الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا‭ ‬يجوز‭ ‬للحكومة‭ ‬أن‭ ‬تدعو وتناشد‭ ‬وتندد

بواسطة azzaman

لا‭ ‬يجوز‭ ‬للحكومة‭ ‬أن‭ ‬تدعو وتناشد‭ ‬وتندد

فاتح عبدالسلام

‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬مطلقاً‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬تردد‭ ‬كسابقاتها‭ ‬او‭ ‬كالبرلمانيين‭ ‬شبه‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬تلك‭ ‬الجمل‭ ‬الانشائية‭ ‬الرنانة‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬بمفردة‭(‬ندعو‭) ‬و‭(‬نندد‭) ‬و‭(‬نناشد‭)‬،‭ ‬ذلك‭ ‬انها‭ ‬الجهة‭ ‬التنفيذية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المخولة‭ ‬كاملة‭ ‬والموازنة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬انفجارية‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وان‭ ‬المنتظر‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬قرارات‭ ‬داخلة‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬عند‭ ‬إعلانها‭ ‬وليس‭ ‬معلقة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الغيب‭.‬

هذا‭ ‬اول‭ ‬مبدأ‭ ‬من‭ ‬مبادىء‭ ‬فصل‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والقضائية،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬معرفة‭ ‬حدود‭ ‬الصلاحيات‭ ‬وابعادها‭ ‬والتصرف‭ ‬باقتدار‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬مدروسة،‭ ‬وفيها‭ ‬روح‭ ‬الاجتهاد‭ ‬لمعالجة‭ ‬مواطن‭ ‬الخلل‭ ‬وما‭ ‬اكثرها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬المترنحة‭. ‬فقد‭ ‬تعارف‭ ‬السياسيون‭ ‬على‭ ‬التغني‭ ‬بمسألة‭ ‬فصل‭ ‬السلطات‭ ‬كونها‭ ‬تعني‭ ‬عدم‭ ‬تدخل‭ ‬الجانب‭ ‬التنفيذي‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬القضائي‭ ‬او‭ ‬التشريعي،‭ ‬وهذا‭ ‬مستوى‭ ‬متدن‭ ‬من‭ ‬الفهم‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقة‭ ‬الاشكالية‭ ‬بين‭ ‬السلطات،‭ ‬إذ‭ ‬انّ‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬إدارة‭ ‬البلد،‭ ‬عليها‭ ‬التزام‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬الى‭ ‬السلطتين‭ ‬الأخريين‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬إنجازه‭ ‬وحدها،‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬قرارات‭ ‬المصلحة‭ ‬الجماعية،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مراراً‭ ‬في‭  ‬الاستغلال‭ ‬السياسي‭ ‬للملفات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تثار‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الثلاثة‭ ‬لغايات‭ ‬التصفية‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭.‬

‭ ‬انَّ‭ ‬بلدنا‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬تحولات‭ ‬لا‭ ‬ترتقي‭ ‬اليها‭ ‬الفرشة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬واجهته‭ ‬اليوم‭ ‬يستلزم‭ ‬وجود‭ ‬قيادة‭ ‬تنفيذية‭ ‬غير‭ ‬مترددة‭ ‬في‭ ‬انجاز‭ ‬ما‭ ‬عجزت‭ ‬او‭ ‬تجنبت‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬إنجازه‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والخارجي‭ ‬لأسباب‭ ‬شتى،‭ ‬وانّ‭ ‬هذا‭ ‬الأداء‭ ‬العالي‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬اتصفت‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬الفتية،‭ ‬وهذا‭ ‬افتراض‭ ‬غائم‭ ‬مع‭ ‬الأسف،‭ ‬فإنّ‭ ‬هناك‭ ‬علامات‭ ‬قابلة‭ ‬للولادة‭ ‬في‭ ‬اجتراح‭ ‬مقتربات‭ ‬طريق‭ ‬جديد‭.‬

في‭ ‬المحصلة،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬المواطن‭ ‬العراقي‭ ‬يقارن‭ ‬ويفاضل‭ ‬بين‭ ‬السيء‭ ‬والأسوأ‭ ‬في‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬أمامه‭ ‬،‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تولد‭ ‬حكومة‭ ‬لها‭ ‬هيبة‭ ‬القبول‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬التعارف‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬بإعادة‭ ‬هيبة‭ ‬الدولة،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬هيبة‭ ‬المواطن‭ ‬هي‭ ‬هيبة‭ ‬الدولة،‭ ‬فمَن‭ ‬يعيد‭ ‬اليه‭ ‬“مواطنته”‭ ‬العابرة‭ ‬للانقسام‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬لكي‭ ‬يبرز‭ ‬عنوان‭ ‬هيبة‭ ‬الدولة‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬العناوين؟

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 925
أضيف 2022/11/04 - 11:14 PM
آخر تحديث 2024/11/20 - 6:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 169 الشهر 9293 الكلي 10052437
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير