قداديس ترسّخ الأمان والتواصل الإجتماعي يقرّب البعيدين
مسيحيو العراق يحتفلون بعيد الميلاد وسط دعوات لإحلال السلام
الموصل - سامر الياس سعيد
بالرغم من حلول العام الخامس لتحرير مدينة الموصل من براثن تنظيم داعش الا ان العودة المتواضعة لاهالي المدينة من المسيحيين باتت تلقي بظلالها على واقع المدينة لاسيما في الجانب الايمن حيث تكثر اطلال وانقاض الكنائس التي طالها الدمار دون ان تمتد اليها يد التعمير والتاهيل كاقرانها من باقي الكنائس.
ويحتفل المسيحيون في مختلف المدن العراقية كاقرانهم في بلاد العالم بحلول عيد الميلاد حيث تقام القداديس التي عادة ما تكون مسائية في ليلة العيد او في صباحها حيث تكون صباحية لتنتهي بتبادل المسيحيين للتهاني بين بعضهم البعض فيما تشهد مواقع التواصل ارسال عبارات التهنئة والتواصل مع العدد الاكبر من مسيحيي العراق ممن غادر الوطن لاسيما في غضون السنوات القليلة الماضية للاستقرار والهرب من احداثه المؤسفة ويقول مجيد متي ان قداس هذا العام في كنيسة مار متي بالعاصمة العراقية بغداد اتسم بتناقص اعداد المؤمنين لاسيما مع انطلاق هجرة متزايدة من ابناء المكون المسيحي الى دول الجوار تاهبا للاستقرار في احد الدول الاوربية او في استراليا حيث تتزايد العوائل المسيحية الهاربة من العراق ويضيف متي نسارع لاتمام معاملاتنا للالتحاق باقربائنا ممن سبقونا الى دولة السويد حيث تجتمع اعداد كبيرة من عائلاتنا ممن توفرت لهم الفرصة بالاستقرار في هذه الدولة الاوربية خصوصا بعد عام 2003 وما بعدها اي في عام 2014 حينما اجتاح تنظيم داعش ثلث المدن العراقية وطرد مسيحيي الموصل اضافة لمسيحيي سهل نينوى من مناطقهم الذين كانوا يعدون فيها المكون الاصيل بينما يقول فهمي سعيد بان تصريحات السياسيين اضافة لرجال الدين بشان الاستقرار والامان للمسيحيين لاتتعدى سوى تصريحات اعلامية لكن غياب الثقة من جانب المكون اسهم بشــــــكل كبير في تناقص اعدادهم يوما بعد اخر ويضيف سعيد من بلدته عنكاوا بمدينة اربيل نرى يوميا التصريحات من جانب السياسيين بشان منح الثقة للمســيحيين لكن ما نراه في الدوائر والقطاعات الخدمية يجعل من المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية مما يسهم بالتفكير بالهرب من البلـــــــد كونهم يشعرون بضياع حقوقهم.
تغيير ديموغرافي
مضيفا بان الكثير من العوائل المسيحية التي كانت تقطن في بغداد عانت ما عانت من التجاوز على منازلها وارغامهم على بيعها بابخس الاثمان ثم ما لبثت ان انتقلت تلك الموجة من تجريد المسيحيين من املاكهم لمدن اخرى لتحمل الملف على التغيير الديموغرافي لمناطق كانت للامس القريب مناطق مسيحية باكملها ويقول الاب فاضل جبرائيل ان ما يشهده مسيحيي العراق من احداث يشكل المحطة الاخيرة لتواجد المسيحيين الاصليين بمناطقهم قبل ان تطوى مثل هذه الصفحة بسبب تزايد وتيرة الهجرة من جانبهم ويعقب جبرائيل لايوجد مناطق تحوي مسيحيين يوقنون بانهم سيبقون في هذه المناطق على الاقل بعد عشرة اعوام فما حدث لهم جعلهم يفكرون 100 مرة على اتخاذ قرار البقاء ومن بقي يحاط بالكثير من الضغوطات عن جدوى بقائه في الوطن بالرغم من جملات التهميش والاقصاء التي تطاله في اماكن عمله ويقول الاب جبرائيل ان الكنيسة اليوم لايمكن مقارنتها بوضعها الذي كانت عليه سواء قبل عام 2003 او في عام 2014 ففي العام الاول برزت ظاهرة الهجرة المتزايدة التي تزامنت مع حدوث حملات الاستهدافات التي طالت الافراد اضافة لتفجيرات الكنائس بسبب الوضع الامني المتذبذب والذي كانت تقف ورائه تنظيمات ارهابية متطرفة لم تعلن عن نيتها ودوافعها الى يومنا هذا وبقي ملف الاستهدافات يبحث عن جناة بقوا في قبضة الحرية دون ان تتمكن من القاء القبض عليهم القوات الامنية مما حدى بمئات المسيحيين الى المغادرة في تلك الاعوام خشية من ان يكونون رقما اضافيا لاعداد من سقطوا من المسيحيين في تلك الفترة ولعل جريمة سيدة النجاة وما حدث في الكنيسة الواقعة بوسط بغداد اسهم كثيرا بمضاعفة اعداد المهاجرين للدول الغربية من مسيحيي العراق لكن ما حدث من انعطافة في عام 2014 اسهم بمضاعفة تلك الاعداد وبقي من بقي في لائحة الانتظار لربما تسنح له الفرصة بالمغادرة ايضا وترك بلد الاجداد.