الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما‭ ‬بعد‭ ‬القصف‭ ‬معروف

بواسطة azzaman

ما‭ ‬بعد‭ ‬القصف‭ ‬معروف

 

فاتح عبدالسلام

‭ ‬كلّما‭ ‬جرى‭ ‬قصف‭ ‬إيراني‭ ‬أو‭ ‬تركي‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭ ‬بحسب‭ ‬مصالح‭ ‬البلدين‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المعايير،‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المصلحة‭ ‬العراقية،‭ ‬يبرز‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إجابة،‭ ‬وماذا‭ ‬بعد‭ ‬القصف؟‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يجيب‭ ‬من‭ ‬السلطويين‭ ‬الرسميين‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬لكن‭ ‬الإجابة‭ ‬متيسرة،‭ ‬أوضح‭ ‬من‭ ‬الشمس‭ ‬وهي‭ ‬انّ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬القصف‭ ‬هو‭ ‬قصف‭ ‬جديد‭ ‬آخر‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬القصف‭ ‬التركي‭ ‬يلاحق‭ ‬حزباً‭ ‬واحداً‭ ‬محظوراً‭ ‬يشن‭ ‬هجمات‭ ‬داخل‭ ‬تركيا‭ ‬فإنَّ‭ ‬إيران‭ ‬تقوم‭ ‬بهجمات‭ ‬صاروخية‭ ‬وبالطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬لأسباب‭ ‬سياسية‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬امنية،‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬أربيل‭ ‬بصواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الازمة‭ ‬والتحالفات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وكما‭ ‬حدث‭ ‬يوم‭ ‬الاربعاء‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬مناطق‭ ‬حول‭ ‬أربيل‭ ‬والسليمانية‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬العراق‭. ‬

في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬توجد‭ ‬مشكلة‭ ‬عويص‭ ‬حلها‭ ‬وغير‭ ‬متوافر‭ ‬للسلطات،‭ ‬وهي‭ ‬رجم‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬بالصواريخ‭ ‬والهاونات‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬وتبعاً‭ ‬لارتفاع‭ ‬مناسيب‭ ‬الازمة‭ ‬السياسية‭ ‬وانخفاضها‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬غير‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬ترتبط‭ ‬به‭ ‬عودة‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬محيط‭ ‬السفارة‭ ‬الامريكية‭ ‬ومناطق‭ ‬أخرى‭.‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الشاذة‭ ‬التي‭ ‬تنزع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬صفة‭ ‬الدولة‭ ‬سوى‭ ‬سوريا‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬للقصف‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬باستمرار،‭ ‬وغالبا‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬اهداف‭ ‬إيرانية‭ ‬او‭ ‬متصلة‭ ‬بإيران‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭.‬

اذا‭ ‬كانت‭ ‬هجمات‭ ‬القصف‭ ‬الخارجي‭ ‬المتكررة‭ ‬تعني‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬فإنها‭ ‬مدعوة‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬جادة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬المعنية‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬احترام‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭. ‬وأظن‭ ‬انّ‭ ‬التفاوض‭ ‬حول‭ ‬أمور‭ ‬سيادية‭ ‬للبلد‭ ‬اهم‭ ‬من‭ ‬التوسط‭ ‬بين‭ ‬ايران‭ ‬والسعودية،‭ ‬وهما‭ ‬بلدان‭ ‬لن‭ ‬يلتقيا‭ ‬الى‭ ‬ابد‭ ‬الابدين‭ ‬لأسباب‭ ‬معروفة‭ ‬وراسخة‭ ‬الا‭ ‬اذا‭ ‬تغير‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬العاصمتين‭.‬

‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬لديها‭ ‬مصالح‭  ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬ولعل‭ ‬الملف‭ ‬الامني‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مصالحها‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬ان‭ ‬توافر‭ ‬حكومة‭ ‬لها‭ ‬إرادة‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭  ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬التعاطي‭ ‬بالمثل‭ ‬مع‭ ‬اية‭ ‬دول‭ ‬جارة‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭  ‬علاقات‭ ‬حسن‭ ‬الجوار،‭ ‬ودون‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬موافقات‭ ‬ضمنية‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تتصرف‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬داخل‭ ‬البلد‭ ‬بما‭ ‬تراه‭ ‬مناسبا‭ ‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقوى‭ ‬الحكومات‭ ‬العراقية‭ ‬المتعاقبة‭  ‬على‭ ‬حلها‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭  ‬النية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬حسمها‭ ‬ايضاً‭ ..‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 785
أضيف 2022/09/30 - 11:59 PM
آخر تحديث 2024/11/25 - 5:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 135 الشهر 10984 الكلي 10054128
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/11/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير