالرحمن عارف ،وبات مغلوباً على أمره .

  ويذكر صبحي عبد الحميد في مذكراته ان الرئيس عارف أوعز الى طاهر يحيى ان يقدم استقالتة ، ولكن الدكتور عبد الكريم هاني الذي قدم استقالته من الوزارة يوم 9 تموز 1968 ? اي قبل 17 تموز بحوالي اسبوع ، يقول ان طاهر يحيى هو الذي بادر بالاستقالة  وان ازمة الثقة بين الرئيس عارف ورئيس وزرائه طاهر يحيى قد دفعت طاهر يحيى الى الاستقالة منذ نيسان الا انه لم يقدمها .

 ويضيف صبحي عبد الحميد في مذكراته ان اعتذار محسن الحبيب عن تشكيل الوزارة قد دفع الرئيس عبد الرحمن عارف الى اعادة تكليف طاهر يحيى من جديد بتشكيل الوزارة ، فاشترط طاهر يحيى ابعاد عبدالرزاق النايف وعبدالرحمن الداوود عن القصر الجمهوري ونقلهم الى أماكن اخرى، فوافق الرئيس عبدالرحمن عارف . وكان حاضراً في هذا الاجتماع وزير الخارجية اسماعيل خيرالله الذي لا يحب طاهر يحيى ، وهناك من يقول وزير الدفاع شاكر محمود شكري ، الذي سارع حالا الى ابلاغ النايف والداود بموافقة الرئيس على ابعادهما عن القصر الجمهوري ، وتكليف طاهر يحيى مرة ثانية بإعادة تشكيل الوزارة .

التعاون مع البكر

  وعندما علم  النايف والداود ان الرئيس عبدالرحمن عارف قد وافق على ابعادهما ، ثم تخلى عن ذلك لاحقاً ، عزما على تحقيق ما كانا يسعيان اليه في الانقلاب على الرئيس عبد الرحمن عارف لإخراجه من الحكم ،وكان أقرب الناس في تقديرهم للتعاون معهم هم البعثيون بقيادة احمد حسن البكر الذين كانوا يخططون للعودة الى الحكم من جديد. وكان للبكر في هذه الفترة نشاط فاعل في الاجتماعات السياسية التي كانت تعقد خارج وداخل القصر الجمهوري، وهو أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، وكان يفتش عن حلفاء للحزب لاستلام السلطة ، فاتصل في البداية بالشيوعيين حسبما يذكر شوكت خزندار في كتابه "سفر ومحطات الحزب الشيوعي . رؤية من الداخل،" فكان جواب مكرم الطالباني ممثل العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي للبكر :

 (( هناك جبل من التراكمات في العلاقة بين حزبينا ،ولم يقدم حزبكم لحد الان شيئا يطوي صفحة الماضي ويدين اعمالكم السابقة بحق حزبنا . وعليه لا نستطيع مواجهة الجماهير بدون أدلة تؤكد توجها سياسياً لما حدث في شباط 1963 ? لذا نعتذر عن التعاون معكم))

 من جانب آخر وجد احمد حسن البكر انه  من الصعوبة القيام بأي محاولة لاستلام السلطة دون وجود عناصر في الحرس الجمهوري والقصر الرئاسي تساهم في تنفيذ أي انقلاب على الرئيس عبد الرحمن محمد عارف. ولذلك كان البكر بحكم قربه من القيادات السياسية والعسكرية مطلعاً على بواطن الامور وكانت لديه معلومات عن تحركات النايف والداود ، فقررت القيادة القطرية لحزب البعث التقرب من هذه الكتلة للاتفاق معها على اقصاء الرئيس عبدالرحمن عارف واستلام السلطة ، وقد كان لهم ما أرادوا في 17 تموز 1968 .


مشاهدات 1380
أضيف 2023/07/21 - 5:53 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 3:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 371 الشهر 7939 الكلي 9370011
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير