بعد الموصل ثلاثة نهارات.. هذا ما تبقى من قلعة تلعفر الأشورية
عكاب سالم الطاهر
هي الزيارة الثانية لها.. كانت الاولى في 6/12/1995. يومها كنا (النسابة ثامر العامري ، والاعلامي حسن الركابي ، وأنا ) ، في ضيافة الشخصية العراقية التلعفرية الاديب والمحامي علي الشيخ ابراهيم ..وبعد قرابة ربع قرن من الزمان ، تدفقت المشاعر والذكريات ، وتحولتْ سيلاً جرف النسيان.. واشتقت لزيارة تلعفر مجدداً. ومع شاعرها الكبير..وابنها البار ، التربوي زينل الصوفي..كان اتصال. وفي ختامه ، تم وضع برنامج الزيارة.
من گراج النهضة، انطلقت بنا السيارة نحو الموصل العظيمة . طريق سمته الانسيابية. مع وجود امني مكثف.. سامراء..تكريت..بيجي..الشرقاط.. القيارة..حمام العليل..الموصل. بعد الظهر..من يوم الاحد 30 ايلول 2018 كانت ام الربيعين تفتح ذراعيها لاستقبالنا.. استراحة قصيرة..نُقَبِّلُ فيها جبينَ الموصل.. ونستأذنها بالمغادرة.. نحو مدينة الحب والجمال..والشهادة
(2)
في ( 30 نيسان 2016) التقيتُه في مدينة المناذرة ( ابو صخير ) . في لقاء ضم العديد من ادباء المدينة. يتصدرهم الاديب المهندس عبد الكريم جودي رفيش والاديب عقيل غالب. كان اللقاء على ضفة نهر الفرات. في دعوة غداء اقامها ادباء المدينة.. حضر اللقاء الصحفي عادل العرداوي والباحث شاهين عكاب سالم. يومها عرفتُ منه انه مهجر من مدينته تلعفر.
مهرجان شعري
وغاب عني وغبتُ عنه.ولكن الى حين. ففي مهرجان الشاعر ابي تمام في الموصل ، منتصف نيسان من العام 2018 التقيتُ الشاعر زينل الصوفي.. وعلى ضفة نهر دجلة ، حين يخترق مدينة الموصل..التقطنا هذه الصورة. زينل الصوفي (ابا تراب)..بوابتنا التي تفضي الى حاضر وماضي مدينة تلعفر العظيمة..
(3)
لعلها الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الاحد ، الثلاثين من ايلول الماضي..حين انطلقت بنا السيارة من الموصل باتجاه تلعفر.. كنا اربعة في السيارة. اول تلعفري اتعرف عليه كان محمد البياتي. عندما شاهدني التقط العديد من الصور ، سالني فاجبتُه : لاغراض التوثيق.. وفي الطريق اليها..اعدتُ قراءة بعض الصفحات في تاريخها : تقع شمال غرب العراق ، وتتبع ادارياً لمحافظة نينوى . تبعد عن الموصل 70 كيلومترا ، وعن الحدود التركية 50 كيلومترا ، وعن الحدود السورية 60 كيلومترا. يقدر سكانها باكثر من مائتي الف نسمة. تشتهر بالزراعة . ابرز معالمها : القلعة التاريخية. وكلما اقتربنا منها ، تصبح السيطرات الامنية اكثر تشدداً.. وبيدٍ محملة بالدفء ، صافحتنا تلعفر.. بداخلها..ودعنا البياتي..فيما كان الشاعر زينل الصوفي..وكوكبة من ادباء المدينة باستقبالنا..بعد وقت قصير..ودعتنا الشمس راحلة الى مستقرها غرباً.
... انتهى ... يتبع...« 3 »..