الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الشاعر‭ ‬الصادح‭ ‬بفداحة‭ ‬الخوف‭ ‬

بواسطة azzaman

الشاعر‭ ‬الصادح‭ ‬بفداحة‭ ‬الخوف‭ ‬

عباس الحسيني

 

حين‭ ‬توج‭ ‬الشاعر‭ ‬والمطرب‭ ‬والملحن‭ ‬والموزع‭ ‬،‭ ‬بوب‭ ‬دبلان‭ ‬بجائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للاداب‭ ‬،‭ ‬فان‭ ‬حدثا‭ ‬عالميا،‭ ‬ادبيا‭ ‬كهذا،‭ ‬مثل‭ ‬صدمة‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬انتكاسة‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬متتبعي‭ ‬الادبوالشعر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬فالمرشحون‭ ‬المنافسون‭ ‬كانوا‭ ‬يمثلون‭ ‬تيارات‭ ‬عالمية‭ ‬ذات‭ ‬مناخ‭ ‬مختلف‭ ‬عما‭ ‬اشارت‭ ‬به‭ ‬الاكاديمية‭ ‬السويدية‭ ‬بلجنتها‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬الشاعر‭ ‬والمطرب‭ – ‬التروبــادوري‭ – ‬اللقب‭ ‬العالمي،‭ ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬يخفى‭ ‬عن‭ ‬الكثيرين‭ ‬ان‭ ‬الشعر‭ ‬الغنائي‭ ‬الاميركي‭ ‬المعاصر‭ ‬يعد‭ ‬جنسا‭ ‬ادبيا‭ ‬شبه‭ ‬مستقل،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬كثافة‭ ‬لغوية‭ ‬وزخم‭ ‬عاطفي‭ ‬وهياكل‭ ‬لغوية‭ ‬يمتزج‭ ‬فيها‭ ‬الشعبي‭ ‬بالاكاديمي،‭ ‬مع‭ ‬تحارب‭ ‬الاغتراب،‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬وحشية‭ ‬واتساع‭ ‬القارة‭ ‬الاميركية‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الهم‭ ‬الانساني‭ ‬المتنوع‭ ‬الجراح‭ ‬والاتجاهات‭  ‬للمهاجرين‭ ‬الابديين،‭ ‬حيث‭ ‬الاحلام‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتحقق،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬تاتي‭ ‬بصف‭ ‬رغيف،‭ ‬لكن‭ ‬الة‭ ‬الحب‭ ‬والصيرورة‭ ‬الانسانية‭ ‬هنا‭ ‬الاقوى‭ ‬دوما‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جسدته‭ ‬قصائد‭ ‬بوب‭ ‬دبلان‭ ‬في‭ ‬التقصي‭ ‬الشامل‭ ‬للموت‭ ‬والهياج‭ ‬الابدي‭ ‬للحياة‭ ‬،‭ ‬والمساحة‭ ‬المرعبة‭ ‬لاسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬،‭ ‬والتطلع‭ ‬الى‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬الحب‭ ‬والنغم‭ ‬والشعر‭ ‬والامنيات‭

 

. ‬

في‭ ‬مهبِّ‭ ‬الريح‭ ‬1963‭ ‬ترجمة‭ : ‬عباس‭ ‬الحسيني

قصيدة‭ ‬للشاعر‭ ‬والمغني‭ ‬الامريكي‭ ‬بوب‭ ‬ديلان

الحاصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للآداب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016

في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭ ‬Ie

كم‭ ‬من‭ ‬الطرقات‭ ‬على‭ ‬الانسان‭ ‬أن‭ ‬يسير

لندعوه‭ ‬بالرجل‭ ‬؟

وكم‭ ‬من‭ ‬البحار‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الحمامة‭ ‬البيضاء

أن‭ ‬تطير‭ ‬لتنام‭ ‬على‭ ‬الرمال؟

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬مرة‭ ‬القنابل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تنفجر

ليمنعوها‭ ‬الى‭ ‬الأبد؟

الإجابة‭ ‬يا‭ ‬صديقي،‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح

الإجابة‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭.‬

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬عاماً‭ ‬بمقدور‭ ‬الجبال‭ ‬أن‭ ‬تبقى

قبل‭ ‬أن‭ ‬تجرفها‭ ‬البحار؟

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬يعيش

ليسمحوا‭ ‬لهُ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حراً؟

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يدير‭ ‬رأسهُ

ويتظاهر‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يرى؟

الإجابة‭ ‬ياصديقي،‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح

الإجابة‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭.‬

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬مرة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الإنسان

أن‭ ‬يرفع‭ ‬بصره‭ ‬ليرى‭ ‬السماء؟

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬ينبغي‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬أذاناً

لتسمع‭ ‬بكاء‭ ‬الناس؟

أجل،‭ ‬وكم‭ ‬سيموتون‭ ‬حتى‭ ‬يرغمنا‭ ‬الموت

على‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬بأنهم‭ ‬ماتوا؟

الإجابة‭ ‬ياصديقي،‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح

الإجابة‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭.‬


مشاهدات 944
أضيف 2022/12/14 - 4:21 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 322 الشهر 11446 الكلي 9361983
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير