ليلة الميلاد أفضل
ريان الكلداني
اليوم تجتمع العائلات، فيقترب البعيد، ويعود المسافر، ويلتئم حول نور الميلاد، كل أفراد البيت، يحتفلون بالمحبة والسلام والأمل الآتي مع الطفل يسوع المولود من القديسة أمّنا العذراء مريم.. انها ليلة الميلاد، ليلة يمحى فيها البغض، ليلة تعلو الابتسامة على الوجوه وفي القلوب، ليلة تلفّ الكنائس والبيوت شموع الإيمان وترانيم التسبيح…
وفي هذه الليلة المباركة، لا يسعني الا ان اذكر أهلي، الراقدين على رجاء القيامة، ربي ارحمهما وارحم كل من مضوا.. أستذكِر معكم كل من ارتقوا، شهداء وأبرار وأخيار… سلام على أرواحهم…وأسأل الرب أن يدفئ كل قلب برّدته قسوة الحياة، ويعطف على كل متعب، ويمد المظلومين بالصبر..بشفاعة طفل المغارة في هذه الليلة، أسألك ربي..ربي احفظ كل العائلات العراقية، ووطننا الحبيب..ربي احفظ كنائسنا، وبيوتنا، صوامعنا، وآباءنا، ومذابح قرباننا.ربي فرّج كرب المكروبين واشفي علّة المريضين وارسل علينا نعمتك ورحمتك.اتوجه لشعبنا وإخوتنا بأصدق التمنيات، وأقول لكم، اصبروا، إن الملكوت قريب.
لقد مرّت علينا الدهور الصعبة… مرّت ايام كان واحدنا اذا قصد الكنيسة ليلة العيد، قد لا يعود منها الا شهيد… وصبرنا وعبرنا، وبقينا، وأصبحنا اقوى، وتجذرنا في أرضنا…ودافعنا باللحم الحَي عن أعراضنا وأهلنا وقرانا وبيوتنا.
بالأمس كان لا صوت لنا.. واليوم بات صوتنا هدّار في كل المحافل السياسية والاجتماعية والتنفيذية والتشريعية في الداخل والخارج.بات وجودنا أمر لا نقاش فيه…هذه ارضنا ولن نرحل عنها.نستبشر خيراً بأن العيد هذا العام أتانا وقد استلمت سدّة الإدارة في البلاد حكومة مجتهدة تريد ان تصون الناس…بعدما عانينا من الفراغ الطويل والتشرذم… نسأل الله الموفقيّة لكل من يعمل لنهضة البلاد.نستبشر خيراً بأن العيد هذا العام أتانا وقد بتنا نستطيع ان نطالب باستحقاقات شعبنا كاملة…ونحصّل ما ضاع.
الطريق طويل، ولكننا ثابتون على ما عاهدنا…وان غداً أفضل بشفاعة يسوع المسيح والقديسين وبإذن الله.كل ميلاد، وروح الميلاد حاضرة فينا، وبركة الميلاد متشعّبة في شعبنا.عانقوا احبابكم، رنموا في صلواتكم، ورددوا مع المسيحيين في كل انحاء العالم اليوم: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر