من يقرأ الفنجان العراقي؟
ماهر ضياء محيي الدين
حادثة مؤلمة بكل ما تحمل الكلمة ( ما حدث في ديالى وكركوك )من معنى تضاف الى قائمة طويلة من حلقات مسلسل دموي مولم للغاية ,وما ان تنتهي حلقة ,لتبدا حلقة اخرى ابشع منها ، وهكذا تستمر بدون حلول الا في التصريحات او البيانات الرنانة او تشكيل لجان تحقيقية وتنتهي القصة عند هذا الحد .
بالرغم من التطور الذي نعيشه في مختلف المجالات ،الا اننا ما زالنا متمسكين بمعتقداتنا المعروفة ، ونصدق بما ينتج عنها ، وبعيدا عن تقديرات السماء والقوانين العلمية ، ومن هذا المعتقدات قراءة الفنجان المعروفة من الكل بطريقة عملها ، وما اكثر رودها ومنهم النساء ، وهذا ليس تجني، بل حقيقية لا تحتاج الى دليل ، المهم نحن بحاجة الى قارئ فنجان بسيط يقرا فنجاننا الملي بالدم من كثرة شهدائنا .
لن نخوض الحديث في تفاصيل القضية التي مازالت فصولها غير مكتملة ، وسيكون حديثنا مقتصرا على الاجراءات المفترض اتخذها لمثل قضيتنا المهم يوم بعد يوم بدأت الحقائق والوقائع تنكشف ، ليتم التعرف على المقصر والمسبب الرئيسي لهذه للفاجعة .
لو فرضنا ان هذه الحادثة حدثت في بلد غير العراق نجد اعلى من في السلطة وهنا اقصد الوزير يقوم بتقديم استقالة ومحاسبة المقصرين وتقديمهم للقضاء، لأنها بلدان منظومتها الامنية مبينة على اسس مهنية وصحيحة بيت القصيد وهذه ليس دعوة للوزير من اجل استقالة. لكن في بلدي الجريج نقوم بإقالة القادة اومن هم مرتبة ادنى بعد تشكيل لجنة تحقيقية اغلب نتائجها تظل حبرا على ورق ، وما يعلن منها ينحصر في باب المكاسب الاعلامية او السياسية او التسقطيه البحتة ، وانتهى الموضوع .
تشكيل لجنة عليا من ذوي الخبرة والكفاءة وسنوات الخدمة الطويلة والاختصاص تتولى اعادة النظر ان صح الكلام من تحت الصفر بعمل المنظومة الامنية ، ووضع الخطط والبرامج اللازمة من اجل بناء جهاز امني من مختلف التشكيلات على اساس مهني ، وبعيدا عن التدخلات السياسية والحزبية التي هي السبب الاول والاخير لحادثة لهذه الجريمة النكراء، وغيرها من الحوادث الاخرى ,والضرب من تحت الطاولة لداعمي الارهاب ، ومن يريد تحقيق مكاسب من هذه الجرائم ,ويحرك هذه الجمعات المجرمة متى يشاء ، وغيرها من الاجراءات لا تعد غير حلول ترقعيه لا تقدم ولا تأخر شيء، ومن قراءات الفنجان العراقي .