فليكن 2023 عاماً للكهرباء

لطيف دلو

ان التطور والرقي الحاصل على الكرة الارضية اعتمد بالدرجة الاولى على المنظومة الكهربائية في تحسين الحياة البشرية من كافة النواحي منها التعليم والصحة والصناعة والزراعة والبيئة والمواصلات والاتصالات واصبح الكهرباء كغذاء للروح وكل دولة تقدمها يكون موازيا لتقدمها في صناعة الكهرباء وفقا للمنظومات التكنلوجية الحديثة في التوليد والتوزيع .

 دخل الكهرباء العراق قبل كثير من دول المنطقة ولكن دون تحديث وفق التكنلوجية الحديثة بالرغم من ثرواته الهائلة صرفتها الانظمة المتوالية للثراء وديمومة سيطرتها على السلطة كما اليوم ولا تزال الاعمدة المنصوبة لنقل وتوزيع الكهرباء لاول مرة نرى الكثير منها في مواقعها دون تبديل او تغيير  وحتى الاعمدة الهالكة منها تنصب اعمدة جديدة بالقرب منها دون قلعها ولربما لم تكن الا حاجة في نفس يعقوب وهناك اعمدة لكل منها 17  سبعة عشر كيبل للبيوت عدى الكيبلات من المحولة الى ذلك العمود الاخير كما في هذه الصورة التي خطوطها متشابكة كانها شبكة عنكبوت ولا يخلى يوم من صعود المصلحين الاهليين اليها لربما يصلحون خطا ويخربون اكثر من خط لتشابك الخطوط ناهيكم عن المخاطر الحياتيىة .

المنظومة الكهربائية في البلاد لا يمكن اصلاحها بالترقيع الآ بتحديث شامل من قبل شركات عالمية من محطات الانتاج الى خطوط النقل والتوزيع وقلع جميع الاعمدة في المدن والقصبات داخل البلاد والابقاء على اعمدة الانارة فقط ، و في التحديث الاعتماد على خطوط التوزيع مدفونة تحت الارض ونصب مقاييس الصرف الذكية للسيطرة المركزية عليها دون قراءة المقاييس في البيوت ونصب اجهزة حساسة للحد من التجاوز في عدم دفع اجور الكهرباء و التسرب والسرقة واستغرب من زيارة المسؤلين الذين زاروا قطر ودول خليجية مؤخرا واي منها كانت لا تعد اولا تظاهي أي مدينة عراقية الى حد الستينيات من القرن الماضي من جميع النواحى العمرانية والاقتصادية  فكيف قارنوها مع دولتهم التى كانت في جدارة الشرق الاوسط وجعلوها الدولة العجوزة والمديونة بسبب الفساد وادخلوها السجل الاسود عالميا   .

يمكن ان تخصص الموازنة الاستثمارية لعام 2023 بالكامل للكهرباء لكونها حاضنة جميع المشاريع الانمائية الاخرى  حسب الحاجة الملحة لهذه المنظومة وجلب شركات عالمية للتحديث جذريا من محطات التوليد الى نهاية خطوط التوزيع وفقا للتكنلوجيا الحديثة  دون الترقيع والتصليح ولربما يصل حاليا فقدان القوة الكهربائية الى نصف القوة المنتجة لنتيجة الترقيع والتصليح وفق الطرق البدائية واستخدام مواد غير مجدية وبدون تحديث منظومة الكهرباء فان صرف المبالغ على المشاريع الانمائية الاخرى ليس الا هدرا وضياعا للاموال   .

لا يمكن الاصلاح واخراج البلاد من الازمات المتلاحقة في جميع النواحي كما ذكر انفا الا بتحديث المنظومة الكهربائية في البلاد ومن ثم يمكن معالجة جميعها خلال عام او عامين لان الكهرباء يمكن يؤمن نصف تكاليفها واذا تم تحديثه وفق المواصفات التكنلوجية الحديثة يسهل ايصال العراق الى ركب الدول المتقدمة خلال سنوات قليلة .

واعتذر ان وجد هناك خطأ فني في المقالة لاني لست مختصا بهذه المنظومة الحيوية والتي تعتبر شريان الحياة ولكن اسفي على بلدنا كاغنى دولة في المنطقة ان تبيت مظلمة في ليال الشتاء وان تكون مراوح الخوص سيد الصيف  ، قد دفعني الى كتابة هذه المقالة