مآلات الوباء وهيمنة الرواية.. إصدارات تخرج من الأزمة لتؤسس أدب ما بعد كورونا
حيدر علي الاسدي
ادب ما بعد كورونا ، المصطلح الذي يمكن ان نصكه على غرار (ادب ما بعد الحداثة ، ادب ما بعد الكولونالية ،....) ذلك ان جائحة كورونا ومنذ 2019 والتي اجتاحت العالم ولازالت تبعاتها حتى الان قد سببت الكثير من الالام للمجتمعات ، فهناك ارقام مخيفة لعدد الوفيات والاصابات منذ اكتشاف الفيروس وحتى اللحظة ،حتى وان قل تأثير هذا الفايروس نسبياً ولكن تبقى مدة الجائحة تسجل تاريخياً بصورة واضحة على غرار الحقب التي تفشى فيها (الطاعون، الكوليرا، الانفلونزا المختلفة) في بلدان مختلفة ، ولكن هذا الفيروس ( كوفيد 19) ومتحولاته قد دخلت كل منزل من منازل البلدان كافة دون استثناء وهنا يحق لهذه الحقبة ان تمثل وجود تاريخي ملموس ، وعليه شكلت ملامح مهمة لهذه المرحلة (العزلة ، سيادة التكنولوجيا ، شعور الانسان بضعفه إزاء صغر حجم الفايروس ، وعدم تمكن الأجهزة الطبية استيعاب اعداد الإصابات والوفيات ،وتفرج الحكومات على ما جرى، والازمة المادية التي عصفت بالمجتمعات فقد أدى التعطيل والحظر الصحي لايقاف او تقليل العديد من الوظائف وبخاصة أصحاب القوت اليومي ، فضلاً عن الكثير من الملامح التي ميزت هذه الفترة ، وهو ما جعل العديد من الفنانين والكتاب يتفاعلون مع هذه المدة بوصفهم يمثلون مجتمعاتهم وازماتها وبالتالي كتبوا قصائد ونصوص شعرية وقصص وروايات ومسرحيات وكتب علمية وغيرها تمثل هذه الحقبة بالذات ،وبعضهم صدرت منتجاتهم بعد ان تلاشت هالة الرعب والخوف الذي سببه كوفيد-19 للناس ، وبالتالي ان الإصدارات والمنتجات الأدبية والفنية التي خرجت من معطف هذه الازمة ستمثل حتماً ادب ما بعد كورونا والذي ستتمحور ثيمه عبر ( العزلة ، الرعب الذي خلفه الفيروس ،هيمنة التكنولوجيا على الانسان خلال تلك الحقبة ، الاغتراب والفردانية للإنسان ، الظروف الاقتصادية القاهرة التي مرت بها المجتمعات ، العجز امام هذا الفيروس وصعوباته ، العلاقات الإنسانية ويقظة الضمير الإنساني خلال الازمات) كذلك حتماً ستؤشر الدراسات النقدية والأبحاث العلمية الاكاديمية هذه الحقبة وادبها بوصفها وثتق لمرحلة ازمة كونية المت بكل الكرة الأرضية. ويمكن رصد بعض النتاجات خلال الوباء منها: رواية (خفافيش كورونا) للعراقي إبراهيم رسول، والتي تسرد يوميات أفراد هم أعضاء في الكادر الطبي وفنيين، وتكشف خيوط استغلال تجار الأزمات والمنتفعين لمعاناة الفقراء والبسطاء، وصدرت عن مؤسسة المثقف في أستراليا ودار أمل الجديدة في دمشق سوريا رواية للعراقي قصي الشيخ عسكر بعنوان (كورونا) ،
رواية جديدة
كما صدرت حديثاً عن دار الرواية العربية رواية (هاربون من كورونا) للكاتب الأردني مصطفى القرنة. وفي رواية جديدة عنوانها ( جرس انذار) يحاول الكاتب السوري إبراهيم اليوسف توثيق مرحلة انتشار الجائحة التي ضربت ألمانيا والعالم بعيون مهاجرة، وصدرت كذلك رواية ( كوفيد الاحلام) للكاتبة الفلسطينية قمر عبدالرحمن، وصدرت رواية (كورونا) لعلي علاء يقول عنها كاتبها :الرواية تتحدث عن قصة من وهان إلى العراق، وأن كتابتها لا تستغرق الوقت الكثير كون الفايروس يهدد البشرية، ولا نهاية لها لأنني منحت المجال لبقية الأجيال لتكتب النهاية.. علماً أنني إستغرقت في كتابتها 33 يوم بواقع 10 ساعات وقطرات المغذي والكيمياوي تقطر بجسمي، كما صدرت لأحمد وهبة رواية (كورونا) عن مركز ابصار للنشر والتوزيع ،وصدر حديثا للكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس عن دار النشر النورس كتاب جديد بعنوان (في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر) وصدر لأحمد صديق كتاب ( كورونا الخير) مذكرات وسير ذاتية بواقع 220 صفحة ،وتحت عنوان (عائدون بلا أرواح) صدر للروائية الأردنية أمل عبده الزعبي وتتحدث الرواية التي تقع في 237 صفحة من الحجم المتوسط عن معاناة إنسانية في عصر كورونا، أيضا كتب جاسم سلمان رواية ( كورونا الحب والحرب : ملحمة كتبت اثناء الحجر) وصدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، كما نشرت صحيفة النهار فصولاً من رواية (كورونا زهرة ربيعية) لفارس خشّان، وصدرت للكاتبة المغربية نورة صديق رواية ( كورونا بين قلبين) ، كما صدر حديثًا عن دار النخبة رواية جديدة بعنوان (كورونا في سوق البغاء) للكاتبة فكرية أحمد، وتقع الرواية في 260 صفحة من القطع المتوسط، وكتب زهير الشلبي رواية ( كورونا كوفيد 19 والاخطر من كورونا) وصدر كتاب (يوميات الكورونا) لحسونة المصباحي وهو يوثق يومياته خلال فترة الحجر، ووقعت عام 2021 الكاتبة اللبنانية ستيفاني عويني روايتها (حب في زمن الكورونا) الصادرة عن دار أبعاد للطباعة والنشر في مركز "حملة دفى" وتدور احداثها عن قصة حب بين رجل اسمه عمر وامرأة تُدعى أنابيلا، التقيا في مركز للحجر الصحي للمصابين بكورونا، وكتب شرف مصطفى رواية ( الوباء لبس فقط كورونا) وصدرت عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، واستلهمت الواقع المصري فهو يقول ان كل ما يعوق راحة المرء وسلامته هو وباء ، وأصدرت دار النخبة للنشر والتوزيع رواية (النزيل رقم 1) للدكتور عبدالرحمن عسل، أستاذ الطب النفسي في مستشفيات قصر العيني في مصر تتناول خلالها حقبة العزل والحجر الصحي في زمن كورونا أثناء الفترة التي يعيشها العالم، والتي أثرت بشكل كبير على الحياة والبشر وتدور الأحداث حول معاناة الأطباء، في زمن كورونا ودور الجيش الأبيض، وصدر للمغربية الدكتورة مريم آيت أحمد رواية ( تنين ووهان) جاء على لسانها عن هذه الرواية : "مررت من مرحلة الصدمة التي تصيب أي منا في بداية هذا الوباء الذي غزا العالم إلي مرحلة التفكير والتفاعل كذات تود فهم ما يقع وتحاول أن تحلل وتتأمل هذا الحدث الاستثنائي في تاريخ البشرية وبدأت فصول الرواية من خلال سفر مشترك مع صديقة صينية مفترضة وان كنت فعلاً لدي صديقة من هناك بحكم تنقلاتي الكثيرة عبر العالم،
مبيعات جديدة
وصدرت رواية (ربيع الكورونا) للروائي والأديب الليبي الدكتور أحمد الهادي رشراش، اما (كورونا بين انتفاضتين) هو عنوان رواية جديدة للروائي والشاعر اللبناني نزار دندش، وصدر للكاتبة الفلسطينية ايمان الناطور رواية (هي وكورونا) وحققت نسبة مبيعات جيدة منذ اول ايام طرحها للسوق في مصر، اما الروائية والقاصة والأكاديمية الجزائرية روضة ماحي كتبت رواية (مخيمات الكوفيد 19) وهي كاتبة جزائرية من مواليد 1997? وللكاتبة والناقدة المغربية زهور إكرام، صدرت رواية (لا أتنفس) التي تماهت عوالمها مع زمن الوباء ، وصدر في مصر كتاب (يومياتي وكورونا) للكاتبة المغربية عائشة بناني، سردت فيه الحالة النفسية والمعاناة التي شعرت بها خلال فترة الحجر المنزلي، وكتاب بعنوان (حرية في زمن الكورونا) للكاتبة العراقية سندس الشاوي، ويتناول معنى كبت الحرية بسبب الحجر المنزلي، وهناك ورواية المغربية (عائشة البصري) المعنونة (كجثة في رواية بوليسية) تتناول قصة سائحة تقطعت بها السبل في مدة الحجر الصحي ورواية (ليليات رمادة) للكاتب الجزائري واسيني الأعرج التي كتبت تحت الحجر، وفي ظل الموجة الأولى للجائحة وتتألف من جزأين (تراتيل ملائكة كوفيلاند) و( رقصة شياطين كوفيلاند) ، وهناك (أيام هستيرية) للمصري ناصر عراق، و(غربة المنازل) للمصري عزت القمحاوي اذ تقوم هذه الرواية على تتبع آثار الوباء من خلال العزلة التي فرضها على سكان بناية واحدة عبر حكايات وأسرار كل شقة وتعامل سكانها مع الحدث. و(سر العنبر) للمصرية مي خالد، وأيضا (ألاعيب خالد مع كورونا) للموريتاني محمد ولد محمد سالم و(وهم الكورونا) للعراقي حسن عبيد عيسى، وكتبت أوكيلي نور الهدى الطبيبة الجزائرية المختصة في الأمراض الوبائية رواية (زمن عزلة) صدرت عن دار كوهينور للنشر والتوزيع، وصدرت للكاتب فارس خشّان رواية جديدة بعنوان (كورونا زهرة ربيعية). وأيضا صدرت رواية (مجلس برلمان كورونا العالمي) للكاتبة الروائية رجاء حسين، وصدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للتوزيع الكترونيا (رواية حـب وغـدر وكورونا) للكاتبة الدكتورة هبة مهتدي. وفي مجال القصة فهناك مجموعة قصصية صدرت للكاتبة المغربية لطيفة لبصير بعنوان (كوفيد الصغير) وايضا صدرت مجموعة قصصية لمؤمن عصام بعنوان (الحب في زمن الكورونا) تدور أحداث القصة في حجرات العزل بمستشفى الأميرية، كما صدرت للأديب الفنان المهندس مصطفى الخطيب المجموعة القصصية (كوفيد 20) وصدر للقاص الجزائري بختي ضيف الله مجموعة قصص قصيرة جدا بعنوان ( فيما يشبه كورونا) عن دار خيال للنشر والترجمة في الجزائر، وعن دار ناشري للنشر الالكتروني صدرت (حكايات الكورنا: مجموعة قصصية) لعدد من القصاصين الذين تناولوا حكايات الوباء ومؤثراته، وصدر للقاص المغربي عبدالكريم بولعيون مجموعة قصص قصيرة جدا بعنوان ( صرخة في وجه كورونا)، وصدر لعبير زكريا مجموعة قصصية بعنوان (كورونا والناس) سنة 2021? وعن دار الورشة صدر لاياد خضير قصص بعنوان ( كورونا الزمن الضائع)، كما صدر حديثًا مجموعة قصصية بعنوان (ستموت بعد ساعة.. تجاعيد الروح) للكاتبة إسراء حامد وتتناول المجموعة 3 قصص عن فيروس كورونا وتبعاته العالمية والسيكولوجية والاجتماعية على حياة البشر، وأصدرت دار الشروق المجموعة القصصية (ليالي الكورونا)، لمجموعة من المؤلفين، وذلك في إطار مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها "آي ريد" تحت عنوان "ليالي الكورونا"؛ وانتهت إلى هذا الكتاب السردي، وصدر لحسن برطال مجموعة قصص قصيرة جدا بعنوان (كورونيات عسر الفهم)، وصدر للفلسطينية بيسان عدوان كتاب ( رسائل الشتات: سردية المنفى والوباء) صادر عن دار ابن رشد في تركيا بالتعاون مع دار الرقمية في فلسطين؛ وعن دار الآن ناشرون وموزعون في الأردن صدر كتاباً يتناول ظواهر وتداعيات جائحة كورونا في 12 بلداً عربياً بعنوان (شهود من أهلها / أحاديث الجائحة) وهو من إعداد وتحرير كل من سامر حيدر المجالي وسجود ضيف العناوسة، إذ قامت الدار بجمع 60 نصاً إبداعياً لكتاب عرب تؤرّخ لزمن كورونا من خلال تناولهم هذه الجائحة، كلّ من منظوره وبما يخصّ بلده.اما ابراهيم اليوسف كاتب سوري كردي مقيم في المانيا، له ثلاثة كتب في ما يسمى أدب الجائحة (خارج سور الصين العظيم- من الفكاهة إلى المأساة)، و(أطلس العزلة: ديوان العائلة والبيت)، و(جماليات العزلة في أسئلة الرعب والبقاء). وعام 2021 قدمت مصر (المركز القومي لثقافة الطفل) مسرحية (كشفناه) من تأليف وإخراج وأشعار أحمد إسماعيل عبد الباقى تدور المسرحية حول فيروس كورونا، وتكشف الدور السيء والخطير لمجموعات الفيروسات التي هاجمت العالم على مدار التاريخ ، وعام 2022 قدمت الاردن مسرحية ( اقوى من كورونا) بهدف زيادة الوعي المجتمعي عن اهمية اللقاح المضاد لكوفيد19?وعبر 3 شخصيات كرتونية تقدم الفلسطينية ياسمين العويسي حلقات مصورة بمضمون توعوي بهدف الحد من مخاطر فيروس كورونا الذي اجتاح العالم فضلاً عن العديد من المهرجانات المسرحية التي قدمت افتراضياً وعبر الانترنت خلال تفشي الجائحة ، كما كتبت عدة نصوص تتحدث عن مخاطر وباء كورونا. كما صدر عن دار الادب العربي للنشر نصوص بعنوان ( حلم في زمن كورونا) لنوف سعيد وذلك عام 2021? وصدر في القاهرة كتاب لأحمد شلتوت (العُزلة ليست هي الوحدة) وصدر حديثا الجزء الثاني من سلسلة التربية البيئية العالمية (الأدب البيئي ونهاية العالم.. الوباء والكارثة وفرص الإنقاذ) للدكتورة ريهام رفعت محمد أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس، وصدر للكاتبين المغربيين محمد كروم ومنير المنيري، كتاب بعنوان: (رسائل من زمان كورونا) يقع في 92 صفحة من الحجم المتوسط، ويندرج هذا الكتاب ضمن أدب الرسائل، إذ يضم بين دفتيه 24 رسالة متبادلة بين الكاتبين خلال فترة الحجر الصحي، ويقدم الكاتب علي حسين، في كتابه الجديد: (مائدة كورونا: مفكرون وأدباء في مواجهة الجائحة)، آراء مجموعة من الفلاسفة والمفكرين المعاصرين في عدد من دول العالم حول تفشي وباء كورونا، وثمة كتاب مهم بعنوان (كورونا والخطاب: مقدمات ويوميات) ضمن منشورات مؤسسة مقاربات في فاس بالمغرب للمغرب احمد شراك، وللكاتبة والناقدة المغربية زهور إكرام صدر كتاب (الإنسانيات والرقميات وعصر ما بعد كورونا).وكتبت الكاتبة السعودية امنة عيسى الحربي كتابها الادبي والاجتماعي بعنوان ( كورونا الذي غير العالم) اما الكاتب الجزائري بوعلام رمضاني فصدر كتابه الموسوم (أنوار في ليل كورونا.. من دفتر محجور ثقافي) الصادر عن دار خطوط الأردنية، وهو يوميات صحفي مغترب فرض عليه الحجر الصحي في بيته، ويقدم الوجه الجميل لكورونا، فعلى الرغم الكوارث الاقتصادية والمآسي الإنسانية لهذا الفيروس لكنه يقدم لنا الوجه الآخر فيستعرض المحاورات والنقاشات في فرنسا بإطارها الفكري والفلسفي بين كبار المفكرين والكتاب هناك، اغلب ثيمات تلك الاعمال تضمنت الحديث عن ضعف الانسان امام المرض او يمكن القول ان ادب ما بعد كورونا طرح أفكار عزلة الانسان ووحدته والفلسفة من هذه العزلة فضلا عن أفكار عن نهاية الانسان ، او نهاية العالم والزمن القصير والامكنة المختزلة والامكنة المعادية او الأمكنة المغلقة ومؤثراتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على الفرد ، يحتاج هذا الادب التنظير والتأسيس ، كما يمكن ان نؤشر ان جنس الرواية هو المهيمنة بالتعاطي مع الازمات ولاسيما ازمة كوفيد19 بوصف الرواية الأكثر واقعية بالتفاعل مع المجتمع وازماته.