جوائز المهرجانات تحصدها السينما الإيرانية

طهران بلا أنهار وجسورها غريبة وحدائقها متاحف

طهران – حمدي العطار

غرابة سياحة الجسور في طهران

تمتاز السياحة في طهران بالتنوع والغرابة. وتعد الجسور أحد أنواع الترفيه للمواطن الإيراني والسائح الاجنبي. واذا كانت الجسور في أصفهان تعطي جاذبية لأن تحتها الأنهار فان جسر الطبيعة للمشاة الذي يقع في (عباس اباد) في شمال طهران يمر من تحته طريق مودارس السريع الذي يربط شمال طهران بجنوبه، وتتركز جاذبية هذا الجسر من التصميم الذي استغرق من عام 2009- 2010

والتنفيذ استغرق 3 أعوام ليفتتح عام 2014 كموقع سياحي وكبنية تحتية تربط بين منتزهين.حديقة (تلقاني ) وحديقة( اب وتش) - والحديقة الثانية ذات قيمة معنوية ودينية يطلق عليها (حديقة الماء والنار) سنتحدث عنها لاحقا.

المنظر جميل من جميع الجوانب فالجسر متكون من 3 طبقات وفي الطبقة الثالثة محطتان مساحة كل منهما 700م. طول الجسر 280متر والعرض 10 متر والمساحة الكلية 46000 ألف متر مربع. وكل هذه الهياكل المعدنية صممت بحيث لا تحجب المنظر الجميل لجبال البرز.

شاهدنا المقاعد والمساحات الخضراء والإكشاك التي تشجع الناس على البقاء في الموقع مطولا. وصورنا مطاعم صممت على شكل سفن وبواخر. وهناك أنواع مختلفة من التصاميم للمقاعد وهي يقدمها الأشخاص أو الشركات الخاصة كهدية للموقع وتعد اعلانا لأعمالهم تعرض بشكل مجاني.

حصل جسر الطبيعة للمشاة على جائزة ثاني افضل مشروع في العالم للعام 2015 من اللجنة الدولية لإدارة. المشاريع IPMA ..وجائزة الاختيار الشعبي للطرق والجسور وهي مسابقة معمارية عالمية مقرها نيويورك.

وانا اسير على جسر الطبيعة للمشاة متعجبا بهذا الإنجاز استذكرت المهندسة الراحلة (زها حديد) وما قدمته من تصاميم تنتمي إلى الهندسة المعمارية ما بعد الحداثة , ليقول لي مرافقي أن الجسر من تصميم المهندسة الإيرانية ( ليلى اورغيان).

لا تستغرب أن تجد على الجسر أكثر من شاب يحتضن حبيبته – من دون أن يزعجهم احد- قال لي المرافق السياحي ( الشرطة) المنتشرة في كل مكان بالجسر هم  لحماية الجسر من العبث والتخريب  وليس لمنع مثل هكذا مشاهد!

وزيارة جسر الطبيعة في الليل اجمل من النهار.

حديقة الطلقاني

كنت قد كتبت عن مدينة تبريز وقلت (تبريز شوارعها حدائق). واليوم زرت حديقة الماء والنار وجعلتني اقول (طهران حدائقها متاحف).

عند عبورنا جسر الطبيعة تاركين حديقة الطلقاني في الضفة الأخرى كنا في حديقة (الماء والنار) وهي من أكثر حدائق ايران شهرة وتميزا،تقع بالقرب من الغابات الموجودة على تلال عباس اباد، مساحتها  24ألف متر مربع، وتحتوي على (قبة مينا) وهي سينما مصممه لعرض الافلام المتعلقة بالكواكب والنجوم والمجرات تهدف إلى إشاعة المعرفة بالعلوم الفضائية، ومقاعد السينما متحركة ومقوسة لأن السينما سباعية الابعاد.

ولاحظنا وجود مجسمات برونزية تعبر عن قصة النبي ابراهيم : الذي حطم الأصنام بالفأس وترك اكبر صنم قائلا لقومه اسألوا الصنم إلهكم من حطم الاصنام، فقرر نمرود أن يلقى النبي ابراهيم في النار، واستوحى المهندسون تصميمهم لسور الحديقة من قصة النبي ابراهيم وواقعة رميه بالنار وقول الله للنار (يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم)

السور بالمجسمات تم التقاط الصور لها وهي من الحديد محفورة، بلغ طول السور 20    مترا وارتفاعه 3 أمتار ، فضلا عن وجود منارات بارتفاع  21مترا تبعث منها النار في فترات محددة. وهناك مسجمة حديدي عن التقاء الملائكة بالنبي ابراهيم وتسليمهم نبي لوط لإنقاذه من عقوبة قومه وزوجته .

وتحتوي حديقة الماء والنار على مدينة الألعاب المائية من خلال حفر موجودة على سطح الأرض يخرج منها نوافير .وهي المكان الأكثر ترفيها ولهوا للشباب والصبايا.

وتحتوي أيضا على عش الحمام، وسباق العربات، والمنارة البحرية، وركوب العربات المسير في الحديقة، ومدرج ومظلة بأستعمال القماش المشمع بطول 700م يستخدمه الراوي لربط قصة إبراهيم بالمنصة.

وهناك تعليم لعبة الهبوط على الحبل وركوب الخيل.وهناك نصب لأسطورة شاعر يمتطي الحصان تقول الأسطورة بأنه كان يعبر النار من دون أن يحترق.

كل هذا الاهتمام بالحدائق في طهران يدل على معرفتهم بأهمية انتشار البيئة الخضراء للمحافظة على التوازن البيئي والتخلص من الغبار.