بلاد العرب أوطاني
علي كاظم
الصدفة جعلت ثلاثة مشجعين عرب من مختلف الجنسيات ان يجتمعوا على الطاولة التي وضعت عليها قهوتي وبدأت الحكاية عندما جاء مشجع عربي من فلسطين قال ممكن اجلس معك اكثر الطاولات مشغولة من قبل اصحابها . تفضل بالجلوس
وبعدها جاء مشجع من الجزائر جلس معنا بعد ان استاذن بالجلوس كون اغلب طاولات المقهى مشغولة وبقى كرسي فارغ فجاء مشجع من المغرب طالبا بالجلوس معنا
فهكذا بدون موعد مسبق اجتمع عراقي وفلسطيني وجزائري ومغربي على طاولة واحدة وكان الحديث عن بطولة العالم ومن سيفوز بكأس البطولة وتبين من حديثهم ان المشجع الفلسطيني مقيم اصلا في السعودية حيث يعمل هناك وجاء لمشاهدة البطولة اما المشجع المغربي فقد جاء من بلجيكا والمشجع الجزائري جاء من مدينة وهران وعندما عرفوا اني عراقي اثنوا على الوطن الجريح وانه قلب العرب النابض رغم الجرح العميق في جسده
اجمل كلامه سمعته من المشجع المغربي حين قال ان بطولة العالم في قطر اثبتت ان الشعوب العربية محبة لبعضها بعيدا عن سياسة حكامها وانه شخصيا تعرف على عشرات المشجعين العرب وتبادل معهم ارقام الهواتف وسيتواصل معهم في المستقبل ومن ثم طلب رقم هاتفي الجوال
وسألني من اين مدينة انت في العراق
قلت انا من مدينة الشعراء والصور والتاريخ
انا من درة العواصم ومجدها التليد
قاطعني بسرعة
الله على بغداد
اتمنى زيارتها
قلت له هلا بك
رقم تلفوني عندك
تعال وفرصة لك حضور بطولة الخليج والدخول بدون فيزة لترى بصرةً السياب ونخلها وطيبة اهلها وكرمهم بلا حدود للقريب والبعيد
بعدها تحدثوا عن المنتخبات العربية وكيف استطاع منتخب المغرب من الوصول الى الدور نصف النهائي وكسر حاجز الخوف عندما يلاعب الفرق الكبيرة وتحسره المشجع المغربي على خسارتهم امام فرنسا
فقال له المشجع الجزائري كم تمنينا فوز المغرب لكن المنطق والعقل يقول ان الفوز سيكون لفرنسا وهذا ما حدث واتمنى غدا ان يستطيع الفوز على كرواتيا ليحرز المركز الثالث وهذا انجاز غير مسبوق ان حصل لمنتخبات افريقيا واسيا
ساعة امتدت جلستنا العفوية وانا سعيد بوجودي مع اصدقاء عرب يجمعنا التاريخ والدين واللغة وإن فرقتنا الحدود والسياسة لكن سنبقى نحن العرب جسد واحد وهذا ما شاهده العالم باجمعه حين شجعنا كل المنتخبات العربية وعندما بقى منتخب المغرب وحده في البطولة وقف معه الجميع
انتهت جلستنا وفسحنا المجال لعائلة عربية للجلوس على الطاولة وتبادلنا التحايا والسلام وانصرف كل واحد منا الى حيث يريد ان يذهب
مشيت وحدي في سوق واقف
وانا اردد
بلاد العرب اوطاني
منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ
إلى مِصـرَ فتطوانِ
لكني تذكرت
قبل سبعة عشر عاما
عندما اجتاحنا الظلام
واصبح نزيف الدم عنوانا لبغداد
هاجرت الى دولة عربية
فاوقفني شرطي الحدود
وسالني اين فيزة الدخول
قلت له بلاد العرب اوطاني
قال هذا النشيد
للقراءة فقط
قلت له
فـلا حـدٌّ يباعدُنا
ولا ديـنٌ يفـرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا
بغـسَّانٍ وعـدنانِ
ابتسم الشرطي
وقال مسكين الشعب العربي
ارجع يا اخي الى وطنك
واحصل على فيزة الدخول
وبعدها قول بلاد العرب اوطاني
شكرا لبــــــطولة كأس العـــــــالم في قطر
التي جمعـــتنا بغـسان وعدنان.