رؤية قانونية في تجريم خطاب الكراهية (2)
عبد الستار رمضان
كما عاقبت المادة(372) التي وردت ضمن(الجرائم التي تمس الشعور الديني) بالعقوبة مدة لا تزيد على ثلاث سنوات اوبالغرامة، 1-من اعتدى باحدى طرق العلانية على معتقد لاحدى الطوائف الدينية او حقر من شعائرها، 5-من أهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة دينية).
وعاقب القانون في المادة(433) على جريمة القذف باحدى وسائل العلانية، والمادة434)) على جريمة السب، والمادة(435) اذا وقع السب او القذف في مواجهة المجنى عليه من غير علانية، وحدد القانون عقوبات تتدرج بين الحبس الذي لا يزيد على ستة اشهر او الغرامة.
كما يمكن ان يصل خطاب الكراهية الى درجة الجريمة الارهابية حسب أحكام قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 باعتباره صورة من صور الارهاب الذي نصت عليه المادة(2) تعد الافعال الآتية من الافعال الارهابية: 4-العمل بالعنف والتهديد على اثارة فتنة طائفية او حرب أهلية او اقتتال طائفي، وتصل العقوبة فيها الى الاعدام او السجن المؤبد حسب نص المادة(4) ارهاب ومن الجرائم المخلة بالشرف.
مصالح عليا
ويجب على الادعاء العام باعتباره ممثل المجتمع التحرك من خلال نص المادة(2) من قانون الادعاء العام رقم 40 لسنة 2017 بحماية نظام الدولة والحرص على المصالح العليا للشعب والاسهام في حماية الاسرة والطفولة من اجل احترام المشروعية وتطبيق القانون والحفاظ على الامن والسلم في المجتمع.
ومنحت المادة (7/أولاً) يتولى رئيس الادعاء العام اتخاذ الاجراءات التي تكفل تلافي خرق القانون او انتهاكه وفق القانون من خلال الطعن لمصلحة القانون اذا ما كان هناك اضرار للقاصرين اوبمصلحة الدولة او مخالفة النظام العام.
كما ان هذه الجريمة يمكن ان تكون ضمن وصف الجرائم الدولية لانتهاكها احكام الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري لسنة1965 والتي صادق العراق وانضم اليها عام1970.
ان من المهم ان تكون لغة الحوار الاساسية بين جميع الافراد قائمة على التسامح والاعتراف بالخصوصيات ومقدسات ومشاعر الآخر، وهذه الممارسة الحياتية اليومية هي التي تنفع في مواجهة خطاب الكراهية والعــــــنف ومواجهة التحديات التي تـعصف بالمجتمعات التي تتنوع وتتعدد فيها الاديان والمذاهــــب والقوميات والهويات.
وجرائم التحريض على الكراهية تمثل خطرا مباشراً وحالاً على المجتمع كونها تهدد الحقوق الاساسية للأفراد وتزلزل عوامل الاستقرار النفسي والشعوري للمجتمع بأكمله مما يجعله بيئة خصبة لكل الافكار والممارسات التي تشكل بداية للعداء والاعتداء على الآخر وتخلق عوامل القلق والتوتر وتثير الكراهية والرعب وتعصف بعوامل الاستقرار والامن والسلم في المجتمع.
{ قاض ومدعي عام