غريبة الروح
مازن الحيدري
يرتبط اسم المطرب حسين نعمة بأغنية غريبة الروح بشكل وثيق وهي من كلمات الشاعر جبار الغزي والحان محسن فرحان .
ولاشك بإن عنوان الأغنية بحد ذاته يحمل الكثير من معاني اللوعة والوجد ، فما بالك بالقصيدة التي رسمت بكل حرف منها صورة عشق تختلط فيها مشاعر الحزن والحرمان والانتظار العقيم !!
يصنف الأدب والشعر على انه نتاج انساني يعكس ظواهر اجتماعية أو مواقف وأحداث يعيشها الانسان خلال فترة زمنية معينة ، ولذا نجد الكثير من البحوث والدراسات الانسانية التي تبحث في تاريخ المجتمعات من خلال دراسة وتحليل نتاجها الفكري والادبي ، فلدينا على سبيل المثال رواية البؤساء لفيكتور هيجو التي تعكس جانبا مهما من التاريخ الفرنسي ومثلها رواية الأم لمكسيم غوركي التي تعطي القاريء صورة واضحة عن تفاصيل وأحداث عاشها المجتمع الروسي خلال ثورة البلاشفة ، ونماذج كثيرة اخرى يصعب حصرها في سطور قليلة ..
غريبة الروح ، نموذج لنتاج أدبي نشأ مابين دجلة والفرات والغراف وأزهر في بغداد قصيدةً أخرى من بين آلاف القصائد والأغاني التي تحتل ذاكرتنا بجدارة عجيبة !!
مات الشاعر الغزي غريبا مشردا على جرف دجلة ، وهو يردد :
غريبة الروح لا طيفك يمر بيها ولا ديرة التلفيها !!
وما زالت قصيدته التي غناها حسين نعمة حيةً تحكي قصة عشق أبدية تمتد جذورها الى نبع حزنٍ لاينضب ولم يعرف الجفاف طريقا له !!
وسواء كان الرحيل تحت جسر الجمهورية ببغداد أو تحت جسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو التي تبعد الاف الأميال ، فيبدو بأن غربة الروح لا ترتبط بالمكان بأي شكل من الأشكال !!
ترى هل تصلح غريبة الروح مدخلا لدراسة مجتـــــمعنا ؟
وهل ينجح الابتعاد عن نبع الحزن في إطفاء ظمأ غربة الروح ؟
دعوة للتأمل بأغنية رسخت عميقا في وجداننا عنوانها : غريبة الروح !!