الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المدونة الشعرية.. عند الحطاب وأسطرة النص

بواسطة azzaman

المدونة الشعرية.. عند الحطاب وأسطرة النص

 

مزهر الخفاجي

 

ربما من ان هذا الحافز ... سول الشاعر الجطاب عن نفسة من ان يتفاعل نفسياً مع الادب والاساطير العراقية القديمة . 

ان التقابل بين النص الحطابي والنص الاسطوري يذكرنا بمقدمة الشاعر ووردزوورث ... 

التي يقول فيها :-

نصيحة واحدة من غابة مخضرة

قد تكشف لنا عن خبايا النفس الانساني()

ان الحطاب يتفاعل او يتجاور او تناجس بوعي مع اساطير اهلة في العراق فهو وان لم يكن من المتفاعلين او المتجاورين ... لكنه ...  من اعمدة الوعي في معاني عديدة كما يقول ووردزوورث مخاطباً

ابناء جيله :-

انت يا من زيه الظاهري يخدع الناس ( الحداثة )

يجب ان تفشي حقيقة روحة العظيمة ...

انت ايها الاصم الابكم الذي لم تقرأ العتيق الخالد

ذلك الذي راوحه العقل الازلي ... ويغاوية ابدا ()

وكان الحطاب بوعي تلقائي ذا غرض واع يدعوا الى مقابلة الحاضر بالماضي او محاكاتة بالتجاور

وهذا ما وجدناه بارزاً في مقدمة مجموعة بروفايل للريح  ()

اذ يصرخ في مقدمة مجموعتة مؤكداً ان الاخطاء العظمى في التاريخ

فيقول :-

من همسة ( خمسة ) الا سنة

يتوشح الحياة ... هذا الرافديني

شعفاتة : مكان

وحوافره : الريح ()

هذا الاشع اراد الحطاب ان يذكرنا بقصة خلق بطلة كلكامش ويجعل لمخيلة القارئ ان يتداعى مع نصة الذي يقول :-

ومع الغباء بكامل العبث

يتدافع مع وحوش الظلام عند ساقي الماء

... وهذا الانسان الذي كان الحطاب امتدادة ويدون تاريخة التقريبي 

فمنذ الالف الخامس (يهمس) الحطاب في اذاننا وكأنة يكرر الصعاب التي واجهها العراقي القديم

كما تقول الاسطورة :-

فدخل هذا الانسان هو و وحشة الى بيتة

وهو لا يزال مشلولاً مذعوراً

اعتصر قلبة وامتقع وجهه

حل بقلبة الرعب وصار وجهه كمن جاء من سفر بعيد ()

فالخطاب وهو يجاري الخطر الذي داهم الانسان العراقي وهو يلاحقة في بيتة ها هو يكرر بعد ( همسة الاف عام ) فيقول :-

وتعددت الايام ...

الجمعة الدامي .. الاحد .. الاثنين .. الثلاثاء ... الاربعاء .. الخميس .. الجمعة .. السبت ... امتلئ الاسبوع دماً

من اين نستأجر ايام بيض ()

بلا دم ووجع وهلع وخوف وبلا وحوش يتربصون باحلامنا ويستمر الحطاب في تجاوره وتفاعله النصي مع ادب واسطورة بلاد الرافدين

 .. كما يضهر في استعارته ... لعادة الفأل او قراءة الطالع والتي كان يلجئون اليها اهل العراق ( سومرين كانوا ام بابليين ) رغبة

منهم في ان يعاونهم هذا الطالع في عيش حياة افضل واياماً بلا شرور او كوارث كما يظهر في هذا المقطع

قراء العرافون اكباد الحيوانات

وتتبعت العرافات ... مسار الدم

... ثمه من يكتبكم ( يكتبنا ) بريشة طائر ملعون ()

ويستمر الحطاب في ترسيخ اسطورته فهو يكرر عبارة اننا مسيرون لا مخيرون في هذه الدنيا فيقول :-

كأننا ملصق متكرر في معابد الرب او بثلاثة في محترف الرب

وقفنا مدد بلاد الشام()

وكأنة استعارة ولخص لنا رحلة ومعانات ( اثر احاسيس في ملحمتة ) والتي يقول فيها :-

الا فليذكر الرعايا الهتهم ...

الا فلتحمل القرابين ...

الى الهتهم ..

وعلى باقي افراد المجتمع الكد والتعب والكدح في الارض ... ()

وفي وسط النص يستدرج الحطاب في اسطورتة وهو يتناسل الوجع الرافديني العراقي قديمة وحيثه .

... فيخاطب قارئهة ويقول :-

ليس لدينا الا ان نستجدي الخير , الحب , السلام , الامن , السعادة كما فعل اهلينا في الاستعانة في التعازيم وتحديداً ( اخذت كيش ) وهو اقدم دعاء توسلي عرفة الانسان في عصوره القديمة ...

فهاهو صاحب الطوفان يدعوا ربة

انت يا احكم الالهة

انت ايها الاله البطل

لم تسرد فأحدثت لنا الطوفان

ويستمر الدعاء والتعزيم والتوسل ()

فهاهو الحطاب يكرر تعازيم اهل سومر حينما يردد :-

اجل حمل المخطئ وزر خطيئتة ...

فلماذا ترجمه يارب ...

وحمل المعتدي اثم اعتدائة ... فلماذا ندفع ثمن انتصارة دماً

لكن ارحم ( في العقاب ) اهلي

وتشتد في عقاب من يخطئ كي لا يمعن الشر ()

ان الذي يقدر الخير على البشرية كما يذكر الخطاب في اسطورتة

 ( بروفايل للريح ) هو الرب والذي تعددت اسباب ادوات الشر

المتفرع منه ... لكن الخطاب في بروفايلة فهو يقر ان الثور

السماوي()

 فهو يرى ما لا نراه ... افراداً ومدناً .

او دفعاً للاشتباة ... فالعيش الكلكامشي لن نجدده 

فالموت , الحقيقة الخالدة في هذا الكون

... وان الرب قد قررة على

الانسان ... فلا تحتاجون للعيشة

ولا للثيران من اجل الخلود

فقرابين الموت امتدت من اوروك الى ساحة التحرير

مهمولاً يجر السلالات ...

المعابد ...

والالهة ... ()

ان الحطاب وهو يجاري في خساراتة ( خسارات الانسان العراقي المعاصر ) تواليد الحياة الانية والموت المقرر ... وبحث العراقي القديم والحديث عن سعادتة كما تذكر ذلك اسطورة نشوء الكون السومري ... والتي تناسلها الحطاب براءة متناهية حين تناسلت المدينة الموت كابراً عن كابر حينما يقول عن عدد المعابد

( المساجد ) استهلك العراقيون الهتهم ()

كما هو واضح في نص قصة الخليقة

...

...

لا تلبس نعل لقدميك

لا تبك في العالم الاسفل

لا تقتل زوجتة المحبوبة

لا تقتل ابنك المحبوب

لئلا يشد الصرع وتثاقل في العالم الاسفل ()

وان التقابل بين صراع الماضي وصراع الانسان الحاضر يفتضح في نص الحطاب بروفايل ... فيقول :-

في ( هو ) الثور السماوي

وحيث ( هو )

لا يوجد المتنازع عنه

انسان الفضائل السوداء ... والتهم الوقورة ()

نعم ان الحطاب استوعب الدرس فهو مثل اسلافة استوعب وصية

الهه / ربة

فهم الذين قالوا :-

رفعت عنا اعمالنا الشاقة ( اي الالهة )

ورفعت عذابكم عن الانسان

اذ كنتم قد رفعتم اصواتكم

من اجل خلق الانسان ... فها انا ()

لقد قرر الشقاء علي

وفي البروفايل يتقن الحطاب في اسطورة البروفايل في التحايل عن المعاصر في عملية تبادل درامية – تاريخية فالالهة التي حذرت كلكامش في رحلتة الثانية في ان يفحص فلكة كي ينجوا من الطوفان الذي حدث بحدود (3000) ق .م .

يحذر الرب صاحب الرحلة من ان يخشى ثقب في الفلك الذي يقلة للحياة كما يظهر في هذا المقطع :-

في الطوفان الثاني

صاح يا من لا تراة المدينة ( الله / الرب / الالهة )

خذ حذرك يا ( اتونابشتم يا زيوس يا اتراحاسيس يا جواد )

يريد الاشرار اين يدلقوا عذريتهم عليك. ()

الحطاب يتذكر في نصة ويشخص الالهة ( ماميتم ) صانعة الاقدار التي تقدر مصائر الناس

ودلتهم عليهم الحياة والموت

رغم ان الموت لم يكشف عن يومة ()

هذا الامر الذي جعل الحطاب ... استلفنا في رحلة كلكامش  في الاولى سينجية في الثانية ... والحطاب كان اتقن تضحية جدة نوح  اتونابشتم السومري والتي يقول فيها :-

يا ( جواد يا كلكامش ... سافصح لك عن سر خفي محجوب

ساطلعك على سر من اقدار الالهة ان الالهة التي قرر الطوفان ... وكان معهم ابوهم انو

اسمع ايها الرجل الشروكي ... ان الالهة قد انقذتك ()

ويتماهى الحطاب مع نصيحة جده (نوح / اتونابشتم) وكأنه رفيقاً لكلكامش في رحلتة

فيقول الحطاب متشرفاً بنصيحة ( نوح / الالهة ) له :

فكر ... كل حكمة خسرتها

حينما لم تصبح علامة استفهام

........

منذ الزمان اللبني

اتعرض للتحريف ()

لقد استمع الحطاب لنصائح الناجي حين قال

ايها الرجل الشروكي

فوض السبب ( امرك ) للالهة

وخلص حياتك ... من الطوفان

وحمل في الفينة التي بنيت كل ذي حياة

والسفينة التي ستبنى

عليك ان تضبط مقاسها ...

فانت الناجي الوحيد()

ان الحطاب في بوفايل للريح قد اتقن النصيحة في مدونتها من قصة الخليقة حتى رحلة كلكامش الثانية

والتي حاول الحطاب ان يتجاور معها ومفاده الموت مقرر ...

والعيشة الجمال الذي تزرعة في الحياة وان التاريخ وان لم يتطابق في معطياتة الا ان الصراع المتكرر بين الخير والشر مستمر الى الان ...

وان الجمال في معناه السرمدي الماثل في نص كلكامش والحطاب في استمرار دولة الحب التي انتجت الادب والملاحم والجمال ...

والحقيقة الماثلة لدينا في نصوص الحطاب تكون في براعة هذا الحطاب كما يقول الدكتور ( حاتم الصكر ) قرته على رصف معاني ودقة هندسته معماري وكأنه ساحر ماهر لسحر اسمها الشعر.


مشاهدات 803
أضيف 2022/10/15 - 12:00 AM
آخر تحديث 2024/06/29 - 7:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير