الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وللحكمة قوافيها‮ ‬

بواسطة azzaman

وللحكمة قوافيها‮ ‬
حسين الصدر‮ ‬


-1-
ما أجمل الحِكَم والوصايا التي‮ ‬يُودعها الشعراء في‮ ‬قوافيهم،‮ ‬يحثون الناس على صيانة أنفسهم من الأدران والشوائب‮ .‬
واذا كان حفظُ‮ ‬اللسان من التورط بالمحاذير مطلوباً‮ ‬،‮ ‬فانَّ‮ ‬صيانة الأذُن عن القبيح مطلوبةٌ‮ ‬أيضا‮ ‬
قال الشاعر‮ :‬
وَسَمْعَكَ‮ ‬صُنْ‮ ‬عَنْ‮ ‬سماعِ‮ ‬القبيح‮ ‬
كَصَوْنٍ‮ ‬اللسانِ‮ ‬عَن النُطقِ‮ ‬بِهْ‮ ‬
فانَّكَ‮ ‬عندَ‮ ‬سماعِ‮ ‬القبيحِ‮ ‬
شريكٌ‮ ‬لقائِلِهِ‮ ‬فانْتَبِهْ‮ ‬
لا خير في‮ ‬الثرثار،‮ ‬ولا خير فيمن‮ ‬يُصغي‮ ‬لأقوال الأشرار‮ .‬
-2-
تفنى اللذاذةُ‮ ‬ممن نالَ‮ ‬صفوتَها‮ ‬
مِنَ‮ ‬الحرامِ‮ ‬ويبقى الإثمُ‮ ‬والعارُ
تَبْقَى عواقبُ‮ ‬سُوءٍ‮ ‬في‮ ‬مَغَبّتِها‮ ‬
لا خيرَ‮ ‬في‮ ‬لذةٍ‮ ‬مِنْ‮ ‬بَعْدِها النارُ
اللاهثون وراء اللذائذ المادية المحرمة‮ ‬ينسون أنَّ‮ ‬اللذاذة سرعان ما تزول ولكنّ‮ ‬الاثم المرتكب لا‮ ‬يزول‮ ..!!‬
ولا‮ ‬يكف الشيطان عن اغراءاته لايقاع الانسان في‮ ‬شَرَكِ‮ ‬العصيان وإبْعادِهِ‮ ‬عن نعيم الجنان‮ .‬
وهنا ما‮ ‬يجب ألا‮ ‬يكون موضع‮ ‬غفلة أو نسيان‮ .‬
-3-
الخَلْقُ‮ ‬كلُّهم عيالُ‮ ‬اللهِ‮ ‬
تحتَ‮ ‬ظِلالِهِ‮ ‬
فأحبُّهم طُرّا إليهِ‮ ‬
أبرُّهمُ‮ ‬بِعِيالِهِ‮ ‬
فأين أحبابُ‮ ‬الله الساعين لنفع عباده دُون كَلَل ولا ملل ؟ لا‮ ‬يبتغون من وراء ذلك رياءً‮ ‬ولا سمعة بل‮ ‬يخطبون بأعمال البر والخير والاحسان‮  ‬الحُورَ‮ ‬العين مِنْ‮ ‬ربهم‮ ...‬
-4-
اذا تضايقَ‮ ‬أمرٌ‮ ‬فانتظرْ‮ ‬فَرَجا‮ ‬
فأضيقُ‮ ‬الأمرِ‮ ‬أدناهُ‮ ‬الى الفَرَجِ
ومع هذه الرؤية الثاقبة فليس ثمة مِنْ‮ ‬يأس ولا قنوط‮ .‬
-5-
ما‮ ‬يبلغُ‮ ‬الأعداءُ‮ ‬مِنْ‮ ‬جاهِل‮ ‬
ما‮ ‬يبلغُ‮ ‬الجاهلٌ‮ ‬مِنْ‮ ‬نَفْسِهِ‮ ‬
الجهل أقبح الصفات‮ ‬
والجاهل‮ ‬يُزري‮ ‬بنفسه‮ ‬،‮ ‬ويجني‮ ‬عليها،‮ ‬ويهيء الفرص لاعدائه للايقاع به‮ ‬،‮ ‬وتلك هي‮ ‬الخسارة الفادحة‮ .‬
-6-
ان العجلة مذمومة‮ ‬– كما هو معلوم‮ ‬– ومن مصاديق العجلة المذمومة سرعة الجواب قبل أنْ‮ ‬يتم صاحبُك كلامَه،‮ ‬فايّاك أنْ‮ ‬تعجل قبل أنْ‮ ‬يُنهي‮ ‬المتكلم حديثَهُ‮ ‬،‮ ‬والاّ‮ ‬وقعتَ‮ ‬في‮ ‬المآزق المحرجة‮ . ‬
وقال الآخر‮ :‬
اسمعْ‮ ‬مخاطبةَ‮ ‬الجليس ولا تَكُنْ‮ ‬
عَجِلاً‮ ‬بنُطْقِكَ‮ ‬قبلَ‮ ‬ما تتفَهمُ‮ ‬
لم تُعْطَ‮ ‬مَعْ‮ ‬أُذُنَيْك نُطقاً‮ ‬واحداً‮ ‬
الاّ‮ ‬لتسمَعَ‮ ‬ضِعْفَ‮ ‬ما تتكلمُ‮ ‬
ولا تَنْسَ‮ ‬أنْ‮ ‬لك لساناً‮ ‬واحداً‮ ‬لكنك تملك أُذُنيْن،‮ ‬في‮ ‬اشارة واضحة الى أنَّ‮ ‬الاستماع للآخر حَرِيٌ‮ ‬ان‮ ‬يكون ضِعْف ما‮ ‬يتحرك به اللسان‮ ..!!‬
-7-
يخاطبني‮ ‬السفيهُ‮ ‬بكل قبح‮ ‬
وأكره أنْ‮ ‬أكونَ‮ ‬له مُجِيبَا‮ ‬
يزيدُ‮ ‬سَفاهَةً‮ ‬وأزيدُ‮ ‬حِلْماً‮ ‬
كَعُودٍ‮ ‬زادَهُ‮ ‬الإحراقُ‮ ‬طِيبا‮ ‬
وهذا نظير قول الآخر‮ :‬
اذا نطَقَ‮ ‬السفيهُ‮ ‬فلا تُجِبْهُ‮ ‬
فخيرٌ‮ ‬مِنْ‮ ‬اجابَتِهِ‮ ‬السكوتُ‮ ‬
انّك بالترفع عن الاجابة تترك السفيه‮ ‬يصطلي‮ ‬بنار خَيْبَتِه‮ .‬
-8-
إذا قَلّ‮ ‬ماءُ‮ ‬الوَجْهِ‮ ‬قَلَّ‮ ‬بهاؤُه‮ ‬
ولا خيرَ‮ ‬في‮ ‬وَجْهٍ‮ ‬اذا قلَّ‮ ‬ماؤُهُ‮ ‬
حياؤك فاحفَظْهُ‮ ‬عليكَ‮ ‬فانما‮ ‬
يدل على فَضْل الكريم حَياؤه‮ ‬
واعداؤنا حريصون على ان‮ ‬يسلبوا الحياء منا ولكنهم‮ ‬يفرشون طريق المثليين بالورود والرياحين‮ .‬
في‮ ‬مفارقة كبرى للدين والأخلاق‮ .‬
-9-
وعينُ‮ ‬الرضا عن كُلّ‮ ‬عَيْبٍ‮ ‬كليلَةٌ‮ ‬
ولكنّ‮ ‬عيْنَ‮ ‬السُخط تُبدي‮ ‬المساويا‮ ‬
من المعيب للغاية أنْ‮ ‬تُغمض عينَك عن المحاسن حال الغضب،‮ ‬وتسترسل في‮ ‬ذكر المعائب‮ ...‬
انّ‮ ‬الحصيف المنصف لا‮ ‬يبخس أحداً‮ ‬حقه‮ ...‬
ولا‮ ‬يسلبه محاسنه حتى في‮ ‬حال الغضب‮ .‬
وقد درج الناس على مدح مَنْ‮ ‬يُحبون بأعلى صِيغ‮ ‬المدح،‮ ‬وذمّ‮ ‬مَنْ‮ ‬يكرهون بأعلى صيغ‮ ‬الذمّ‮ ‬مع أغماض النظر عن كل ما‮ ‬يحمل من ايجابيات‮ ..!!‬
-10-
مَن لم‮ ‬يؤدِبْهُ‮ ‬والِداهُ‮ ‬
أدّبَهُ‮ ‬الليلُ‮ ‬والنهارُ‮ ‬
التحديات التي‮ ‬يواجهها الانسان في‮ ‬مساره الحياتي‮ ‬ليست بقليلة،‮ ‬واذا لم‮ ‬يكن قد أتقن صياغة المواقف باهمال مِنْ‮ ‬والديْه فانّ‮ ‬تلك التحديات كفيلةٌ‮ ‬بانْ‮ ‬تمنحه الخبرة والقدرة على تجنب العثرة‮  .‬


 


مشاهدات 581
أضيف 2022/06/18 - 1:53 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:47 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير