الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الاستاذ الدباغ وإصداره الجديد

بواسطة azzaman

الاستاذ الدباغ وإصداره الجديد

حسين الصدر

-1-

يحق لنا أن نشيد بالجهود الكبيرة التي يبذلها الباحث الموسوعي الاستاذ المهندس الحاج عبد الكريم الدباغ – حفظه الله – تأليفا وتحقيقا .

ولا أعهد في الموسوعيين المعاصرين مَنْ يُضارعه في اهتماماته المتميزة بالتراث الاسلامي عموما وتراث الكاظمية المقدسة خصوصاً ، حيث أولاها عناية فائقة استحق بها من كل الكاظميين ثناءً جميلا وتبجيلا فائقاً وشكرا جزيلا كما استحق ذلك من كُلّ المعنيين بالتراث من غيرهم .

-2-

أليس هو صاحب موسوعة الشعراء الكاظميين في اجزائها الثمانية ؟

وصاحب موسوعة علماء الكاظمية وأعلامها في اجزائها الستة ؟

وصاحب مشهد الكاظمين في القرنين الاخيرين والقرن الحالي في مجلدين ؟

فضلاً عن عشرات البحوث والدراسات والدواوين الشعرية التي أخرجها عن اعلام الكاظمية من العلماء والأدباء والشعراء والخطباء .

-3-

ومن اصداراته الجديدة ديوان الشاعر الكبير المرحوم الدكتور السيد عبد الامير الورد في جزئين كبيرين ، وهو يُواصل اتحافنا بمثل هذه الاصدارات النفيسة والتحقيقات الجميلة .

-4-

والشاعر الوردي – رحمه الله – من أكابر الشعراء المُبدعين، قد فاق بشعره وبطريقة أدائه الفريدة ، فلقد استمعتُ اليه وهو يُلقي قصيدة ميمية في كلية الأداب ببغداد في ستينيات القرن الماضي ألهب بها مسامع المستمعين وانتزع اعجابهم وتقديرهم الكبير.

-5-

ومن تواضُعِهِ الجَمّ انه سمّى ديوانه المشتمل على غرر القصائد بـ (شيء من النظم ) مع انه في طليعة الشعراء العرب يقينا

انه رجل ترابيَّ

وقد امتدح ترابيةَ جَدّه الامام امير المؤمنين (ع) بقوله :

أهوى علياً رغيفُ الخبزِ يَكْسرُهُ

مُستَصْعِبأً وهو ربُ المالِ لو جَمَعَا

-6-

ومما علق بذهني من شعره قوله :

وكفرتُ بالتاريخِ كلَّ سُطورِهِ

نُسِجَتْ على نَوْلٍ مِنَ الأهواءِ

فتاريخنا للاسف كُتب لصالح الحُكّام، وجافى الحقيقة كثيرا،

وله مقطوعة حلوة بعنوان ( العسر واليسران ) أحببنا ايرادها لانها تعني الكثير، ذلك انها تكشف عن ثقافة قرآنية ، ونفحات ايمانية لابُدَّ أنْ تُذْكَر فتشكر :

إنْ يمَّم الناس زيداً

فيما يؤودُ وعَمْرَا

فانَّ رَبّكَ مُعْطٍ

وكاشفٌ عنكَ ضُرّاً

فلا تَيَمِمْ سِوَاهُ

فاللهُ أسخى وأدرى

مُسخّرٌ لك مَنْ لا

تحجوبه لَكَ خيراً

أما تراه تعالى

ثنّى مع العسر يسرا

( تحجو : اي تظن )

وقد أشار الى قوله تعالى : فانّ مع العسر يسرا . إنَّ مع العسر يسرا

-6-

ومن جميل شعره مناجاة بعنوان : يا رب منك الرجاء :

لا ارتجي مِنْ سواك خيراً

وذَلَّ مَنْ يرتجي سِوَاكَا

وضَلَّ من يبتغي نَوَالاً

الاّ الذي قدّمَتْ يدَاكَا

مافاز مَنْ لم يَجِدْكَ عَوْنا

ولم يَخِبْ مَنْ رجاكا

في كل حَوْلي أراك حَوْلي

فكيفَ ياربّ لا أراكا

والابيات تقطر ايمانا وطُمأنينه وثقة بالرب الرحيم .

-7-

ويخاطب الوردي رَبَّه ويقول :

كيف يارب أشكرُ

ومدى الفضل أكبرُ

كلما صغتُ مِدْحةً

زدتَ فضلاً فَتَصْغُرُ

نعم

إنّ نعم الله وأياديه يضيق عن شكرها الشاكرون، ذلك أنها لا تُعد ولا تحصى .

-8-

وعن التوكل على الله وتسليم الأمر اليه في القول والفعل يقول :

بالله يستعينُ ذُو التعقِّلِ

بالواهبِ المنعم ذي التفضلِ

به يُنيطُ منتهى التوكلِ

مُسلِّمَاً في قَوْلِه والعملِ

-9-

والديوان حافل بقصائد رائعة في مختلف الاغراض والمناسبات وللذكريات الرسالية نصبها الواضح فيه ، كما أنَّ ( للاخوانيات ) حظَها الوافر، في اشارة الى عمق صِلاتِه باصدقائه وزملائه واخوانه من رجال العلم والأدب والفكر والمعرفة .

ولا تتسع هذه المقالة العجلى لأكثر مما أشرنا اليه من شواهد .

-10-                                            

وليس لنا في الختام الاّ ان نستمطر شأبيب الرحمة والرضوان للشاعر الكبير الدكتور الوردي، وأنْ نزجي الشكر الجزيل والثناء الجميل للاستاذ  الدباغ الذي مكننا من الوقوف على هذا الديوان، داعين له بدوام التوفيق ليظل منبعا للعطاء ومنهلاً للرواء .

 

 

 


مشاهدات 936
أضيف 2022/12/25 - 5:06 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير