الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القانون نواة حضارة الدولة والمجتمع

بواسطة azzaman

القانون نواة حضارة الدولة والمجتمع

 

لطيف دلو

 

وجدت القوانين لتنظم الحياة للبشرية في جميع ارجاء المعمورة بشكل حضاري منها سماوية اوجدتها الاديان ومنها مدنية شرعها الانسان ومنها مشتركة ومنها قانون الغاب ويمكن نسميه قانون الطبيعة الوحيد ينظم حياة الحيوانات والنباتات بعدالة لاغش ولا انحراف ولا رشوة ولا وساطة فيه يسري على الجميع اينما وجدوا فالقوي ياكل الضعيف لا مفر منه مبرمج في عقلية او تصرف اونمط الجميع في طبيعته الانقضاء على الضعيف لتامين قوته والضعيف يحاول بكل احساسه انقاذ نفسه ليعيش فترة اطول ان سلما الاثنين من مخادع البشر . اما القوانين النافذة لدى البشرية ان كانت سماوية اوشرعها الانسان لتنظيم الحياة جميعها قابلة للغش والخداع والتجاوز والاستغلال من قبل بني البشر من الحكام المستبدين والاشخاص ذوي النفوذ من عديمي الضمائر في المجتمع او الرجال القائمين على تنفيذها من الصنفين جميعهم لمنافعهم ومصالحهم الخاصة على حساب الضعفاء او الفقراء الذين هم مسؤلين عن تحقيق العدالة والمساوات لهم وفي كثير من الدول ليست إلا واجهة اعلامية للسلطة وقانون الغاب ساريا فيها بكل تفاصيله وبعد النهضة الصناعية والزراعية وانتهاء الحرب العالمية الاولى تغيرت نظم الحياة في ارجاء المعمورة بفضل القائمين عليها وتخلصوا من القساوة والتعصب في تامين متطلبات العيش على القرصنة والحروب والغزوات في كثيرمن المجتعات والتجؤا الى تنظيم دول مقيدة بالدساتير والقوانين وتنفيذها بحذافيرها على الجميع من قمة السلطة الى ادنى المواطن بالعدل والمساوات مع تامين كافة متطلبات المواطن المعاشية والسكنية للعامل والعاطل واللاجيء كما في الدول الاوروبية على سبيل المثال  .

عادات قبلية

اما في العراق منذ تاسيسه كدولة بعد الحرب العالمية الاولى وبالتحديد عام 1921 فان العادات والتقاليد البدوية القبلية العصبية وتاثير التباهي بقصص الشجاعة والحصول على المال والجاه في الغزوات والفتوحات للقائمين عليها عبر العصور لازالت شاخصة على منطقتي الجنوب والوسط والتي تستند على امتلاك الحقوق والمال والسلطة بالقوة وضعف السلطة احبطت تنفيذ القوانين كما يجب ، لذلك لم يستتب الامن والاستقرار فيهما ويلتجؤن الى الصلح العشائري دون المحاكم واحيانا يتم إخراج الدعوة او القضية من المحاكم ارجاء العراق عامة كالشعرة من العجين من قبل اشخاص ذوي النفوذ في القبائل اواشخاص في الحكومة لانها مصنوعة من نفس الخامة ولا استغرب تتويج ملك للعراق من خارجه للسبب نفسه ولذلك التجأ ويلتجآ الناس الى القبيلة للحماية وتامين معيشتهم بدلا من الحكومة  . 

اما في منطقة كوردستان كان الامر يختلف فالناس كانوا يعملون بإفتخار في الزراعة ومنها الخضر والصناعات المتيسرة كالحياكة والنجارة والحدادة والتجارة وفي البيع والشراء وكل من لا يعمل ويحاول الارتزاق بوسائل اخرى غير عرق الجبين يكون منبوذا بين المجتمع  وكان بعض من تلك المهن والحرف يعتبر مهينة الى السبعينيات القرن الماضي في الجنوب والوسط ، وكان الامن والاستقرار في كوردستان مستتبين والقانون يحترم الى حد معقول ولكن ممانعة الحكومة للحقوق القومية وتعيين اشخاص لإدارتها من غير المنطقة وفرض الدراسة بغير لغتهم ومنعهم ممارسة شعائرهم القومية ادت الى الاقتتال وتغيرت معالم المنطقة واصبحت معاقل عسكرية ومنها محرمة حتى من الادوية والاحتياجات المعيشية وفي كثير من الاحيان شجعت الحكومة على النهب والاستيلاء على اموال الناس مع العمليات العسكرية والقتل دون المحاسبة ومن اشدها الانفالات والعمليات الكيمياوي وهدم القرى وإسكان مابقي من الاطفال والنساء والعجزة من الرجال في مجمعات سكنية قسرية دون ايجاد وسيلة عيش بعد نهب اموالهم والفضيحة الكبرى هي تغيير القومية والاستيلاء على الاموال والاملاك واسكان العرب محلهم كما حدث في فلسطين قد غيرت الكثير من معالم شخصية الفرد  والعادات والتقاليد مع ازدياد الكره لاي حكومة والقوانين والانظمة بقدرما اصابه كل شخص من الغدر والظلم والحرمان وآثارها الضارة فاعلة في المجتمع الى هذه اللحظة   . 

ياما مجرمون من العيار الثقيل ارتكبوا جرائم القتل والغصب باشكاله المتعددة او سرقة و نهب المال العام حرطليق عاصيا عن قبضة العدالة لاحتمائه بالرشوة اوالمتسلطين في الحكومة او بالحل العشائري الذي لا يليق بالتحضر ودولة القانون ، ويا مظلومين من اناس ضعفاء في دهاليز السجون على قضايا بسيطة او اتهموا بقضايا ارتكبت من قبل اقوياء واستمالت عليهم غصبا في ضياع القانون.

كل تلك فالحكومات مسؤلة عنها منذ تكوين الدولة لانها كانت تعمل على فرض نفسها على المجتمع بعامل التعصبية القبلية كما في الحروب والغزوات الغابرة لامتلاك السلطة والمال ولم تسع الى تغيير تلك الثقافة في المجتمع لبناء دولة القانون وتكون مسؤلة على تامين قوت وسكن الشعب اولا بجميع مكوناته العاملة والعاطلة لخلق مجتمع مدني مؤمن بالقانون الذي يسري على اعلى شخص في الدولة لانه قريب منه قبل غيرة لتغيير وجهة الانسان الى الحكومة بدلا من القبائل وامثالها .

نبذة من المعلومات من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي للدكتور على الوردي ومنها عاصرتها من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب والحل الوحيد تاسيس حكومة مدنية تفرض القانون بالنار والحديد من اعلى شخص في السلطة فنازلا الى أي مواطن وتقضي على الفساد نهائيا واسترداد اموال العام المنهوبة وتوزع ثروات البلاد بالعدل والمساوات وتوفير فرص العمل والسكن وتامين حياة العاطل والعاجز وهي الوسيـــلة الوحيدة لفرض القانون وتامين الامن والاستقرار والدولة الضعيفة على تنفيذ القانون اذكرها بالمثل العربي (الامام اللي مايشور يسمونه ابو الخرك).


مشاهدات 951
أضيف 2022/09/23 - 11:31 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 5:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 270 الشهر 9394 الكلي 10052538
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير