العلوية تستذّكرمبدع غريبة الروح في أربعينته

حمزة: فرحان أشبه بعراق يذرف دمعاً من ألحان ستبقى عنواناً لغربة الفقراء

بغداد - ياسين ياس

 اقامت اللجنة الثقافية في نادي العلوية حفلا تابينيا للفنان الراحل محسن فرحان بمناسبة اربعينيته، قدمته  الاعلامية بشرى اسميسم قائلة (محسن فرحان لم ولن يكن شيئا عابرا في ذاكرتنا العراقية المزدحمة بالحروب والدخان والخسارات فقد استطاع هذا (المحسن ) ان يفتح كوة للفرح والضوء والسعادة في جدار الخوف والقلق ويمنحنا الحب والحلم عبر الحانه المتوهجة وصنع لحظات مقتطعة مازلنا نستعيدها مع عبقريته المتفردة من خلال روائعة غريبة الروح ويكولون غني بفرح وما بي أعوفن هلي وغيرها من الألحان الخالدة) مضيفة (محسن الفرحان احد رموز اللحن العربي الاصيل الى جانب الكبار رياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب وعمر خيرت والرحابنة منصور وعاصي بل ويتفوق في الوجع والعفوية والتحدي كعراقي حالم رغم الاضداد في  استيعاب الصدمات والاصرار على الحياة ، ليبقى احد اهم سدنة اللحنية العراقية والعربية سرمدياً). وقد أبتدأ الحفل بقراءة سورة الفاتحة وماتيسر من الذكر الحكيم بصوت القارىء الحاج رائد القيسي تلته كلمة السيدة ميديا ابنة الراحل محسن فرحان  ومن ثم تم عرض فلم عن حياة الراحل وأهم الحانه .. كتابة وسيناريو الصحفي كوكب السياب  وبعد ذلك قدم الموسيقي علي حسن عزف منفرد على العود مكس من ألحان الراحل مهداة لروحه ،ثم توالت المداخلات .. حيث قرأ الموسيقار سامي نسيم رسالة من الملحن كوكب حمزة مهداة لروح فرحان واستعرض الفنان رضا الخياط بعض من ذكرياته مع فرحان كما قدمت لنا مداخلة مهمة الدكتورة سلامة الصالحي وكذلك الفنانة اديبة.  وتحدث  العديد من اصدقاء الملحن ومحبيه منهم الاستاذ رعد الدليمي  والفنان محمد زبون و المهندس عقيل كاظم التميمي  وكذلك الشاعر باقر العلاق والصحفي زيدان الربيعي والمخرج صبري الرماحي والفنان قاسم اسماعيل.كما قدم الشاعر رمزي ساري الذيابي  قصيدة مهداة لروح الراحل وكذلك قدم الملحن علي سرحان  مداخلة جميلة .

انشودة خالدة

وفي السطور التالية نقرأ ما كتبه الملحن كوكب حمزة في رسالة الى الراحل محسن و التي قرأها الموسيقار سامي نسيم في الحفل التأبيني (تعال عيوني محتامات ماعاود وسن ليها، تعال وعندي سوالف اسولفها الك وحجيها،تحن مثل السمج للماي تحن ويلفها المكابر ويطوبها.. وانت ولا يجي ابالك تمر مرت غرب بيها.. ولا طيفك يوعيها)،تحية وبعد أبا ميديا :مازلت ياعزيزي، غريب الروح والقلب، بوطن مازال حزيناَ كما عهدته، يتحين الفرص والأوقات ليبكي حظه العاثر بعراء اسمه وطن، وحتى انشودتك الخالدة غريبة الروح التي استوحيت لحنها من تراجيديا الحسين عليه السلام، تجوب روحي وتستدر الدموع من عيوني وهو ( المضيع وطن.. جا وين الوطن يلگاه ).صديق أرواحنا ابا ميديا..مازال كل شيء  في حياتك، وكان يعتصر  قلبك  وروحك على حاله، مازال الوطن الحزين ابداَ، لم ينهض من كبوته، ولا نعرف أين هو ذاهب، مازال اللصوص يصادرون هيبته وثرواته، ويمزقون عباءة مجده وفنه وأدبه دون رحمه، ولا ملاذ لنا سوى اناشيدك الخالدة، نعلل أرواحنا بها فهي ثروتنا الوطنية التي لا ينافسنا عليها أحد وهم في شغل عنها،لذا ياصديق أرواحنا المتعبة وداءها وداوئها، الموت الذي نموته كل يوم بوطن مسجى على دكة الظيم والظلم على (حطة ايدك)، و كل يوم ينصب فقراءه العزاءات لشبابه الذي تساوت عنده الحياة والموت، ياصديقي اخيرا وليس آخراَ اقول لك تشبث بموتك او بالأحرى منفاك السعيد،  ذلك لأني متشبث بموتي او منفاي الذي اخترته على أمل أن يتحقق الحلم الجميل، والذي هو ليس اسعد من منفاك، لكون منذ اكثر من خمسين عاماً، وويلات واحزان الوطن تترى، ووأد الشباب فيه بحروب ومظاهرات وغيره، مازال كما عهدته و (على حطة ايدك)، ولذا كوني آخر العنقود، وكما كنت تسميني كوكب الروح، أيها المحسن بشدوه العراقي الصميم، وانت اشبه بعراق يذرف دمعاَ من ألحان ستبقى اناشيد لغربة الفقراء بمنفى أو وطن مستحيل).