الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أسباب العنف الإنقلابي العسكري في المشرق ؟

بواسطة azzaman

أسباب العنف الإنقلابي العسكري في المشرق ؟

أورنيلا سكر

 

يعد هذا الموضوع من القضايا المصيرية في المشرق العربي  باعتبار أن المؤسسة العسكرية كانتالجهة الفاعلة والداعمة لحركات التحررالوطني من قبضة الاستعمار واذلالاته من جهة ، والتناقض الذي وقع فيه العسكريين والقائم على اسس الدفاع عن النظام وبين نزع الطابع السياسي عنه، والخوف من انقلاب أخر. وبكم الامبريالية الجديدة المستأنفة بأدوات امبريالية اكثر عنفا وتوحشاً يجعل هذه المؤسسة العسكرية تعزز روايتها وتبره اكثر

فالاميركيون مثلوا امبريالية جديدة اهتمت بالمنطقة في اطار الحرب الباردة من ناحية بسبب المزايا والمواقع الجيوسياسية بهدف احتواء الاتحاد السوفياتي من جهة، وموارد الطاقة وبشكل اساسي النفط الذي كان موجها الى السوق الاوروبية، لذلك اعتبرت ان الجيش في هذه المنطقة ، هو الوحيد الذي يملك الوسائل اللازمة لاجراء الاصلاحات الضرورية من اجل تجنب الاغواء الشيوعي. ويأتي هذا النهج المتعمد بصفتهم البروتستانت الانجلو- ساكسونيين البيض بمعنى الاستقراطي  الذي يدعون الاهتمام بالشؤون الاجتماعية، وقد لعب جكال عبد النصر معهم هذه الورقة  باستمرار.

لذلك كانت مهمة الضباط مزدوجة اي ان يكونوا عسكرًا لانهم يدافعون عن النظام ، وان يكونوا غير مسيسين لكن ما يهمني الاشارة اليه ان مبدأ الاقلاع  تم تمكينه وتعزيزه بفعل المساعدات الخارجية الامر الذي ادى الى اعتماد النظام على المعونة الخارجية ما يعني إذا انفجرت ازمة عملة يتوقف النظام عن العمل، ففي الستينات  أنشأت ايرادات البترول ادى الى تأسيس وضع نموذج اقتصادي اخر شكل من خلال مؤتمر الخرطوم ، الذي تم خلاله تمويل الصراع العربي الاسرائيلي عبر دعم اقتصادات ما سمي انذاك بخط المواجهة ، وسمحت الزيادة  في الاجور الى مجتمع استهلاكي بدلا  من مجتمع التقشف. كما ان الطبقات السياسية كانت منسجمة اجتماعيا وهذا ما يفسر انذاك قول السزفيات ان هزيمة 1967 كانت بسبب عدم ازالت الطبقات القديمة ماديا  بل تم تهميشها  فقط بفعل الامتيازات السياسية.

اخفاقات عسكرية

غير أن ما يهمني في هذه المقالة توضيحه هو أن سبب الاخفاقات داخل المؤسسة العسكرية ناتج عن الصراعات الداخلية العرقية والاثنية والايديولوجية وعدم التوازن العسكري فلو عدنا الى التجربة السورية خلال 1954-1958? نجد انها كانت بأنها المرحلة االكثر استقرارا ولاعنفا من ناحية الانقلاب العسكري وذلك بعد سقود نظام الشيشكلي في سوريا. ففي تلك الحقبة، سعت العراق وبريطانيا والولايات المتحدة وأطـراف دولية وإقليمية أخـرى، لدعم انقلابات عسكرية لمصلحتها مرات عدة، إلا أنها فشلت. وذلك بفعل تعادل القوة بين الجهة المنقلبة عليها والطرف المدعوم بغطاء خارجي. فضلا الى ذلك ، إن هذا التوازن العسكري مكّن القوى المدنية من ممارسة العمل السياسي في الدولة ،وممارسة بعض مظاهر الدميقراطية الإجرائية، كالعملية الإنتخابية البرلمانية والرئاسية، إلا ّ أن المدة المناطة بفترة 1954-1958 كشفت عن خلل بنيوي في  المنظومة السياسية السورية في حينه، وهو ضعف النخب السياسية وتشتتها، وانحرافها عن تثبيت التجربة التعددية، وتحويلها إلى دميقراطية حقيقية.

ويعود هذا الانقسام بفعل ان المشرق العربي منذ النشأة الى التأسيس مفتور على الصراعا ت والاتجاهات العقائدية والفكرية المتصلة بالصراعات النسبية العرقية والقومية والاثنية والدينية مثل الصراع الحاصل في سورية بين الاقلية والاكثرية العربية السنية على سبيل المثال . أن علة العلل في سورية إلى الاستقلال، هي تشتت "هوية" التيارات السياسية نتيجة اختلاف المرجعية الفكرية المشروعة. وهذا ما يجري اليوم حتى في كل من مصر ايام السيسي والعراق زمن صدام ، وايران زمن الثورة الاسلامية والانقلاب على الشاه والسودان مع جيش الدعم السريع واليمن وليبيا بشكل خاص.

بالختام، أنا اجد أن الحل للانقلابات العسكرية ذات الطابع العنفي ، يكمن في خيارين :

اولاامّا تعميم النموذج الايراني من ناحية،  تجربة الثورة الاسلامية في عام 1979، حيث اعتمدت حلا يكبح جماح المؤسسة العسكرية ،ويمنعها عن العبث بالعملية السياسية عبر تأسيس جيش حرس الثورة الاسلامية والذي عرف بالحرس الثوري باعتبارها مؤسسة موازية للمؤسسة العسكرية  منفصلتين في الهيكلية والتنظيم ، ومن اهم مهامها افشال الانقلابات العسكرية والثورات الملونة المحركة من قبل الاستخبارات الغربية والموساد كما هوالحال مع انقلاب 1980، 2017, 2023 على خلفية الحجاب، والذي يهدف الى الاطاحة بالنظام الجمهورية الاسلامية.

ثانيااعماد خيار الدفاع عن الشرعية  ودعم الجيش الوطني المعرض للمؤمرات وعقدة الانقلابات المضادة ، كما حصل أثناء حكم  عمر الشير مع العلم أنه حين انشأ فصيل الجيش الدعم السريع والجنجويد كان على علم بالمخططات الخارجية لكن، سرعان ما فشل وتم التمرد عليه واسقاته خلال الثورة السودانية لان عقيدة الجيش  يعتريها انقسامات سلطوية وعقائدية حالت دون تماسك الجبهة بوجه المآمرة الخارجية التي استهدفت السودان وقادته الى الحرب الاهلية مرة اخرى.

وبالتالي ، ينبغي على الشعوب


مشاهدات 823
الكاتب أورنيلا سكر
أضيف 2023/08/04 - 6:10 PM
آخر تحديث 2024/07/14 - 3:25 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 7900 الكلي 9369972
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير