الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أيوب يجوب قوارب الهجرة المميتة وسط أمواج الغربة

بواسطة azzaman

أبصم بأسم الله عمل لهدّابي والصغير

أيوب يجوب قوارب الهجرة المميتة وسط أمواج الغربة

 

بغداد - ياسين ياس

تحكي مسرحية (ابصم بسم الله)للكاتب سعد هدابي تمثيل واخراج عبد الاميرالصغير معاناة مهاجرين عراقيين يبحثون عن الامان والاستقرار، ومنهم ايوب الذي اصطدم بواقع صعب عند وصوله لبلد اوربي، حققوا معه عن كيفية وصوله يبرر ذلك انه يبحث عن الحرية والامان والاستقرار،قرر السفر عبر البحار ،صادف دليل اخذ منه فلوسه وجوازه،وادخلوه المستشفىواخذوا احدى كليتيه ليصرخ (ياناس يامن تبصمون باسم الله هل يرضيكم هذا؟) هنا يتعاطف معه المحقق ويتالم لموت ايوب في النهاية هو انسان ويقول ليس لديه شيء لكن بعد ان خسر صحته وعضو من اعضاء جسده وفقد اهله ومن ثم خسر حياته ويتم تغطيته الشماغ العراقي الذي يرمز الى الابوة والعراق..

وشاركت في المسرحية التي عرضت مؤخراعلى خشبة مسرح الطليعة ،الممثلة الشابة اسراء ياسين ،وهي تقف لاول مرة على المسرح،قدمت  ادوار عدة في المسرحية منها دور الام التي تمثل الحب والحنان والبيت الدافىء والايام الجميلة، في زمن المعاناة والالم والحرمان، بعدها تنتقل الى عامل(الكمب) وهو الشخص الذي يرعى الاخرين ويهتم بهم ويقدم لهم الطعام داخل السجن، وفي النهاية دورالمحقق الصارم مع ايوب هذا الانسان الذي له بصمة في اكثر من بلد يبحث عن الامان والحرية، اصبح لايمتلك جواز ولا اوراق ثبوتية عنوانه الوحيد (ايوب) وهي مستوحات من صبر ايوب . ودراماتوج المسرحية لمحمد عمر ، وسنوغرافيا بشار طعمة.

وعن المسرحية تحدث الفنان والاكاديمي محمد عمر قائلا (موضوعة المسرحية الهجرة مابين شريعة البقاء على الهوية والقيم والثوابت،ولا شرعية الذهاب الى مكان مجهول) وأضاف (احداث المستقبل غير مضمونة يتعرض ايوب الى.مجموعة افكار جديدة تؤدي الى عملية قضم تحولاته ووجوده في الحياة،بحيث استطاع المخرج ان يقدم اسلوب واقعي بالاداء والاخراج ،وهنــــــاك اسلوب فنطازية في الحكاية يتم معالجتها عبر رمزيات متعددة).

 فكرة رمزية

وعن المسرحية قال الناقد رضا المحمداوي(شاهدت المسرحية على خشبة مسرح الطليعة وكان الكاتب سعد هدابي بهذا العرض بعث حيا من اجل التعبير عن محنة الانسان العراقي وهو يجوب البحار في قوارب الهجرة المميته وسط امواج الغربة والعذاب والمعاناة، وهذا العرض المسرحي قدمه عبد الامير الصغير ممثلا ومخرجا،يتحرك بفكرة رمزية واحدة وبيئة مكانية ضيقة هي اشبه بالخيمة في واحدة من اماكن الحجز والتحقيق ،حيث يعاني ايوب بدلالة الاسم و رمزيته في الصبر والمعاناة،يحن الى امه التي زرعت في مخيلته بطولة السندباد وهي تحكي له حكايات السندباد قبل ان ينام ،وارتسم في خياله صورة السندباد ،السندباد الذي لايعرف الحدود والجوازات والمطارات ،كونه الان تحت فكرة الخلاص من جحيم حياته في وطنه الذي ضيق الخناق عليه فما كان امامه سوى فكرة الهجرة والخلاص من عذاب (المواطنة)،وفي تقنية النص المسرحي اعتمد هدابي اسلوب المذاكرات المكتوبة مع هذيان الذاكرة لهذا المهاجر العراقي الذي ترك بصمة في اكثر من دولة طلبا الى اللجوء الانساني ، وبسبب تعدد بصماته اصبح طلبه مرفوض ، وهنا عمد المؤلف الى تقسيم تلك المذكرات الى محطات حياته من مرحلة الـــــدراسة وسنوات الخدمة العســــكرية ووقوعه في الاسر وحالات الاحباط النفسي والحـــــــرمان لم يجد امامه سوى باب الهجرة لكنه يموت كمدا وحسرة اثناء التحقيق معه فيتم تغطيته باليشماغ العراقي).

 

 


مشاهدات 608
أضيف 2023/01/03 - 3:52 PM
آخر تحديث 2024/06/24 - 10:15 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 189 الشهر 189 الكلي 9362261
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير